الشيخ على المرهون أبى إلاّ يخدم البلد حتى بعد رحيله عن الدنيا
منذ سنوات ونحن نعيش تحت سمعة تكاد أن تكون حقيقة وواقع يلمسه الجميع وهو أن القطيف أصبحت مغطاة بفسادٍ إجتماعي استشرى في المجتمع إلى أبعد الحدود، فلا يمر يوم وإلا ونسمع بحوادث قتل وسلب وغيرها ذلك ، ما كنا نسمع بها في مدينتنا التي توالي آل بيت محمدٍ صلى الله عليه وآله منذ أن جاءنا مبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى اليوم -وإن شاء الله- إلى يوم القيامة.
قد أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمراً مستغرباً، كنا نقرأ مجلس عزاءٍ يوماً وجاء أحد أولئك الذين نبرأ من أفعالهم بضجيج الأصوات التي تخرج من سيارته، آخذاً بالذهاب والإياب، فغضبت لعدم إحترامه للإمام الحسين صلوات الله عليه وهممت أن أخرج إليه، لكنه ابتعد حينها بسيارته، وبعد المجلس تحدث البعض عن الأمر وقلت قد كان مني كذا وكذا، فقال أحدهم: أتغالط نفسك؟ وهو يعني أتريد أن يحدث لك كما حدث للمرحوم شكري الرضوان.
سبحان الله، أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيئاً يخاف أن يفعله الناس، ونحن في أيام عاشوراء وأيام التضحية والفداء، أوما تعلمنا من أن نستلهم من الإمام الحسين صلوات الله عليه هذه الدروس العظيمة، فيكون الدم منتصراً على السيف، ألأن من سيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر سيتعرض للأذى يجب أن لا يقوم بذلك؟ وخصوصاً في مسألة هي بحاجة للتضحية ، وهي أن بلدنا ستنزع منه هذه الرحمة، وهي رحمة أهل البيت صلوات الله عليهم بسكوتنا عن الظلم والجور، بل إن العقاب لو نزل ، سيصيب الإنسان السوي قبل غيره، ودونكم قصص قوم بعض الأنبياء وكيف كان عقاب الأخيار منهم، جاء في كتاب ح?ايات بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار عليهم السلام نقلاً عن بحارالانوار: ج23, ص153: أوحى الله عزوجل الى شعيب عليه السلام: اني معذب مئة الف من قومك اربعون الف منهم مسيئين والباقي محسنين. قال شعيب عليه السلام: الهي! المسيئين بذنوبهم, اما المحسنين فلماذا؟ قال الله عزوجل: لان المحسنين لم ينكروا على المسيئين ولم يغضبوا لغضبي.
وبالرغم من ذلك، فقد قدم ذلك التشييع المهيب والذي حظي به سماحة العلامة الورع الزاهد الراحل الشيخ علي المرهون قدس سره، بأنه لازال في البلد الأيدي الخيَّرة الكثيرة والكثيرة والتي يجب أن تعمل بجد وإجتهاد لتطهير هذه الأرض من هذه الممارسات التي ينبذها كل من كانت فطرته سوية سليمة.
هذا التشييع أظهر هذا الخير الذي لازالت جذوره في هذه الأرض وهذه الهيبة التي –في اعتقادي- من باب آخر أوصلت رسالة لمن يتربص بشيعة المنطقة وشيعة القطيف بالخصوص بأن القطيف لازالت فيها تلك السواعد المستعدة بدماءها أن تطهر الأرض من كل مكرٍ يمكره أعداء آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فرحمة الله على العلامة الشيخ علي المرهون، فبعد رحيله عن هذه الدنيا، أبى إلا أن يخدم البلد في أيضاً ، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يحشره من الرسول الأعظم وآله الطيبنين الطاهرين، ونسأل الله الثبات على ولاية آهل البيت عليهم السلام والثبات على خطاهم.
والحمد لله رب العالمين