عندما كنت في زيارة الرسول

في25 /2/1431ه ظعنت قاصدا زيارة سيد الأكوان مخرج الناس من الظلمات إلى النور مدمر أصنام الجاهلية الهوى والجهل والبداوة .
وفي الطريق وأنا في الحافلة  قلت في نفسي: ماذا نعني بالمدينة ؟ فتراءت لي عدة صور من تاريخها العبق تقول لي: المدينة تعني بيت الرسول ص – مسجده – منبره – مهبط الوحي – بيت علي وفاطمة – بقيع الأئمة

حمالة الحطب 1

وعندما وصلت إلى الأرض المقدسة وجدت حمالة الحطب (زوجة أبي لهب) قد فقست حمالة الحطب بطرازهم الجديد2010م يستقبلون زوار الرسول بالوجوه المكفهرة والحطب الأسود من بوابة الرسول إلى داخل البقيع الأقدس ، وعندما تقف مستأذنا للدخول فإنهم يدعُونك دعًا ، وعندما أريد قراءة الزيارة أتذكر قاعات الاختبارات في المدارس: سكر الكتاب – قفل الكتاب – الكتاب ممنوع – نزل صوتك ,( نغمات جوال ثابتة).
 
بين أمان البشر وسيد الشهداء
 
رسول الله هو أمان أهل الأرض كما قال أمير المؤمنين لكنك عندما تقف لزيارته فإننا نلبس لباس الخوف قهرا: نقف على خوف – وننظر للضريح على خوف – نفتح الكتاب ... نسلم ... وكذا في البقيع الأقدس وهذا لعمري من عجاب الدنيا العشر.
 
وفي المقابل عندما قصدت زيارة الحسين ع رغم ما نراه في صور الأخبار :تفجيرات – مفخخات – قطع للرؤوس – أحزمة ناسفة – دماء – إرهاب  إلا أننا وكل من زار الحسين   يمشي مطمئن لايتذكر هناك معنى الخوف .

حمالة الحطب 2

على كل من يريد زيارة النبي أن يلزم آداب الزيارة من العبادات أو المعاملات, من العبادات حيث الروضة ومقام جبريل وأهل الصفة وباب الزهراء وزيارة سيد الشهداء الحمزة ع وو00 أما المعاملات فكيف يلبس؟ كيف يمشي؟ كيف يتكلم؟ ماذا يأكل؟ من أين يأكل ؟

إلا أن الزائر يجد كثيرا ممن يتقمص زيارة النبي ليؤذي الرسول بأشكال المعاصي والفسوق :

1- نساء بلا محرم يتسكعن أكثر الأوقات بين الأسواق لاستعراض أجسامهن :عباءة كتافي – غطاء الرأس نقاب فاضح  - عطر يشم من بعد كيلو – مشية مشبوهة.

2- مزاحمة الشباب في المصاعد – نظرة ملفتة أو ناعمة – أصوات عالية – نغمات جوال فاضحة عزاء كانت أو أغاني 0هل هذا حال زائرات الزهراء ,هل هذا حجابهن؟ 

3- الشباب :شعره كأنه واحد متشابق أو مكفخ أو  نيفي- كبوريا – اللبس ضيق – فانيلة حتى السر يبين منها- دخان – كلام بذيئ – تجمعات أمام أبواب الفنادق .

إضاءة

عن الامام الصادق( ع) عن آبائه عليهم السلام ( أوحى الله إلى نبي من الأنبياء أن قل لقومك :لا تلبسوا لباس أعداي ولا تطعموا مطاعم أعداي ,ولا تشاكلوا بما شاكل أعداي , فتكونوا أعدائي كماهم أعدائي ).

شوارب القطط

كنت في المصعد مع بعض الأخوات و النساء,ما إن انفتح المصعد هرول أحد الصبية ليقف على الباب ,أمرته بالابتعاد ليخرج البنات  فرفض فأمسكته ودفعت به إلى الخارج (قهرت معلم )أين كلمة الحق – أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – أين الغيرة – أين الرجولة – قال رسول الله ص )إن الله ليبغض المؤمن الضعيف  الذي لا دين له . فقيل له : ما المؤمن الذي لا دين له ؟ قال صلى اله عليه وآله وسلم :الذي لا ينهى عن المنكر ).

رساله للحملات

أتمنى من الحملات أن لا تسجل النساء إلا بمحرم حتى لا يساهموا في الإساءة إلى الرسول والإمام الصادق لأن جماعتنا  يشوهون صورة التشيع هناك (المدينة) وأقصد بالمحرم الذي يعتمد عليه من الرجال ولو كان صغيرا ,أما محرم أطرم أو طرطور أو ديكور فهذا يبعث على الخزي والعار أن رجلا بشواربه يقف من التصرفات المنكرة لأولاده أو بناته أو أخوانه موقف الأصم الأبكم .أقول يستحق بجدارة أن يلبس عباية ويجلس في البيت أحسن  أوأن يكون صاحب إيمان وغيره ومسئولية ورجولة.

الله يتقبل

هذه كلمة بسيطة تقال باللسان لكني أستحي من رسول الله أن أقولها لمن أساء الأدب في حضرته ومدينته   .

أمنية

 
أتمنى أن ترتفع أسعار الحملات أضعافا حتى لا يذهب إلا القاصد للزيارة المخلص فيها أسوة بالحج و زيارة الحسين .


خاتمة

أتمنى للحملات التوفيق للعمل المتقن الذي يعين على أجواء إيمانية كتيب – مرشد – برنامج خفيف هادف .
أما سالفة- حجز , سكن , باص فهذه لا تبيض الوجه عند رسول الله .
أتمنى للشباب الهداية وللشابات العفة والحشمة وللزوار المخلصين القبول والتوفيق .
والحمد لله رب العالمين .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
كريمي
[ ام الحمام ]: 1 / 3 / 2010م - 5:38 ص
بوركت اخي

الكثير الكثير يغبطنا على قربنا من مدينه الرسول ص والبيت الحرام.

لكننا لانشكر الله على هذه النعمه ولاناديها حقها .. ذكرتني ببرنامج تلفزيوني (لو كان الرسول معنا .. ماذا تقول له )
2
منتظر الشيخ أحمد
[ القطيف - سيهات ]: 2 / 3 / 2010م - 6:18 م
الأستاذ محمد العبدالعال.. مقال جيد و لكن أعتقد بأن هناك الكثير من الخلط بين الأوراق.. لايمكن مقارنة ظواهر قد نختلف في كونها سلبية أم لا و ظواهر تكفيرية قمعية إستبدادية... أعتقد بأنها مقارنة ظلومة

لك خالص التحية إستاذي الفاضل