مريم بوخمسين.. فلسفة اللون ورمزية المعنى
في معرضها «الجاذبية نحو السماء» تحاول الفنانة التشكيلية مريم بوخمسين أن تصعد بأرواحنا نحو السماء، من خلال اللون والرمزية الغارقة في الروحانية، لتحلق بين نسيج الفن والعلم، في محاولة جادة لاكتشاف ما هو أعمق من البعد الرابع في الزمكان، حتى نفهم الكون من خلال الجاذبية الفنية.
المعرض الذي يحتضنه حاليًا «نايلا جاليري بالرياض»، ضم العديد من اللوحات للفنانة مريم، وارتاده جمهورها النخبوي، الذي قطع مسافات من أرض الوطن، ليقف بين الأرض الجاذبة، والسماء الواسعة، هكذا تريد هي على الأقل من عيوننا المعلقة بين فلسفة اللون ورمزية المعنى أن تستمر في التحليق، وتكون لنا أجنحة مثنى وثلاث ورباع دون أن نتعب من ذلك.
وأوضحت مريم لـ «عكاظ» أنها تعمل في فضاء بكر، وتنطلق من مساحات سوداء، مشيرة إلى العدم الذي انبثق منه النور، وهي بذلك تسعى لتفكيك الأشكال المجردة، وتركبها من جديد، لدراسة كيف تبدو عند المزاوجة بين العضوي والهندسي، والكامل والناقص، في محاولات لفهم أصل البنية الكونية والكيفية التي صار بها الكون على ما هو عليه، في ظل الاتساق والتجانس والذكاء الخفي.
وذات قراءة وقع بصر مريم على مقولة للفيزيائي الراحل كارل ساجان «العلم ليس فقط متوافق مع الروحانية، إنه مصدر عميق للروحانية»، ومن خلالها فُتِحت نوافذ عدة أمام دار ألوان مريم، لتنطلق إلى روحانية تشكيلية وتتصل بألا مرئي، وتلتقي بما هو غامض ومجهول، واصفة ذلك بأنها تجربة غير عادية من الحياة الشديدة، التي يتفتق فيها العقل باليقظة والرهبة والعجب، ويرتعش بها الجسم بغمرة من الحيوية، هذا الإحساس العميق بالوحدة مع الجميع والشعور بالانتماء إلى الكون ككل، هو ما جعل جمهور الفنانة بوخمسين يعيش متعة الألوان في لوحاتها، ويهيم ما بين الزرقة والاخضرار ويتحد الانثان معًا. وتشير الفنانة بوخمسين إلى أنه في المشاهد الطبيعية، والأعمال الفنية، يتحقق الجمال والانسجام عندما تتحقق نسبة مركبة من التماثل والتنوع، ليس هذا وحسب، بل إن النظريات العلمية هي أيضًا تسعى إلى خلق هذا التركيب، وهي قادرة على الإثارة والاندهاش لدينا كما تفعل الأشياء الملموسة. يذكر أن مريم بوخمسين، فنانة تشكيلية، ومعلمة تربية فنية من مواليد 1987، حاصلة على ماجستير بمرتبة الشرف الأولى في مناهج وطرق تدريس التربية الفنية، أقامت معارض شخصية لها، ونظمت الكثير من الفعاليات والورش الفنية، كما شاركت في العديد من الفعاليات المحلية والعربية والعالمية.