اعتراف أبريل
اعْتِرَافٌ أَبْرِيل
أحببتُها صديقةً حبيبةً أميرةً
سعيدةً عشيقةً تعيسةً
أحببتُها!
أحببتُها بطفولةٍ بجهالةٍ بحرارةٍ
بمرارةٍ بطهارةٍ بقداسةٍ
أحببتُها!
إنْ هجرَتني، فَسأهجُرها
وأتزوّج قصائدي وأُنجبُ
كُلَّ يومٍ مِن حُبِّها قَصِيدَة
وقصيدتين
إنَّا سنبقى
وَيَبْقَى الحُبُّ مَا كُنَّا..
أنتِ أَحْلَى مُفاجئةٍ أحدَثت وَقْعًا لِقَلْبي.
وداوَت شُروخًا لطالَما عَذّبَتْني.
أنتِ ضُمّادٌ لِجُرحي ورُوحي فِي أَنَّ.
لِذا قَد شغفتي قَلبي وأزَلَتي عنهُ حُجُبَهُ وغِشائَهُ.
لَقد مالَ قَلْبِي لكِ وصارَ شفّافًا.
مُتَغَنِّيًا بِكِ، ومُحِبًّا عاشِقًا مُتصوِّفًا بِكِ.
يَا كُلَّ رُوحي.
كُنْت ذَاكَ الْيَوْمَ سَأُخْبِرُكِ، بِكُلّ صَرَاحَة وجديّة....
إنَّنِي وَبِكُلّ صدقٍ أحبّكِ...
وَلَكِن... أَخْتَارُ اللّهَ أَنْ أَنْسَى ذَاك الْمَوْعِد أَوْ أَنَّ يرهقني التَّعَب وَالْمَرَض كَيْ لَا أَقُولُ لَكِ احبّك....
لَكِنَّنِي فعلاً أحبّكِ، لَقَدْ كُنْتِ دوماً لِي سنداً معيناً فِي أَوْقَاتِ شدّتي وَحِين الأزَمَات..
لَقَدْ كُنْتِ تَحْزَني لحزني بَل وتحاولي إبْعَاد الهمّ عَنِّي...
وَتَفْرَح لفرحي بَل وتزيديها بدعواتكِ لِي بِدَوَامِهَا عليّ...
قَدْ تَرَين كَلَامِي سخيفاً لِأَنَّنِي اعْلَمْ أَنَّكِ لَا تُحِّبي هَذَا الْكَلَامِ وَتُشْعُرِي بِالْإِهَانَة عِنْدَ سَمَاعِهِ..
وَلَكِنَّنِي لَمْ أَرَْى قَطُّ مِثْلَكِ...
بِقَلْبِكِ النَّظِيف الَّذِي لَمْ تَلَوُّثَه دَنَاءَة الْمُجْتَمَع، وبصدق أَقْوَالِكِ الَّتِي لطالما أفْصَحَت عَنْهَا عباراتكِ، وبجمال رُوحَكِ الَّتِي لَمْ أَرَى لَهَا مماثلاً...
لَسْت مِنْ الْأَشْخَاصُ الَّذِينَ يُعجَبون بِالْمَظاهِر، أَنَا اُعجَب بِالرُّوح وَالْقَلْب وَالْأَخْلَاق وَالصِّفَات الدَّاخِلِيَّة والبواطن...
لَا يهمني مَا يَظْهَرُ للملأ فجميعنا سيزول جمالنا الخارجيّ وَيَبْقَى الجوهرُ الَّذِي يكمنُ فِي جوفنا...
أَعْلَم إنَّنِي اطلتُ عَلَيْكِ بِالْكَلِمَات، لكنّكِ تَعْلَمين مَدَى صِدْقِي وشفافيّتي..
أَنَا وَاَللّهِ أحببتكِ، لَيْس الْآنَ بَلْ مُنْذ تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي تحدّيتكِ بِهَا بِأَنْ تُطْلَقي عليّ اسماً لَا يُشابِهُ مايطلقونه عليّ مِن حَوْلِي، وَقَد نَجَحْتي فعلاً...
مُنْذ ذَاك الْحِين وَأَنَا أُحَاوِل إلَّا أُبدي لَكِ مشاعري وَلَكِنَّهَا قَدْ ظَهَرَتْ لَكِ بِطريقةٍ أَو بِأُخْرَى....
يؤلمني جداً بُعدي عَنْكِ، وأَتَمَنَّى لَوْ كُنْت مَكَانَ أُولَئِكَ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ يرونكِ كُلَّ يَوْمٍ وَيُلَقَّوْن السَّلَامُ عَلَيْكِ ويتبادلون الدَّرْدَشَة مَعَكِ وجهاً لِوَجْه...
وَفِي الْخِتَامِ......
أَسْفْ إنْ قَامَتْ كلماتي بمضايقتكِ وَلَكِنَّنِي بَيْن أَلْف قَوْس وفاصلة
««««أحبّك»»»».........
مَاذَا لَوْ تَغَيَّرَ مَفْهُومِ هَذَا الْيَوْمِ!
بدلاً مِن الْكَذْبَة السَّنَوِيَّة،
يُصبح الِاعْتِرَاف السنوي..
بدلاً مِنْ أَنَّ نُكَذِّب عَلَى بَعْضُنَا
نَعْتَرِف لِبَعْضِنَا عَن سرٍ نُخبئه، عَن حقيقةٍ أجهلناها، عَن حُبٍ كتمناه، عَن كلمةٍ عَلِقَت بخواطرنا، حَتَّى وَإِنْ كَانَ عيباً نُفشيه.
نحنُ نُكَذِّب كُلَّ يَوْمٍ
ولَم نُصَدِّق كُلِّ حِينٍ،
لنكُن صَادِقِين ليومٍ واحدٍ فِي الْعَامِ..
أهلاً أَبْرِيل.