التربية على مكارم الأخلاق في ضوء منهج الإمام الحسين (ع)
روي عن أنس أنه قال: كنت عند الحسين فدخلتْ عليه جارية بيدها طاقة ريحان فحيته بها، فقال لها: أنت حرة لوجه الله تعالى.
وانبهر أنس وقال: جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها؟
فقال : كذا أدّبنا الله، قال تبارك وتعالى: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردُّوها﴾ وكان أحسن منها عتقها. «1»
هذه الرواية تحمل العديد من الرؤى التربوية الراقية، ومنها:
1. التقدير والاعتراف بالجميل: الإمام الحسين لم يستهِن بالهدية التي قدّمتها الجارية رغم بساطتها، بل ردّ عليها بأفضل منها، مما يعزز قيمة الامتنان والاعتراف بالفضل مهما كان صغيرًا.
2. الكرم والجود: العتق هو من أعظم صور الإحسان، والإمام الحسين جسّد بهذا الفعل مبدأ العطاء غير المحدود، مما يعلّم الأفراد السخاء وتقديم الخير دون انتظار مقابل.
3. التربية على مكارم الأخلاق: استجابة الإمام الحسين للحسنة بحسنة أعظم تعكس أهمية التحلي بالأخلاق الفاضلة، مما يُربي الأفراد على التحسين المستمر لسلوكهم وتعاملهم مع الآخرين.
4. التطبيق العملي لتعاليم القرآن: أشار الإمام الحسين إلى الآية الكريمة ”وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها“، وهذا يدل على ضرورة جعل القرآن منهجًا عمليًا في الحياة اليومية، وليس مجرد نصوص تُقرأ فقط.
5. التواضع والرحمة: رغم مكانته العظيمة، لم يتعامل الإمام مع الجارية بتكبر أو تجاهل، بل أكرمها، مما يرسّخ مبدأ المساواة والرحمة بين البشر بغضّ النظر عن مكانتهم الاجتماعية.
هذه القيم التربوية تجعل من هذا الموقف نموذجًا يحتذى به في بناء شخصية مسلمة متخلّقة بأخلاق القرآن والسنة.
نبارك لكم ذكرى ميلاد الإمام الحسين