مالفرق بين الأسد والإنسان
حينما يدغدغ الإنسان أطياف من ذكريات، لابد أن يقف موقف اللا متفرج، أجل هكذا الإنسان لحم وعظم، عقل وقلب، ودم وروح، فالمجهول هنا معلوم من ناحية الإنسانية حيث المضمون المركب والشكل المحكم بالخلقة...
لكن حين نراه في فراغ انسيابي عميق ومقحم قد يشدنا ذلك لمحور آخر، نعم محيط آخر لا يضاهى بالقول ولا الفعل، ودعونا جميعا نتخيل بيت الأسد (العرين) من الداخل، ماذا نشاهد يا ترى؟!!، لمسة سحر أو رائحة لحم أو مزيج بطولي أو قسوة ملك؟!!
فراغ وظلام ووحشة وأشلاء موزعة وتراب يسكنه الدم وعبث الشبل وغضب اللبوه وماء عكر ونتن، صراع الزمن تخيل العرين في هذا اليوم، موجة عكسية بالتشبيه بالمكان والزمان، فمرحلة العيش تكمن في محيط الإنسان الآدمي ...
ليست فلسفة هنا أعني كما يقال لمثل هذه الكلمات، ولكن لو أبصرنا النور لا الظلام بالثقوب والشقوق الملتوية حتما سنرى مقياس الذات التي داخلنا نحن البشر، وهنا فقط نبدأ مشوار كسر الحاجز أو تحطيم الجدار!!!
في منزل الإنسان باقة ورد وللأسف كسا مزهريتها الغبار والورد ذبل وريحه نفق، قد تحلو لنا التبعية أحيانا وأحيانا أخرى لا نرتضيها، ما السبب؟!! نقول الناس في ما يعشقون مذاهب، فالفرض التراكمي من ناحية الإنسان نكملها بمبدأ النظر إلا الجوهر، وهذا هو مضرب الفرس في الحكاية، والمضمون خطأ نرتكبه..
كل منا يحتاج إلى شيء ما في خياله وفي مدارك إنسانيته، نعيد تجربة (العرين) وندخل مرة أخرى بنظرة الطفولة البريئة، ماذا سنرى؟!! سنجد الأسد موجود والوجود يعني نهاية مطاف من حيث تركيب الجسد والعقل هنا لا يعرف التدبير ولا الترتيب، قضية الهمس ركون إلى المجهول وعلامة الفك المفترس تنبؤ بعدم الخضوع له...
والشعور المعايش نضربه بالمثل والمثل هنا ضرب حدث ولا شيء جديد سوى مرحلة فقدناها عشناها في دوحة تسمى ذكريات، فالذكريات ليست رسم صورة للذكرى أو رحلة مرت ونحكيها غدا، لا فالمشوار في حد ذاته هو ما أعني من قصد وليست العبثية بالعقل والفكر...
فطموح الإنسان يأتي بمراكز كثيرة، ولا نريد الخوض بها إلا ما ندر منظره، نعم ها هي نتيجة الفقر والغنى من عرصات الدنيا فكيف ذلك؟!! حينما شبهنا الأسد بالإنسان لا نقصد تشبيهه بالحيوان أو القاسي القلب، بل نظرة في المرآة لدقيقة واحدة تكفي لنرى من نحن في محيط هذه الدنيا برمتها الصغيرة التي نراها أكبر من عقولنا..
فالإنسان له مركبات لا يجدها في غيره من المخلوقات ويكفي انه له قلب وعقل، فالقلب به يحب ويخلص لغيره والعقل يفكر به ويعطي لأجل الحياة، فكلمة الصدق من فاه إنسان تحرر بلد، فكيف بعرين أسد، أظن أنكم فهمتم مقصدي الآن!!!
بساطة العيش والرضا وتفاهم الفرد مع غيره هي حكمة إلهية، والعبثية بالبيع والشراء خلاصة تفكيك وعدم رباط وعدم تعاون ما بين الأخ وأخيه، فالرمز هنا يقصد (مهما طال عمر الإنسان لا بد له من نهاية)...
ولكن هل سئلنا أنفسنا يوما ما ماذا سنخلد من ذكريات غير الصور والمال؟!! حكاية الأسد تعيد تجربتها من جديد إذا كان الجواب بـ لا، وإذا صار الجواب بـ نعم؟!! لن تأخد شيء سوى نفسك ونفسك هي من تخلد كل شيء!!!