جائزة الأميرة صيتة.. عنوان التميز في العمل الخيري

تُعدّ ثقافة التكريم والتقدير، واحدة من أهم وأروع الثقافات الإنسانية التي تتمتع بها المجتمعات والأمم المتقدمة والمتطورة، ولعلّ أشهر وأصدق مظاهر تلك الثقافة التكريمية الرائعة التي تتميز بها الشعوب والأوطان الواعية والنبيلة هي الجوائز التي تُعطى للمبدعين والمنجزين في مختلف القطاعات والمستويات، تلك حالة متقدمة جداً من الوعي المجتمعي والمسؤولية الاجتماعية والتي تؤسس لصنع مستوى عالٍ من الوفاء والامتنان يحمله بفخر وإعجاب أفراد ومكونات تلك المجتمعات والأمم.

وبفضل من الله وبدعم غير محدود من قيادتنا الرشيدة، تعيش مملكتنا الغالية حالة من التطور والازدهار في شتى المجالات والمستويات، ورصد وتقدير مستوى الإبداعات والإنجازات، سواء الفردية أو المؤسساتية، يحتاج لتضافر كافة الجهود والإمكانيات، وهنا ظهرت الحاجة الملحّة والضرورية لوجود جوائز وطنية أهلية وحكومية، لإبراز وتكريم السواعد المنجزة والعقول المبدعة من أبناء وبنات هذا الوطن الملهم الذي يعشق التميز والتفرد.

وتُعدّ جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي وهي في عقدها الأول، واحدة من أهم وأرقى الجوائز والمبادرات النوعية التي تتبنى ثقافة التكريم والتحفيز لمنجزي ومبدعي الوطن بشرائحهم العمرية والتخصصية المختلفة، وكذلك للمؤسسات العامة والخاصة وغير الربحية ذات التميز والجودة في مختلف المجالات والتخصصات التي تهتم بها فروع الجائزة المتعددة.

وتحظى جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي برعاية كريمة وأبوية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وهو الرائد والملهم في العمل الاجتماعي والخيري، وذلك لقناعته وإيمانه بقيمة وتأثير التميز في العمل الخيري كثقافة مجتمعية تستحق أن تتمظهر بشكل كبير ومكثف في ملامح وتفاصيل المجتمع السعودي. ويُعتبر استمرار وتميز هذه الجائزة الوطنية الرائعة ونجاحها الباهر في ترسيخ وتعزيز ثقافة العمل الاجتماعي والارتقاء والتميز في مصادره ومظاهره وصنع وابتكار أشكال ومصادر جديدة وجذابة في ثقافة العمل الخيري، نتيجة طبيعية للتعاون والتكامل الذي أنشأته أمانة هذه الجائزة مع كل القطاعات والمؤسسات العامة والخاصة، الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في زيادة منسوب العمل الخيري بأشكاله الكلاسيكية والحديثة في فكر ووعي أفراد ومؤسسات وجهات المجتمع السعودي، ورغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز العشر سنوات، إلا أن هذه الجائزة الوطنية المميزة أصبحت العنوان الأبرز والأشهر في خدمة العمل الاجتماعي.

جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي بجائزتها الكبرى التي يحتفل بها الوطن كل عام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وجوائزها ومبادراتها المتنوعة الأخرى كجائزة أم الجود وجائزة المواطنة المسؤولة وجائزة التحفيز وجائزة تنسيق، إضافة لإسهاماتها الفاعلة وبرامجها المتنوعة في تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية وترسيخ ثقافة التمكين بمختلف أشكاله ومستوياته الإيجابية والاجتماعية وتركيزها الشديد على ملف جودة الحياة للمواطن والمقيم في المجتمع السعودي، كل ذلك وأكثر من مبادرات وبرامج تغصّ بها أجندة هذه الجائزة الوطنية المهمة التي تستلهم أفكارها وأهدافها من مرتكزات واستراتيجيات رؤية المملكة الطموحة 2030.

هذه الجائزة الوطنية الرائعة، ما كان لها أن تحتل مكاناً بارزاً في روزنامة البرامج والمبادرات الوطنية الموجهة للعمل الاجتماعي، لولا الاهتمام الكبير الذي تحظى به من مجلس الأمناء لهذه الجائزة ورئيس اللجنة التنفيذية الأميرة نوف بنت عبدالله آل سعود والأمين العام للجائزة وربانها الماهر الدكتور فهد المغلوث وفريقه المميز من شباب وشابات الوطن.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني