حملات على «فيس بوك» و«يوتيوب» لمحاربة العنف والظواهر السلبية في القطيف
شرطة الشرقية: المحافظة ليست أكثر من غيرها في الحوادث الأمنية
دقّ مقتل الشاب شكري رضوان قبل نحو شهر أمام منزله في قرية أم الحمام بمحافظة القطيف ناقوس الخطر من حالة الاحتقان الاجتماعي التي تعيشها المحافظة وبعض القرى التابعة لها، مما نتج عنه عدد من المبادرات الاجتماعية التي تصبّ في خانة الحد من ظواهر العنف وحمل السلاح والظواهر السلبية في المجتمع.
تشكلت على أثر هذه الحادثة لجنة تحت مسمى تواصل مكونة من 200 شخصية من القرية للتواصل مع الفعاليات الأخرى في قرى القطيف والتواصل مع الجهات الرسمية لتسليط الأضواء على ظاهرة العنف، لإيجاد حلول اجتماعية وعملية لهذه الظاهرة.
ومطلع الأسبوع الحالي أسهمت المحبة بمحافظة القطيف في مهرجان «بادر مع التائبين» الذي انطلق في بلدة الجش أول من أمس ويستمر 5 أيام.
وبموازاة ذلك نشط عدد من الفعاليات الاجتماعية في مواقع أخرى في سيهات والقطيف، كما تشكلت مجموعات على «فيس بوك» لمحاربة العنف وعلى «يوتيوب» لنشر المقاطع والأفلام عن هذه الظواهر، كما تشكلت منتديات إلكترونية لمناقشة أسباب هذه الظواهر والتحذير منها، كل هذه الفعاليات تهدف إلى الحث على توعية أفراد المجتمع بأخذ زمام المبادرة لوقف استمرار هذه الظواهر في المجتمع.
يقول العقيد يوسف القحطاني المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية: «القطيف ليست أكثر عنفا من المناطق الأخرى، ولا يوجد إحصائيات تدلل على أنها تعاني أكثر من غيرها من هذه الظاهرة، لكنه نبه إلى ضرورة تعاون المواطن مع الجهات الرسمية والإبلاغ عن أي مخالفة تحدث، سواء بيع مواد مخالفة للقانون أو حمل أسلحة غير مرخصة، مشددا على أن من لديه سلاح لا بد أن يرخصه من الجهات الرسمية».
وأضاف: «ما يحتاجه المجتمع هو تأصيل القيم الأخلاقية، واحترام الكبير، واحترام حقوق الآخرين»، معتبرا أن عدم احترام حقوق الآخرين وعدم احترام الكبير أو عدم الالتزام الأخلاقي وراء كثير من القضايا التي تباشرها الجهات الأمنية.
يقول موسى رضوان (وهو ابن عم القتيل شكري رضوان الذي قتل على يد حدث كان يمارس التفحيط، وأحد مؤسسي لجنة تواصل): «نهدف من خلال هذه الحملات والفعاليات إلى دورين أساسيين: الدور التثقيفي للمجتمع المحلي (إصلاح المجتمع من الداخل) والدور الثاني معالجة أسباب ظاهرة العنف والضغط باتجاه تطبيق الحدود بصرامة في قضايا القتل». ويلفت موسى رضوان إلى أن عدد حالات القتل التي سجلت في محافظة القطيف خلال العامين الماضيين (2008 و2009) بلغت 31 قضية، ويضيف: «أغلب هذه القضايا كان القاتل فيها إما حدثا وإما تحت تأثير المخدرات».
«بادر»، وهو فيلم توعوي من إنتاج «لجنة أبناء وبنات القطيف» و«لجنة المحبة» ومن تنفيذ شركة «قيثارة للإنتاج والتوزيع الفني» بالتعاون مع مجموعة «قطيف فريندس» لإنتاج الأفلام، يقول فاضل الشعلة صاحب فكرته والسيناريو الخاص به: «تعتمد فكرة الفيلم على حث الشخص على اتخاذ موقف من العنف أو من الظواهر السلبية كانتشار بيع الأفلام الإباحية والتعرض للسيدات وسرقة متعلقاتهن، وعدم انتظار رد فعل الآخرين، ويتضمن الفيلم ثلاثة مواقف: حمل السلاح في حفلات الزفاف، وبيع الأفلام، وخطف شنط النساء، ولكل منها رسالة مستقلة تحثّ على اتخاذ موقف قبل فوات الأوان».
يقول فاضل الشعلة: «هذه الأحداث أو هذه المشكلات تحدث في المجتمع المحيط بنا والجميع يقف موقف المتفرج من الذي يحمل السلاح أو من يمارس بيع المواد الإباحية، أو من خطف الشنط النسائية في الشوارع والمتنزهات العامة، فتمت صياغة فكرة فيلم (بادر) لمخاطبة الفرد لا المجموع».
ويرى أن الفكرة كان لها صدى جيد في المجتمع، وتم عرضها في عدد من المهرجانات والفعاليات الاجتماعية، مضيفا أن مجموعة «القطيف فريندس»، تسعى في المرحلة القادمة لعرض مواد توعوية بشكل أوسع تخاطب شرائح المجتمع السعودي كافة وتحذر من الظواهر السلبية (الاجتماعية والثقافية) عبر التواصل مع التلفزيون السعودي.
يقول أحمد السني من فريق «أولاد وبنات القطيف»، إن هذه الحملات لها تأثير جيد على مستوى المجتمع، لكن لكي تكون هذه الحملات أكثر فعالية في مخاطبة الشريحة المستهدفة (الشباب) لا بد من سلوك طريق آخر، وهو التواصل مع القيادات الشبابية التي تحظى باحترام هذه الفئة، والتي لها تأثير كبير عليها.
موضحا أن «لشخصيات اجتماعية تأثيرها وسحرها على الشباب، وغالبية هذه القيادات كانت تمارس ذات الأفعال وتخلت عنها بعد تجاوز مرحلة الشباب، وما زالت هذه القيادات تمثل القدوة للشباب، فيمكن الاستفادة منها في نصح الشباب وتغيير كثير من السلبيات بواسطة هذه القيادات».
ويضيف: «هذه النشاطات والفعاليات تحتاج إلى بلورة أكبر، وحتى لا تبقى تناقش الظواهر بسطحية مثل ظاهرة العنف لدى الشباب وبيع المواد الممنوعة والإباحية والسرقة، لا بد من بحث جذور المشكلة لماذا حدثت ولماذا اتجه الشباب إلى العنف أو على بيع الممنوعات أو إلى السرقة، ومعالجتها والجدية في ذلك، بالتعاون مع الأجهزة الحكومية المختصة، وتكوين لجان اجتماعية تنسيقية مع الأجهزة الحكومية للقضاء على هذه الظواهر.