حصاد الأدباء في الأحساء !

قبل أيام ، وفي منطقة أحساء الخير شرق المملكة العربية السعودية ، تم الإعلان عن الفائزات بالمراكز الأولى في مسابقة ( مبدعات للقصة القصيرة ) ، وهذه النتيجة ولدت بعد جهد مضني أستمر لمدة ستة أشهر ، وبجهود حثيثة من قبل اللجنة المنظمة بقيادة الأخت الإعلامية الأستاذة منال الصالح ، ولجنة التحكيم المكونة من جهابذة أدباء الأحساء ، كالدكتور ناصر الجاسم ، والقاص الأستاذ عبدالله النصر ، والقاصة الأستاذة رباب النمر .. وبعد غربلة القصص المرشحة أمام اللجنة المفوضة، تم إعلان الفائزات بالمراكز الثلاثة الأولى ، وتم تكريمهن بالشهادات التقديرية والجوائز العينية .. وبدعم ورعاية تعودنا أن نجدها من لدن رجال الأعمال ووجهاء المنطقة .

هنا سادتي نقف إجلالاً أمام تلك الأنتفاضة الأدبية ، وأمام تلك الجهود الجبارة ، والبصمات اللامحدودة لتلك العقول الثقافية التنويرية ، والأيادي البيضاء التي عرف بها أهالي الأحساء ، فالحراك الثقافي بالأحساء ليس وليد اللحظة ، إنه قديم بقدم ثقافة أهالي المنطقة ، وثقافة الطلبة الذين تخرجوا على أيدي عقول الأحسائيين، وفي كافة المجالات العلمية والثقافية، إذ عرفت الأحساء بنقطة تقاطع الثقافات القديمة للمنطقة ، بجانب النشاطات التجارية والترويحية ، حتى قبل بزوغ شمس الإسلام ، فكانت معقلاً للرباطات العلمية والحوزات الدينية المشهورة ، والتي توافد عليها الطلبة من كل أقطار الدول العربية والإسلامية .

وكوني أحسائي وأنتمي لهذا الوطن الكريم ، فأني ُأقبل وبكل عزة رأس كل من ساهم في غرس عـقلاً أدبياً في ساحة العلم والأدب ، وكل من ساهم وشارك معنوياً ومادياً وثقافياً في ملء دلو العطاء  لسقي ذاك الغرس ، الذي سنحصد ثماره غداً في الميادين الأدبية والورش الثقافية . وكلي ثقة إن من بين تلك الأخوات المشاركات التي تقدمن لخوض المسابقة ، من سيبزغ نور عقلها ونتاجها الأدبي، ودون توقعنا ، وإننا سنجد ُأوكلها في الأيام القريبة ، وهذا ليس حكراً على الفائزات الثلاث ، فلربما يسطع نور من لم تكن في الحسبان التحكيمي والجماهيري ! .. فيا أخواتي المشاركات ! الكل هنا فائز ، والكل هنا نال الشهادة والجائزة .. من المتسابقات ، واللجنة المنظمة والتحكيمية ، والجمهور وكل أبناء المنطقة وأبناء الوطن .

فشكراً لكم جميعاً تكريمنا بتلك المسابقة ، وشكراً لكم إثراء الحراك الثقافي بالأحساء ، وشكراً لكل من تفاعل من الجمهور من أبناء المنطقة ، وأتمنى مستقبلاً، أن يحتضن النادي الأدبي بالأحساء تلك الفعاليات والمسابقات الثقافية ، وأن يكرس جهوده لجعلها مسابقة سنوية تليق بمقام أهالي الأحساء الكرام ، وخاصة التي تهتم بالغرس الجديد للأديب البكر ، ( الذكور والإناث ) ، ولكي نحصد ولنتباهى بثمار عقول أبناءنا الأدبية .. وأنا ثقة إنهم كذلك سيفعلون ، لأنهم أهلٌ لذلك ، وهذا الكلام موجه لكل النوادي الأدبية في مملكتنا الحبيبة ، فمن جد وجد ومن زرع حصد .. هكذا  ُنقش الحديث الشريف في صخرة عقولنا منذ الصغـر .

روائي وباحث اجتماعي