مَن يرمم ما يهدمه المعتدى في نفس الطفل

 

 

قصص الطفولة المعذبة في مجتمعنا لا تزال تنضح بالألم والخوف. تركي الذي تعرض إلى عنف أسري من قبل والده أدى إلى إصابته بنزيف دماغي بسبب توهه بأنه كان يشاهد موقعاً محظوراً.

رائد (طفل تبوك ) الذي قتل على يد شخص عمره 21 عاماً ورمي بجثته في حاوية القمامة.

غصون التي قضت تحت تعذيب والدها وزوجة أبيها ورهف التي حرقت اطرافها من قبل زوجة أبيها.

والكثير والكثير من قصص العنف الممارَس على الأطفال في مجتمعنا وأحياناً من أقرب الأقرباء سوءاً في المنزل أو في المدرسة أو في الشارع... وغالباً ما تكون هذه الحالات غير مرئية.

قصص يصعب تصديقها وجرائم يغطيها الجهل والخوف من الفضيحة نتذكرها في اليوم العالمي للحد من الإساءة والعنف ضد الأطفال والمراهقين والذي يوافق التاسع عشر من نوفمبر ونصرخ بصوت واحد لا ....لا للعنف ضد الاطفال...


ظلت وتيرة العنف ضد الاطفال في تزايد رغم المواثيق الدولية المتعددة التي ترمي لحماية الطفولة. لقد أكدت الاتفافية الدولية لحقوق الطفل في المادة 19/ 1 على حماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية، وهو في رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني (الأوصياء القانونيين) عليه، أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته إن تزايد العنف حجماً ونوعاً وأسلوباً، وبخاصة العنف الأسرى والعنف ضد الأطفال، صار بمعدلات عالية فى شتى أنحاء العالم.

أما على المستوى العربي فيشير التقرير الإقليمي لمنظمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إطار الإعداد لدراسة الأمين العام للأمم المتحدة المشار إليها في الفقرة السابقة إلى أن البيانات حول حجم المشكلة قليلة بشكل عام، وهذا يرجع إلى أسباب عدة، منها أسباب متأنية لحساسية هذه القضية، خاصة داخل الأسرة، ومحدودية التبليغ عن مثل هذه الحوادث، وعدم توافر آليات فعالة للتبليغ وغياب الثقة في إمكانية التصدي لها، مع غياب الوعي بالآثار السلبية لهذه الممارسات على الأطفال وكذلك بمفهوم حقوق الطفل ، ولأن موضوع العنف ضد الأطفال لم يحظ بالأهمية بين الدارسين والباحثين إلا في الأونة الأخيرة.

ورغم ذلك فإن معظم المؤشرات تؤكد على تزايُد حجم وأنماط العنف الموجه ضد الأطفال في الوطن العربي..

وختاماً يجب العمل على  وضع وإقرار التشريعات اللازمة والكفيلة بتوفير البيئة الحامية للأطفال والعمل على متابعة تنفيذها. إضافة إلى نشر الوعي على مختلف المستويات حول مخاطر العنف بمختلف صوره وآثاره على واقع ونماء الأطفال وحياتهم، وكذلك التصدي لبعض الممارسات التي يتعرض لها الأطفال وتنتهك فيها حقوقه، عدى عن ذلك يبقى من الصعب ترميم آثار الإعتداء البدنية والنفسية في نفوس أطفالنا.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
المجدد
[ ام الحمام - القطيفف ]: 19 / 12 / 2011م - 8:04 ص
احسنت اختي على هذا المقال الجميل

واتمنى تطبيق هذه الافكار وهذه الروئ في محيطنا الاجتماعي من استغلال مناسبات أهل البيت عليهم السلام وخاصه في ايام عاشوراء الحسين عليه السلام من طرح مواضيع تخص هذا الموضوع على مستوى الرجال والنساء

البث الاعلامي وخاصة النشرات المطبوعة وايضآ أئمة المساجد يكون لهم دور كبير جدآ

الافكار كثيرة وتحتاج الى جلسات من ذوي الاختصاص والمهتمين في العمل الاجتماعي

ودمتم موفقين
2
قاسم علي
[ qatif ]: 19 / 12 / 2011م - 10:12 ص
التفاته جداً جميلة

مقالة رائعة

وين الاقي هذه اللعبة " حقوقي "
متخصصة في حقوق الطفل
مديرة مركز تنمية الطفولة ( سلام )