من وحي السَّحر

حسين الجمعان

تبقى كما أنت مزهواً فيك جمال الأسحار...و روعة البهاء...حيث تأخذ عشاقك نفحات قدسك...في ليالي سحرك الجذابة...قلوبهم المشتاقة لاستشعار المغفرة...بعد أن ارتوت عروقهم...و ابتلت مشاعرهم بدمعات الاستغفار...مشت خطواتهم نحو مشهدك الطاهر...تملأ من نبع طهرك أكفاً...لترفعها بأفئدة النقاء نحو خالقها...فهاهي أبواب الرحمة مشرعة لمستمطريها بالدعاء...فتعود بعد أن تقف في محضر هيبتك ذليلة خاضعة...قد ملأها الشوق لمعانقة ضريحك...و الشفاه ترتشف عذوبة رضاك...و تتنفس نسائمه الزكية...ليبدأ جليد الذنوب المثقلة للظهر بالذوبان فهي كما أمَّلت وجدت...بل أكثر مما أملت حصَّلت...فأبواب الرضا طرقت...و بالقرب من نوافذه المطلة على ذلك الأفق البعيد وقفت...

حيث لا حدود للعطاء في ساحة الكمال المطلق...أوقفتني لحظات استغاثة الملهوفين...و شدتني نداءات الراجين...وآلمتني نظرات من سكنتهم وحشة الألم...ولكن لا زال يحذوهم الأمل...فكيف يداخلهم القنوط و اليأس وهم  في قدس الهدات ينعمون؟!فلا للحيرة شعارهم...تختلج صدورهم كلمات ليست كالكلمات التي اعتادت عليها الأسماع...فكل ما حولهم يشاركهم...فلا عيون تلاحظ سكناتهم...و لا أسماع تلتقط أنفاسهم...و لا ألسنة تقرعهم بسياطها...حقاً ليت الزمان كل الزمان شهر الغفران...و ليت المكان كل المكان روضة الإمام ضامن الجنان...