مظلومية مؤمن قريش ( عليه السلام )
نعيش في هذه الأيام الذكرى الأليمة على المؤمنين كافة وهي ذكرى رحيل عم وكفيل الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله ووالد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وفيه نرفع تعازينا لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وجميع مراجعنا العظام .
ذكرى أليمه وحزينة كيف لا وقد أطلق رسول الله صلى الله عليه واله على عام رحيله بـ "عام الحزن " ، العام التي فقد فيها عمه وكفيله وحاميه في مكة المكرمة ، فأبو طالب (عليه السلام) نذر نفسه لحماية النبي صلى الله عليه واله والذبّ عنه والوقوف امام طغيان قريش ويوجد بذلك عشرات من الأدلة القولية والفعلية التي تدل على قوة إيمانة ومدى حبه للرسول الأعظم صلى الله علي واله ، وحين رحل لم يبقى لرسول الله صلى الله عليه واله في مكة ملجأ يلتجىء إليه ، ونزل جبرائيل عليه السلام في ليلة وفاته (عليه السلام) على رسولنا محمد صلى الله عليه واله فقال : يا محمد اخرج عن مكة فمالك بها من ناصر بعد أبي طالب (بحار الانوار 35/111) .
فهذه الأدلة وغيرها تدل على عظمة قدر ابو طالب (عليه السلام) عند رسول الله صلى الله عليه واله ، وهنا نريد أن نتحدث عن مظلوميته (عليه السلام) بعد وفاته من جانبين .
فمما ابتلي به التاريخ الإسلامي من التزوير وتغيير الحقائق من قبل كتّاب ورواة سلاطين ذاك الزمان من عبدة الدراهم المأجورين ، فرفعوا الذين من شأنهم أن يكونوا في أسفل سافلين وأنزلو وأحطوا فيمن يجب أن يكونوا في أعلى عليين ، وكان أبو طالب (عليه السلام) أحد الضحايا الذين وقعت سيرتهم الشريفة تحت حقد تلك الأقلام المأجورة المسعورة لتنال منه ولتمارس الكذب عليه وعلى إبنه أمير المؤمنين (عليه السلام) وتتهمه بأنه مات مشركاً كافراً !!
فإتهام المخالفين لأبي طالب (عليه السلام) بالكفر في تاريخهم الذي دونوه هو امتداد طبيعي لما نال التاريخ الإسلامي من حملات لئيمة من تحريف وتشوية لكل شخص له صلة قرابة من أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وذلك للتنزيل من عظمة مقامه (عليه السلام) ، وأنى لهم ان يقدروا !
من جانب آخر ، من مظلوميته (عليه السلام) أيضاً عدم وجود الأصوات من الداخل الشيعي للمناداة برفع هذا الظلم وحملات التشوية التي تزخر بها كتب العامة ، بل ولم نرى أحداً من دعاة "الإنفتاح" ينادي بـ " تنقيح " كتب العامة وتراثهم لإزالة هذه المظلومية عنه وما فيها من أن مؤمن قريش وكفيل الرسول الأعظم صلى الله عليه واله في "ضحضاح من نار يغلي منه دماغه " ! ، أعوذ بالله من هذا القول والإفتراء !
فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال ليونس: ”يا يونس؛ ما يقول الناس في أبي طالب؟ قلت: جُعلت فداك، هو في ضحضاح من نار وفي رجليه نعلان من نار تغلي منها أم رأسه! فقال عليه السلام: كذب أعداء الله! إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا“. (مستدرك سفينة البحار للنمازي ج6 ص558).
فالواجب على المؤمنين أن يساهموا في إحياء هذه الليالي المباركة من شهر رمضان المبارك بذكر مؤمن قريش ابو طالب (عليه السلام ) ونشر فضائله وفضح أعدائه وأعداء أبيه لنساهم ولو بالقليل في رفع المظلومية التي نالها مؤمن قريش (عليه السلام) ، نسأل الله لنا ولكم التوفيق لذلك وتقبل الله أعمالكم .
