معرض الكتاب.. واجهة الوطن

بشعار ”وجهة جديدة، وفصل جديد“ وفي واجهة الرياض، عادت الحياة مجدداً لمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي يُعدّ الحدث الثقافي العربي الأهم والأضخم المتخصص في صناعة وتسويق الكتاب، وذلك على مساحة تجاوزت 36 ألف متر، وبمشاركة أكثر من 1000 دار نشر سعودية وعربية وعالمية، تنتمي لـ 30 دولة من مختلف قارات العالم، وبحضور نوعي لعراق الرافدين والتي اختيرت لتكون ضيف شرف لدورة هذا العام في هذا الكرنفال الثقافي الذي يحتفي بالكتاب.

معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أصبح الوجهة الثقافية الأبرز منذ سنوات لما حققه من نجاحات وإنجازات كبيرة توجته على قمة معارض الكتب العربية وقربته كثيراً لقائمة أهم المعارض العالمية المتخصصة بتسويق الكتاب، هذا الاحتفال الثقافي السعودي الرائع الذي ينتظره القراء والعارضون ودور النشر والمتخصصون في صناعة الكتاب لم يعد مجرد بازاراً كبيراً للكتاب - رغم أهمية ذلك - ولكنه تحوّل إلى منتدى ثقافي عربي ضخم يحتضن الكثير من الندوات والأمسيات النوعية والثرية والتي تتناسب مع طبيعة الطموحات والمستجدات الثقافية العربية والإقليمية والعالمية.

معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الأولى التي تُنظمها وتُشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة وهي هيئة ثقافية حديثة تأسست قبل عام فقط، وكانت ضمن حزمة نوعية من المبادرات الثقافية الوطنية التي أطلقتها وزارة الثقافة متضمنة 16 قطاعاً ثقافياً يلم شتات كل المجالات الثقافية المتعددة والمتنوعة. هيئة فتية كهذه معنية بقطاع الأدب والنشر والترجمة ويرأسها أحد الرموز الشابة للرواية السعودية المعاصرة وهو الدكتور محمد حسن علوان المتخصص في مجال التسويق وإدارة الأعمال الدولية، تنتظرها الكثير من الطموحات والآمال لصنع بيئة ثقافية حقيقية تتناسب ومكانة هذا الوطن الكبير، ولتكون المظلة الثقافية الوطنية للأجيال الثقافية الطامحة لتحقيق أحلامها وإبداعاتها الثقافية المختلفة.

الكتاب هو الصدر المتين والحافظ الأمين لكل مصادر ومنابع العلم والمعرفة والثقافة والأدب والفن والحضارة والتاريخ وكل ملامح وتفاصيل المسيرة البشرية على مر العصور، وهو صانع الفكر والوعي والحوار والانفتاح والتطور. الكتاب هو أكثر من حياة لكل من لا يُريد أن يعيش حياة واحدة فقط.

منذ عقدين تقريباً، وتسونامي منصات وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل ووسائط الإعلام الجديد، قد سحبت البساط من الكتاب، بل ومن كل المصادر الثقافية والإعلامية الأخرى، وتلك هي طبيعة وسيرورة الحياة التي تعشق التجدد والتبدل، ولكن معارض الكتب وعلى رأسها معرض الرياض الدولي للكتاب هي من تُعيد للكتاب وهجه وألقه، وهنا تكمن قيمة وتأثير هذه المعارض والفعاليات الثقافية التي تحتفي بالكتاب.

معرض الرياض الدولي للكتاب، شرفة ثقافية وطنية باذخة يستحق الدعم والاهتمام من كل الجهات والمكونات، لأنه أحد أجمل واجهات الوطن.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني