الجبيل الصناعية.. مصدر الإلهام السعودي
الكتابة عن قصص النجاح، رصد باذخ لقوائم الفخر، وتعبير مُلهم عن تفاصيل الألق. قصص النجاح، تجربة ثرية تُلامس سماء الدهشة، وصورة ثابتة في ألبوم الخلود.
الجبيل الصناعية، قصة نجاح سعودية، لا نظير لها على الإطلاق، بل هي «التجربة الذهبية» التي تستحق أن تُعلّق على صدر الوطن، كل الوطن، لتكون نبراساً/ هدفاً يتحقق في كل المدن السعودية. هذه المدينة الاستثنائية السعودية التي تُمثّل عبقرية التخطيط وقوة الإرادة وجودة التنفيذ، كانت وما زالت عرّابة لفكرة التحوّل الوطني الذي بشّر بنهضة تنموية سعودية متعددة المصادر ومتنوعة الدخل، هدفها الأول هو التقليل من الاعتماد على النفط. منذ أربعة عقود، نجحت الجبيل الصناعية التي كانت مجرد أرض قاحلة، لتكون قبلة الطاقة العالمية التي تتجه لها كل دول العالم.
مدينة الجبيل الصناعية، فخر الإرادة السعودية، ليست مجرد مدينة اقتصادية تتصدر قائمة أهم المدن العالمية في مجال الطاقة الحيوية، ولكنها مدينة عصرية تُمثّل الوجه الحضاري والإنساني الذي يحصد الإعجاب والفخر من أبناء هذا الوطن، بل ومن كل العالم.
وتُعدّ مدينة الجبيل الصناعية، النموذج السعودي الملهم الذي يستحق الفخر والإلهام، فهي ليست مجرد مدينة صناعية تعيش نهضة اقتصادية وحسب، ولكنها مدينة حضارية وإنسانية، وفرت لسكانها وزوارها «جودة حياة» تستحق الإعجاب والإشادة، بل وتحوّلت لمصدر إلهام ومحاكاة للكثير من المدن الوطنية والعربية والعالمية.
هذه المدينة الصناعية التي تُنافس أهم المدن العالمية، أصبحت «ماركة سعودية» لجودة التخطيط والإرادة والبناء والكفاءة والقوة والنجاح، وكذلك لجودة الحياة لكل من يعمل فيها أو ينعم بالعيش على أرضها. هذه المدينة السعودية الملهمة التي أنشئت قبل أربعة عقود، استطاعت بما تملك من بنية تحتية قوية وخدمات وإمكانات هائلة وقدرة فائقة على مواكبة التحولات المستقبلية، أن تكون المثال/ العنوان الأبرز لقدرتنا على تحقيق «رؤية المملكة 2030»، هذا الحلم السعودي الذي سيضعنا في صدارة الدول المتقدمة في العالم.
ولم تكتف الهيئة الملكية في الجبيل وهي المظلة الكبرى لمدينة الجبيل الصناعية، بتطبيق المعايير والمقاييس الصارمة والدقيقة على مصانعها ومشروعاتها العملاقة التي وضعتها في صدارة المشهد العالمي، ولكنها أكثر صرامة ودقة في صناعة جودة حياة لأهلها وزوارها، وذلك عبر وجود منظومة متكاملة من الآليات والوسائل والخدمات التي تضمن جودة وسلامة وكفاءة خدماتها وأنشطتها ومنتجاتها. وفي دراسة أجريت مؤخراً في الجبيل الصناعية، كان الترفيه - نعم الترفيه - هو الاحتياج التنموي الأول الذي ينتظره سكان هذه المدينة الصناعية التي وفرت كل وسائل الراحة والأمان والسعادة.
قبل أيام، وعلى هامش مؤتمر الجبيل الثاني لإدارة الطاقة والذي يُعدّ أحد أهم المؤتمرات العالمية في مجال الطاقة، التقيت بشاب سعودي يعمل في إحدى الشركات الوطنية الكبرى في مدينة الجبيل الصناعية، وتبادلنا الحديث طويلاً، وكان يُردد بكثافة وحب: «الجبيل الصناعية»، فبادرته بهذا السؤال: ماذا تُمثّل لك هذه المدينة الصناعية؟. رسم ابتسامة عريضة على وجهه الجميل، وقال بكل هدوء وثقة: «هي الحلم الذي كنت أسعى لتحقيقه».
وهنا لا يفوتني، أن أشكر القائمين على هذا المؤتمر العالمي الرائع، خاصة الملهم فيصل الظفيري مدير إدارة العلاقات العامة في الهيئة الملكية في الجبيل وفريقه الرائع من شباب هذا الوطن.