في حضرة البلاغة والصفاء
تغيب الكلمات عندما نريدها ونحتاجها في وصف رحيل إنسان أقل ما يمكن أن نقوله عنه إنه «شاعر» فكيف إذا كان هذا الإنسان هو الشاعر البليغ والمثقف الواعي الأستاذ الراحل فقيد الشعر والبلاغة الحاج سعيد الشبيب أبو حمدي.
فقدٌ كهذا الفقد يشعرنا ببلاغة ومرهف الإحساس الذي كان الفقيد يقدمه ويحرص دائماً على إيصاله للجميع عبر شعره مشاركاته في أحزان وأفراح المجتمع في كل أنحاء القطيف والمنطقة.
هذا الفراغ الذي تركه لنا أبا حمدي يجعلنا نشعر الآن بالمقدار العظيم الذي كان يرحمه الله يملؤوه في الكثير من المناسبات على اختلافها سواء كانت دينية، اجتماعية وثقافية والتي كان يحرص على حضورها حتى وإن لم يكن مشاركاً فيها.
في وصف الملكة الشعرية العظيمة التي نستشعرها الآن من خلال الوقوف على الكم الهائل من الأحاسيس والأشعار التي القاها لا لأنه شاعر عملاق ومتمكن من البحور والقوافي الشعرية لا قطعاً بل لأنه إنسان صاحب إحساس عميق وعميق جداً بحيث أنه يعيش مأساة وأفراح الآخرين ويشعر بمعاناتهم ويترجمها إلى أحاسيس أفراح ورثاء كما كان يفعل دائماً رحمه الله.
كان رحمه الله صافي القلب بكل ما تحمله الكلمة وحيث كان الصفا يتجسد ويظهر عندما نستمع إلى أحاديثه العفوية الجميلة وكيف كان يعيش لحظاتها بأدق التفاصيل ويوثقها بكل براءة عبر شروحه وعبر عناوين شعريه عديدة استطاع أن يترجمها إلى أشعار يلوي بها أذرع القوافي والبحور بكل أريحية ولربما هنا تكمن جمالية شعره وقوته.
كان متواضعاً إلى حد كبير بحيث أن إنكار الذات والتجرد من الأنا بحيث أنه قليل الحديث عن إنجازاته الشعرية وإذا تحدث عنها فتراه يلتزم صفة المبلغ والراوي البسيط المتواضع لا بصفة الشاعر المتمكن والمتبختر على صهوة الشعر كباقي الشعراء.
الحديث يطول في وصف هذا الرجل المعطاء والكثير من الأحبة وصفوه وأثنوا على مناقبه بأفضل مما ذكرت ووصفت ولكني شعرت بأن لهذا الرجل الطيب الفضل الكبير علي بأن أسطر بعضاً مما عاشرته ورأيته فيه.
أخيراً أعزي جميع عائلته وأحبائه وأسأل الله العلي القدير أن يحشره مع محمد وآل محمد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير وإنا لله وإنا إليه راجعون.