المواقع الإخبارية نعمة أم نقمة على وحدتنا؟

حسين الجمعان

أيها السادة ...دعونا نستوعب الحكاية من البداية التي كانت خارقة للعادة بأن تكون لنا قيادة فهذه استحالة رغم وجود السادة و العامة !و لا غرابة أن نجد المفرقعات الإعلامية الصادرة من الكيبورد المبجل لتصدر على أنها قول ناصح فهو بمهارته و ذكائه أصاب عين الحقيقة فعماها(جا يكحلها عماها)كما قال الأجداد في الأمثال الشعبية الذين رغم قلة ثقافتهم فقد لخصوا القضية  فقد تكون المداخلة للإصلاح فتأتي بوابل من الإفساد للود و المحبة المجتمعية...لأنها فقدت التهذيب في الأسلوب.

لن أطيل في سطوري هذه فهي عبارة عن وجهة نظر ربما هي حاضرة في أذهان الكثيرين من القراء الأعزاء ... فهي  تسجيل موقف اتجاه ردات الفعل الانفعالية لبعض ذوي الثقافة المعلوماتية الفاقدين لبوصلة اللباقة في التحدث مع رجال دين لهم فائق الاحترام و الإجلال في المجتمع و لهم ثقلهم العلمي و الغرابة كل الغرابة أن تجد الناقد فاقد للشيء و فالح في كل شيء !!!

و أهم شيء أن يرمي كلمات تعليقه مليئة بالاستهزاء و الاستنقاص  والهدف هو الاستفزاز!!!دون أن يعير القيم الجميلة التي تربينا عليها من إيلاء السادة العلماء الاحترام و التقدير و مخاطبتهم بكل أدب و ذوق رفيع و أن لا نسمح لأنفسنا المختفية خلف أسم مستعار منحها الشجاعة و لم تكن (...) أجلكم الله.

لا بد من التحدث مع أصحاب العلم و الفضيلة بلباقة و أدب واحترام فتلك من بديهيات المفاهيم التربوية التي اكتسبناها من الوالدين و من تحت أعواد منابر أبي عبد الله الحسين عليه السلام((فالعلماء ورثة الأنبياء))
راجعوا أيها الأحبة تعليقاتكم جيداً...صححوا مفاهيمكم الأخلاقية أكثر...حافظوا على توازنكم الانفعالي.

اتقوا الله في أنفسكم كثيراً لا تأخذكم الحماسة  إلى الطرح الرديء و ليس معنى أني أكتب باسم مستعار يحق لي أن أخطئ في حق الآخرين و أصادر كرامتهم أيًّا كانوا...سواء من ذوي العلم الغزير أو على شاطئه اليسير و احرصوا على أن تكون رسائلكم رسائل نقد بناء موجه يحمل بيان الجنبة السلبية  و البدائل الإيجابية ..كونوا منصفين لتكون وجهة نظركم مقبولة و إلا اختلط الحابل بالنابل فلم يعد لكثرة المداخلات و التعليقات طائل يعود على مجتمعكم بالنفع و الفائدة...فالملاحظ أن نقد البعض للآخر  اتهامهم بأنهم يعملون لمصالحهم...بينوا لنا تلك المصالح التي جنوها و حصلوها جراء خدمتهم لمجتمعهم...؟

ابتعدوا عن نقد الشخوص و لا تقللوا من شأن أحد لانتمائكم أو لارتياحكم لجهة دون أخرى ...فالانتماء و الارتياح لجهة ما دون أخرى أمر طبيعي جداً و هو من سنن الحياة لكن لا تجعلوا ذلك يعطيكم الحق في  طعن و تسقيط الطرف الآخر...

أيها الأحبة.

جميلة هي الموضوعية في تناول الشؤون العامة للمجتمع تثري و تصحح و تضع النقاط على الحروف ...لنستغل ونستثمر هذه المواقع الإلكترونية المتاحة لنا فلنجعلها نعمة وليست نقمة في بناء وبلورة رؤية نقدية سليمة هادفة ...لنستثمر الحبر المسكوب في كتابة التعليقات الهدامة و الساخرة و المستنقصة في العمل على ضخ روح جديدة في التناول الذي يركز أولا و أخيراً على ترسيخ قواعد الهوية الأصيلة لهذا المجتمع كمتفق عام لا يختلف عليه اثنان و العمل على جعل إحسان الظن كمبدأ أساس...و لا نفقد الأمل بعد أول فشل أو أول خطأ مقصود أو غير مقصود...لنتحرر من الدوائر الصغرى للدائرة الأكبر و إلا أصبحنا ممن يصرخ من شدة الألم وسط الضجيج فلا أحد يسمع الآخر...

حفظ الله السادة العلماء منارات للقطيف و التشيع تمده بعطاء يقويه و يشد من أزره..ويرسي دعائم هويته في نفوس النشء الجديد...لا نريد هذه الأجيال تفتح عينيها على صراع عقيم فالنت اليوم مفتوح في كل بيت و تحت متناول الصغير والكبير المراهق و الراشد الذكر و الأنثى... فلتكن الكلمة الطيبة الهادفة هي المقدمة على غيرها من الجميع...

فقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله و سلم ((زاحموا العلماء بالركب)) و ليس اطعنوا في ذممهم و قفوا لهم بالمرصاد بالحطب و اجعلوهم سبب الفرقة والتناحر...ونفروا الأجيال منهم بقصد وبدون قصد...خاصة من شهد الجميع لهم بالنزاهة والمصداقية و الحرص على المصلحة العامة .

و للعلماء الفضلاء همسة و أنا متأكد أنها لا تغيب عن بالهم و هي: اعملوا على تربية من حولكم و مريديكم على روح المحبة والتسامح و تقبل الآخر  فما يجمعنا و يوحدنا أكبر بكثير من أي شيء آخر فليكونوا مرآة سلوكية صافية نرى فيها نور الحق و شعاع الفضيلة يشع على مجتمعنا...

نسأل الله الهداية للجميع و الخير لمجتمعاتنا بوضع أيدينا بأيدي علمائنا العاملين لنرتقي معاً و نقود السفينة إلى بر الأمان و دمتم أوفياء لمجتمعكم.