ازمة نفايات جديدة من مخلفات الوقاية من الفيروس

يمكن لفيروس أن يعلمك درسًا لن تنساه، يمكنه أن يؤكد لك دروسًا سبق وتعلمتها، فيروس كورونا ليس مجرد فيروس كما تظنون، بل هو كاشف لحقيقة بني البشر في التعامل مع المصائب ومواجهة المشاكل، ترعت مجتمعات كثيرة وبان جهلها وعدم وعيها، في الحفاظ على البيئة النظيفة.

مُذ انتشار هذا الوباء يؤكد لك بعض الناس أنهم أقل وعيا من أي كائن على سطح الكوكب، ففي مواقف كثيرة شاهدنا ممن يسخر من بعض المرضى والشعوب التي لا حول لها ولا قوة.

كما أن الملاحظات التي نراها يوميًا من اهمال، جشع، جهل، استهتار، ومخالفات تؤكد لك أن الإنسان ما زال في طغيانه يعمه وفي جهله يغرق.

في كثير من الأوقات لا تجد من تعول عليه سوى وعي الناس ومدى ثقافتهم. فلم تعد العقوبات ولا منح الفرص تجدي نفعا مع بعض الفئات ولايزال البعض يخالف القانون والنظام ويجهل الخطورة التي قد تفتك به وباسرته بل بمجتمع بأسره.

ولي هنا وقفة قصيرة للبعض حيث ظهرت خلال هذه الأزمة نفايات جديدة من مخلفات الوقاية من الفيروس لم نكن لنراها من قبل، ما قد يتسبب في ولادة مشكلة من رحم أزمة مازالت تحصد إلى الآن أرواح البشر. وما يلاحظ عبر غالبية مواقع التسوق والأحياء والشوارع هو ظهور نفايات جديدة لم تكن موجودة من قبل، فقد أصبحت مخلفات الاستخدام الفردي مثل القفازات والكمامات، متناثرة في مختلف أماكن الرمي وفي كل مكان، بما بات يهدد بولادة مشكلة أخرى من رحم أزمة فيروس الكورونا العالمي. وتهدد هذه النفايات صحة الأشخاص العاديين وتضاعف الأعراض لدى المرضى، فهي تؤدي إلى انتشار الميكروبات والفيروسات في كل مكان ما يتسبب بعدوى مرضية غير متوقعة سواء في الأماكن العمومية اوالإدارات والمؤسسات وحتى داخل البيوت وفي محيط الشقق السكنية، محذرين من خطورة رميها في نشر الأمراض، خصوصاً أن استمرار هذه الظاهرة قد يسبب انتشار الفيروس، ويتعارض مع جهود الدولة في محاصرة انتشار فيروس كورونا المستجد، وحماية كل أفراد المجتمع. كما أنها مصدر خطورة على عمال النظافة، أن الكمامات الملقاة في الشوارع تتطاير على المارة بفعل الرياح، ما يعرضهم لنقل العدوى وانتشار فيروس كورونا في المجتمع. إضافة الى انه منظر غير حضاري.

من هنا ادعو المسؤولين في بلدية القطيف قسم صحة البيئة والذي من خلال هذا المقال أقدم لهم الشكر الجزيل على هذه الجهود والمتابعة المستمرة... تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، للتحذير من خطورة رمي الكمامة أو القفاز في الشارع، وأهمية تحلي المخالفين بالمسؤولية تجاه أنفسهم وحياة الآخرين وحثهم على رمي هذه المخلفات في سلة النفايات التي قامت البلدية بتوزيعها على كافة اماكن التسوق المنتشرة في المنطقة. مع غرامة مالية لكل من يخالف غير ذلك لعلها تجدي لمن لا يكترث بخطورة هذه المشكلة.

إن مسؤولية الفرد اليوم تساوي مسؤولية الحكومة والدولة، فالدولة بكافة قطاعاتها تعمل جاهدة على راحة المواطن ونشر الوعي وتوفير سبل الراحة والحد من انتشار الوباء بكل الطرق. التي تأتي لتبرهن العديد من المبادئ، من أهمها: التخفيف من حدة توتر انتشار الوباء والعمل الفعلي على تأمين بيئة نظيفة خالية قدر الإمكان من الوباء.

سلمت يا وطني من الأسقام والأمراض، وتحية لك مليئة بالدعاء أن يحفظ الله هذا الوطن واهله.

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية