الاعلام الخليجي وصناعة الكراهية
عندما استشهد القائد الحاج عماد مغنية بدأت حملة تشويه في معظم الصحف العربية احتوت على الكثير من الاساءة لشخص عماد مغنية ولمن أحبه، فعلى سبيل المثال كتب علي الموسى في جريدة الوطن السعودية بتاريخ 20 فبراير 2008 " عماد مغنية هو من اختطف طائرة كويتية وقتل راكبين وهو المطلوب أيضاً في تفجيرات الخبر واضطرابات الحج في مكة وهنا الوجه الإرهابي الذي لم يتبرأ منه، بل أعلن عنه مسؤوليته التي تبرهن أنه قتل بيديه من العرب أضعاف ما كان صفراً مكعباً من العدد المعلن." فكتبت له رسالة بالبريد الالكتروني قلت له " كثير ما نقرأ في أبجديات السياسة القانونية أنه لا تهمة إلا بدليل فضلا عن البراءة، ولكن كان الموسى جازما وقاطعا الشك باليقين أن الحاج رضوان له صلة بتفجيرات الخبر وطائرة الجابرية!!" وسألته " ماذا تسمي تعزية السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة لحزب الله باستشهاد مغنية!! لا تطنب في التحليل هي واحدة من اثنتين إن كان مجرما فلن تسمح له السعودية بالتعزية وإن كان غير ذلك فستسمح له ".
وفي تاريخ 31 مارس 2008 كتبت له تعقيبا آخر أشرت فيه إلى التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح لجريدة الرأي الكويتية في 30 مارس 2008 عندما أشار إلى أن الحكومة" لا تملك دليلا حسيا ضد مغنية تقدمه إلى المحكمة والقضاء"، موضحا ان "موضوع المحاكم والقضاء والأدلة الحسية القاطعة شيء، والمشاعر والعاطفة شيء آخر". وطالبت الموسى على أثر هذا التصريح بأن يدلي بمعلوماته التي يملكها إلى أقرب محكمة تحقيقاً للعدالة.
هذا النموذج عاد مجددا مع المعلومات التي نشرتها جريدة القبس الكويتية بتاريخ 21 اغسطس 2010 معتمدة في ذلك على مصادر مطلعة فذكرت الصحيفة " علمت القبس ان جهاز امن الدولة البحريني ابلغ الكويت والسعودية ودولا خليجية ان مجاميع ارهابية مسلحة تستعد للتخريب فيها في حال تعرضت ايران لضربة عسكرية على اثر الملف النووي.وذكرت مصادر مطلعة ان تقرير الاستخبارات البحرينية بني على اساس اعترافات شبكة ارهابية تضم نحو 250 شخصا القي القبض عليهم في البحرين قبل ايام، واعترف افرادها بأنهم ينتمون لجهة عسكرية في دولة إقليمية، وان هناك تنسيقا بينهم وبين خلايا نائمة في الكويت والسعودية. " واعتمادا على هذه المعلومات بدأ الكتاب لا سيما الخليجين بفتح الباب مجددا على شيعة الخليج وفتح السيمفونية التي تبدأ بالولاء لايران وانتهاء بالخطر الشيعي. بعد أيام قام جهاز الأمن الوطني البحريني باصدار بيان كذب فيه المعلومات المتداولة في الاعلام فذكر " ما تردد اخيرا في بعض وسائل الاعلام من وجود ارتباط بين ايران والشبكة التنظيمية التي تم كشف وضبط عناصر متورطة بها وما يسمى مجموعات مسلحة وخلايا نائمة تستعد للتخريب في دول خليجية حال تعرض الجمهورية الاسلامية الايرانية لضربة عسكرية عار من الصحة وليس له أساس." ولولا هذا البيان لأصبح القارئ العربي يفطر يوميا بالسم الذي ينثره الاعلام العربي باستضافة كبار الكتاب والمحللين السياسين لأخذ آرائهم وتحليلاتهم عن هذا الاكتشاف الجديد. وفي لبنان الصورة جلية فعندما كثر التحريض ضد سوريا في الاعلام اللبناني تعرض الكثير من المواطنين السوريين في لبنان إلى القتل أو الضرب أو الايذاء.
مجمل القول أن غياب الاعلام الحر والمستقل والاعتماد على معلومات ومصادر غير موثقة ودقيقة تزيد حالة الاحتقان الطائفي في الخليج، وتجعل من الدولة الصديقة ايران عدو. الوضع الخليجي لا يحتمل المزيد من الصراعات والتراشق الاعلامي وليس هناك من مصلحة في تشويه صورة النشطاء في الخليج العربي، فيجب أن نقوم بالتحليل الواعي ومحاولة حل الصراعات والأزمات بعيداً عن الكلام الجارح لأنه الطريق الأوحد لبناء مجتمع آمن ومستقر يتسم فيه جميع المواطنين بالمساواة والحرية.