الوحش جيفري دامر «الجزء الأول»

يعرف جيفري دامر بالوحش والقاتل المتسلل الأمريكي الذي كان يعتدي على ضحايا بإستخدام الحبوب المنومة وبعد ذلك يقتل الضحايا المحددين بأساليب ملتوية مثل الخنق والسلخ وتقطيع الجثث الخاصة بهم وإخفائها والاحتفاظ بها وبصورهم أو هياكلهم العظمية أو أجزاء معينة منها باعتبارها كذكريات له.

ولأن لديه هواية في فترة الطفولة كان يمارسها مع الحيوانات في المستودع أو المرأب الخاص بوالده الكيميائي، حيث كان جيفري يعمل على تشريح تلك الحيوانات الميتة باعتبار مثل هذا الأمر هواية جعلته يتأثر سلبا ويميل في فترة التقدم في العمر إلى التعلم على ممارسة الجرائم الوحشية مع البشر.

ولد جيفري دامر عام 1960 مايو 21 في مدينة ميلواكي، ويسكنسن، بلدة باث، مقاطعة سوميت، أوهايو، وتوفي عام 1994 نوفمبر 28 بسجن كولومبيا الإصلاحي في بورتاغ، وذلك بسبب التعرض للضرب بقضيب حديد على منطقة الوجه من قبل زميله بالسجن من فئة السود.

وكان يعمل جيفري دامر قبل الوفاة في مجال الخدمات العسكرية بفرع القوات البرية للولايات المتحدة الأمريكية وبمرتبة رقيب، وقبل هذه الوظيفة كان يدرس بجامعة ولكنه خرج منها ثم التحق بالجيش نتجية أسباب وظروف محددة تعرض لها في حياته أو بسبب ضعف الذكاء والنبوغ والقدرة على تحمل الدراسة والضغط فيها، ثم بعد فترة من الزمن خرج من الخدمات العسكرية لأسباب محددة.

كما كانت الميول الجنسية الخاصة بجيفري دامر هي المثلية أو الشذوذ، حيث كان جيفري يذهب في فترة الشباب إلى البارات والمراقص التي يتواجد بها المثليين البيض والسود في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد كل لقاء في البارات يقوم جيفري بالذهاب إلى الشقة أو الغرفة الخاصة به مع اليافعين والذكور ثم بعد ذلك يخدعهم بدس الحبوب المنومة في المشروبات ثم يعتدي عليهم بالخنق أو التشريح أو تقطيع جثثهم أو تعذيبهم.

وأن جيفري دامر في فترة الشباب كان لا يحب النساء بل يميل للرجال أكثر وإنه لم يتزوج فهو من فئة العزاب بشكل دائم، فإنه لم يفكر في الزواج بسبب ميوله الجنسية المنحرفة وتعرضه للمشاكل الأسرية في المنزل مع الوالدين وجدته، إضافة لتعرضه للظروف المختلفة في الفترة الحياتية والعملية التي عاشها مرحلة الشباب.

وجدير بالذكر كان يعاني جيفري دامر من مشاكل صحية نفسية نتيجة الإدمان على الكحول في الفترة التي كان يعيشها في حياته ومن بعض تلك الاضطرابات النفسية التي يعاني منها هي: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية الحدي، وهذه الاختلالات والمشاكل النفسية جعلت جيفري يتوجه نحو ارتكاب الجرائم الشنيعة والعبثية والاعتداءات الجسدية على الأطفال والمراهقين.

أن قصة شخصية جيفري دامر رهيبة ويوجد فيها الدروس والعبر الحياتية والتاريخية التي تجعل البشر يتعظون من ارتكاب مثل هذا السلوكيات والتصرفات الوحشية، ونحن علينا أن نعلم أيضا الشباب والمراهقين على تحمل المسؤولية والانتباه لانفسهم من الانسياق نحو التهور والطيش الذي يسبب خسارة للإنسان.

في هذا الجزء تعرفنا بشكل عام على حياة وشخصية جيفري دامر ومشاكله وميوله الجنسية والظروف التي تعرض لها، وفي الأجزاء القادمة نكملها بذكر سلسلة من المواقف والأحداث الاخرى من حياته.