مستقبل الزواج في السعودية!

الزواج هو الاقتران والعلاقة التي تربط الرجل بالمرأة لبناء أسرة وإنجاب أطفال، ومشروع الزواج فطري مع الإنسان منذ القدم، فالزواج يمنع اختلاط الأنساب ويحافظ على التسلسل البشري والأعقاب، ولكل أمة وديانة طقوس خاصة بها، لكن بالنهاية كلها تتفق ب «وثيقة شرط وقبول بين طرفين»، هما الزوج والزوجة، وقانون الأمم المتحدة يعترف بكل الزيجات حول العالم ما دامت موثقة ورسمية.

في مجتمعنا الشرقي وفي السعودية بالذات، توجد تقاليد وأعراف للزواج خاصة بكل منطقة وقبيلة، توارثناها منذ القدم من الأجداد، بعضها عن طريقة الاختيار والأخرى عن طقوس الزواج، وسنتحدث هنا عن التوافق النسبي في الزواج، وهل هو باق أم سيتغير مع الوقت. بصراحة ما زالت داخل المجتمع المدني المتحضر بعض تقاليد الزواج القديمة، وعلى رأسها «الزواج التقليدي» أو المدبر، وهو أن يختار أهل الزوج فلانة لتكون زوجة لابنهم، لكن مع الزمن تطور هذا الزواج حتى أصبح أكثر قبولا مع «النظرة الشرعية» ودراسة كل طرف للآخر.

سابقا.. بعض الأسر لا تقبل بالزيجات إلا من عدد معين من العائلات التي تتصاهر معها منذ القدم وبينهم دم ونسب، وهذا جار إلى وقت قريب، وكانت هناك معضلات أمام الزواج، وهي عدم تكافؤ النسب، حتى داخل المجتمع الواحد والمذهب الواحد، أو بين زيجات أهل المدينة والقرى والهجر.

اليوم اختلف الوضع كثيرا ولا يزال بحالة تطور، وبدأت تطرأ عليه ظواهر جديدة، والمعروف أن الشارع الإسلامي حث على سواسية الناس حتى مع اختلاف عروقهم وقومياتهم، ونصح بالحديث: من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه، ومع الوقت أخذت بعض العوائل في تطوير ثقافتها وقللت من شروطها تجاه الزواج، وخرجت من قوقعة «الزواج فقط من دائرة معينة!»، واتضح أنها كانت قناعات داخل دهاليز السكك القديمة بالحارة أيام بيوت الطين القديمة، وحلت مكانها اليوم «زيجات» جديدة عصرية تتناسب مع الجيل الجديد! حيث جمعت كل فئات المجتمع دون استثناء، وأصبح الغالب في الصفات المطلوبة هو التوافق بين الطرفين «الفكري والتعليمي والاقتصادي» وانتقل القرار من الوالدين إلى الأبناء أصحاب الشأن، وأضحى الجيل الجديد متوجها أبعد من ذلك مع دخول المرأة معترك الحياة مع الرجل، وأرى في الأفق أن الجيل السعودي الجديد سوف يتوجه إلى الزيجات خارج المذهب والقبيلة، وسنرى مستقبلا وليس بالبعيد تغيرات كبيرة في شروط وطقوس وتقاليد الزواج، وستكون أقل كلفة ومختصرة.

 

روائي وباحث اجتماعي