من ذكرياتي مع الأديب الشبيب

كان المرحوم الأديب سعيد الشبيب دمث الأخلاق حلو المعشر يأسرك بتواضعه وأسلوب تعامله، اقتربت منه بضع سنوات، وتعلمت منه الكثير، ولأننا لا نكتب مذكراتنا وتخوننا الذاكرة، تفوتنا كثير من الذكريات الجميلة!

ومن حسن الحظ أنني احتفظت ببعض المكاتبات التي جرت بيني وبين المرحوم.

سنة 2004م كانت لي مشاركات في منتدى الساحل الشرقي «واحة سيهات» وكان المشرفون على الواحة الأدبية المرحوم الأديب المتألق سعيد الشبيب والأديبة «قمرة» والأديبة «نارا»، وقد شاركتهم فترة قصيرة، ثم اعتذرت عن المواصلة متعذرا بانشغالي ببناء منزلي ومشاغل أخرى، فكتب لي المرحوم سعيد الشبيب:

فكر كثيرا أكثر التفكيرا *** كاد المفكر أن يكون أميرا

أو مشرفا في واحةٍ ريانةٍ *** في أسرة الإشراف صار أسيرا

فكر أيا مهدي واشرب ساعةً *** بدلَ ”القهاوي“ كولةً وعصيرا

إن كنتَ في شكٍ فسائل ”قمرةً“ *** دعْ عنكَ ”سعُّودَ الشبي وجريرا“

كم في العصير من الفوائد يا ترى؟ *** والكوكا كولا!! زُكّهُ تقطيرا!!

نارا وقمرة والمحرر أسرعوا *** بشرابكمْ لحبيبنا ”تسكيرا“

فإذا انتشى من ”زك ّ“ ما قدمتمُ *** وبقي ”معانا“ توجوه أميرا

اذهب وحاضر وابن ِ بيتاً واسترحْ *** لتنام َ فيه أبا حسين قريرا

”تكفى“ إذا ”خلصت“ من هذا ”البنا“ *** اذبح لنا ”تيس التيوس“ صغيرا

مظبي أو مندي أو مشوي ما *** أدري فسلْ يا ابن الصليل خبيرا

هذا الترابي الذي ما بيننا *** أكرم به وقت الصعابْ وزيرا

نارا وقمرة فاستعدا إنني *** ضمرتُ بطني للغذا تضميرا

ولسوف أجري كل يوم ٍ ساعةً *** وإذا نحلتُ أريكمُ التقريرا

فكتبت له:

طوحت في التفكير حتى ملني *** فبقيت فيكم آسراً وأسيرا

كان الهروب بناظري أرجوحة *** فوجدته قبل العبور مريرا

هذا الشبيب مهدداً متوعداً *** «نارا» و«قمرة» بالوعيد تشيرا

فرجعت أدراجي أطأطئ خطتي *** خالي الوفاض مكبلاً وأميرا

ما أجمل الحب الشهي بداركم *** سكر الفؤاد وعطل التفكيرا

حياكمُ بعد البناء بدارنا *** ولتأكلوا التيس الصغير نضيرا

...

أجابني أبو حمدي

جادت حروفك من جمالك معلما *** ورقت بزهو نحو مجدك سلما

سبحان من أعطاك يا خل الوفا *** هذي السجايا فارتقيت معلما

الشكر يرنو نحو بابك يشتهي *** منك القبول مصافحاً ومسلما

ما أكثر تواضعك أيها الأديب «مهدي صليل» أرأيت كيف أفجر فيك طاقتك الشعرية وأستحثها؟

لديك بركان شعري خامد يا أستاذ فمتى ستطلق له العنان؟ لا أدري!

صح بعد البناء إن شاء الله... ألف شكر لثنائك الجميل..دمت لي أستاذا..

هذا ما أسعفني به أرشيفي، وهناك الكثير الذي ضاع!

رحمك الله يا أبا حمدي بواسع رحمته وأسكنك فسيح جنانه