أكـّد أن النبي لم يُميّز السيدة فاطمة لأنها ابنته فقط
السيد النمر: لا حرج في اختيار الزوجة الجميلة والغنية.. شريطة أن تكون متدينة
ربط السيد حسن النمر بين واقع السيدة فاطمة الزهراء (ع) وواقع الإنسان المسلم من خلال الإقتداء بها للمرأة والرجل على حد سواء باعتبارها التمثيل الحي والامتداد الطبيعي والمنطقي لرسول الله (ص)
وفي لقاء منبري أحياه في مسجد الإمام الحسن بحي الكويكب في القطيف، مساء الأربعاء الماضي، ركز السيد النمر على السمات الأخلاقية والفكرية والعلمية التي تمتعت بها السيدة الزهراء وتحليها "بكل الكمالات التي تحلى بها الرسول (ص)"، مشيراً إلى أن نسل الرسول مستمر بدليل سورة "الكوثر". كما نوّه بموقع السيدة الزهراء من أهل البيت الذين قال الله فيهم ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾. وقال السيد النمر إن الرسول الكريم قرن أذاها بأذاه فقال " فاطمة بضعة مني من أذاها فقد إذاني"
اللقاء حضره حشد من الرجال والنساء، في موقعين منفصلين، وأقيم تحت عنوان " كيف نقدم الزهراء للجيل الجديد؟". وفيه وصف سماحته السيدة الزهراء بأنها "راضية مرضية، وأنها طبقت الكمال في أقوالها وأفعالها"، مشيراً إلى أن "هناك فئة من الناس قد وصلت لمرحلة الكمال وهم الأنبياء والأولياء والزهراء منهم". كما وصفها بأنها "المحدثة التي كانت تحدث أمها وهي في بطنها كما حدثتها الملائكة بعد وفاة والدها فكانت تتحدث وعلي يكتب وظل هذا العلم يتوارثه الإئمة"
وأضاف أن "الرسول لا يمكن أن يميز ابنته عن سائر الناس لأنها ابنته فقط فهو نبي يتكلم بلسان الله ﴿ما ينطق عن الهوى, إن هو الاوحي يوحى﴾، ولكنها امتازت بهذه المكانة لأن نطفتها خلقت من ثمار الجنة فكان الرسول (ص) كلما اشتاق لرائحة الجنة شم فاطمة وأيضاَ لشدة تعلقها بالله عزوجل , كما أنها تتفاعل مع الكون تفاعلاَ خاصاَ حيث تضئ في ليالي العتمة ويزهو نورها لأهل السماء كما يضئ لأهل الأرض لذلك لايمكن أن تحلل كغيرها من النساء"
وأشار سماحته إلى أن "السيدة فاطمة الزهراء قد تعرضت للظلم والأذى وأن العلماء والباحثين ـ وإن اختلفت مفردات هذا الظلم لديهم ـ يؤمنون بأنها تعرضت للظلم الذي يستوجب سخط الله عز وجل". وقال "إذا كان محور الكمال عند الله هو العلم والزهراء عالمة وفقيه والذين آذوها وظلموها كانوا جاهلين مكانة الزهراء ومن لا علم له لا تقوى له, وهي الطاهرة والمطهرة فقد طهرت من الطمث والنفاس".
وبعد المحاضرة التي ألقاها؛ أجاب سماحته عن أسئلة مقدم الندوة الباحث حسن آل حمادة و مداخلات الجمهور ووفد قناة الزهراء التي حضرت للتغطية وقد عرضت عليه استفسارات كثيرة.
وعن أسئلة بعض المداخلين قال السيد النمر إن "خروج المرأة شيء ضروري ولكن لابد أن تراعي حجابها فقد تخرج للدراسة والعلم وهو عنصر ضروري لتكوين شخصيتها لتكون عنصر إصلاح في المجتمع, وهي عنصر ضروري من عناصر الثورة الاجتماعية, وقد خرجت الزهراء(ع) لتطالب بحقوقها كي لا يُسكت عن الحق", كما وضح "ضرورة مراعاة اختيار الزوج الصحيح"، منبهاً إلى عدم وجود أي حرج أو "مانع من البحث عن المال والجمال في الزواج", ولكنه شدد على وجوب أن "يكون المحور الرئيسي هو التدين, كما أن ارتباط الفتاة بالأقارب فقط يعد ظلماً في حقها فليس بالضرورة أن يكون في الأقارب شخص يناسبها".
وفي رده على سؤال عن دفن السيدة الزهراء ليلاَ أجاب سماحة العلامة النمر بأن "دفنها سراَ يعني بيان لمظلوميتها فهي الإبنة الوحيدة للرسول فالأحق أن يجلوها في حياتها ويؤبنوها في موتها". وأضاف في مداخلة أخرى على استفسار حول احتجاج البعض على مسألة ترسيخ الإمامة والخلافة واجتماعهما عند السيدة فاطمة الزهراء (ع) بأن "ذلك قد اتضحت صحته من خلال تضافر جهود ودراسة العلماء والمهتمين"
وفي كلمته الأخيرة شدد سماحته "على القراءة والقراءة ثم القراءة, داعياَ الشباب إلى مداراة القصور, والتوجه للقراءة في حياة أهل البيت (ع) , وضرورة إعادة قراءتهم للتاريخ في حياة أهل البيت, وبإعادة إنتاج الثقافة الإسلامية الأصيلة, فيما ورثناه عن أهل البيت (ع)", مؤكداَ أن "كل شاب عندما يبحث فإن بحثه سوف يترك بصمة في تكوينه الشخصي في فترة شبابه, وبأنه لن يستطيع أن يكف عن أن يكون من أهل العلم والتعلم"