الكذبة الجديدة «صرخة من القطيف»
ما أن نهدأ من كذبة إلا وتبدأ كذبة أخرى.. بنفس الأساليب والسخافات ونفس الأخطاء المضحكة.. إنهم نفس الأشخاص يقومون بنفس سيناريوهاتهم السخيفة المملة .. الأمر أقرب ما يكون إلى فلم هندي تتكرر فيه نفس الأحداث.. لقد نسيت الجماهير سخافة كتاب ( لله ثم للتاريخ) واتضح كذبه ، ثم لما هدأ الكذابون وانتهى تأثير الكذبة جاءتنا كذبة كتاب صرخة من القطيف .. طبعاً متسنن مخترع مجهول لا يمكن إثبات وجوده وهذه المرة زادوا عليه بأنه انتحر كما تتداول مواقعهم الالكترونية لكي لا يسأل أحد عنه ولا أين هو ولا مكانه ؟
فبما أن كذبة لله ثم للتاريخ لم تنجح لأن المطالبات بإظهار هذا الشخص أفشلت المخطط ، فعدّل الكذابون السنياريو ليجعلوه هذه المرة منتحراً !!!!!!!! الآن مع بعض التفاصيل ....
تتداول بعض المواقع الالكترونية التكفيرية هذه الأيام كتاب يحمل عنوان ( صرخة من القطيف الانهيار والانتحار) ويدّعي أصحاب تلك المواقع والتي يشرف عليها بعض كبار التكفيريين المعروفين بأن صاحب الكتاب يدعى صادق السيهاتي "الشيعي سابقا" حسب زعم تلك المواقع.
عنوان الكتاب شذني لقراءته والاطلاع عليه وتقييمي أن محتواه لا يخرج عن سياق سلسلة الأكاذيب والافتراءات والمغالطات التي يروج لها السلفيون التكفيريون ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام ومن الواضح أن الكتاب موجّه لأبناء السنة لإقناعهم ببعض الأكاذيب التي يروج لها علماء الفتنة الطائفية ضد الشيعة ولزرع الفتنة بين هاتين الطائفتين.
المضحك في الأمر أن المكفرجية لم يتعلموا من دروس الماضي أبداً فبعد الحرب الإعلامية الطائفية الشرسة التي شنوها على الشيعة في الثلاثة العقود الأخيرة بالتحديد علاوة على الممارسات القمعية والمضايقات المستمرة, نجد أن علماء التكفير بدأوا يبكون مما أسموه بالمد أو الخطر الشيعي على المجتمعات السنية بل وارتفعت أصوات نكرةٌ تنادي "أدركوا أهل السنة ياعباد الله فقد تشيعوا" عندما نسمع هذه الاصوات ما عسانا أن نقول إلا اللهم لا شماتة فهؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل " ضربني وبكى ..سبقني واشتكى".
ألا يعلم هؤلاء أنهم هم من تسبب في هذه الحالة , فكثرة الاكاذيب على الشيعة من قِبَلهم وكثرة اختلاق القصص الغريبة والعجيبة التي لا يصدقها عاقل جعل عند الكثير من عوام الناس فضول في التعرف أكثر وأكثر على هذا المذهب وعندما تتبين لهؤلاء حقيقة ما يتم الترويج له ضد الشيعة يفقدون الثقة تماماً بمن غذّاهم بتلك الأكاذيب وسرعان ما يكتشفون أنهم وقعوا ضحية عبر تضليلهم بافتراءات ومغالطات أطلقها بعض التكفيريين الذين يحاولون الاستخفاف بعقول الناس والضحك عليهم , مما تسبب في خلق حالات كثيرة من التشكيك دفعت الكثير منهم للالتحاق أوالتأثر بمذهب أهل البيت عليهم السلام,علاوة على تسبب ذلك في الإساءة لأبناء هذه الطائفة , فنخويف العامة وترهيبهم من المذهب الشيعي يصور ثقافتهم للآخر على أنها ثقافة ضعيفة أمام الثقافات الأخرى لذلك ما عسانا أن نقول إلا الحمد لله الذي جعل أعداء الإسلام من الحمقى والمغفلين.