رسائل رمضانية

أكتب هذه الملاحظات من مجهر الواقع الاجتماعي في شهر رمضان الكريم وأسأل الله تعالى منه التوفيق وإصابة الهدف، وهي كالتالي:

1 - الأب: يتبغي للأب العزيز أن يُحافظ على جو الهدوء والطمأنينة داخل فضاء الأسرة *بتلاوة القرآن الحكيم ولو صفحة واحدة وإشراك الأولاد بالقراءة وطرح الأسئلة والتدبر فيها لتصحيح أي خلل في الأسرة والمجتمع «و هاي هي بركة القرآن الحكيم». *وأن يصطحب أولاده لمجالس أهل البيت ع في المساجد والحسينيات *مراجعة بعض مسائل الصوم على الفطور أو السَّحور *حث الأولاد على مشاهدة البرامج التلفزيونية المفيدة وأخذ العِبرة منها * عدم التَّعلُّف بالمرأة والهواش داخل المطبخ لأنه مو تخصصه، نعم توجيه اقتراح، أما السَّب واللعن والزعطة، فهي تعدٍ على حدود الله وحرمةِ شهرهِ، وعلى أَمَته «الزوجة».

2 - الأم: وينبغي على الأم الحنونة والأخوات المؤمنات الاهتمام بتلاوة القرآن الكريم ولو صفحة واحدة في اليوم والاستفادة منها، وعدم إعدام الوقت بصنع الأطباق الزائدة عن الحاجة للأكل أو التوزيع، مما يؤدي إلى رميها في الزبالة ثم رمينا وراءها في النار، في حين أن الأب أو الزوج أو الأخ الأكبر يكدح «يالله على كم قرش في زمن الفقر المُقنع» وفي حين أن الملاييييييين يموتون في العالم من الجوع والحرمان والفقر والعطش كما هو الحاصل مع أخواننا في الباكستان. طبعا كل ما كان الطبخ في العصر أكثر كان غسيل المَواعين في الليل أكثر، وكانت زيارة الأرحام قليلة وفرصة السَّمُوعة أقل، والقَعدة مع الزَّوج أقل، وكلما كانت الحاجة إلى الخدامة أكثر كانت مخصصات ثياب العيد أقل!!!

*وبمناسبة ما يدور من حولنا في هذا العالم الملتهب الذي يُسحق فيه الفقراء اخترت هذه القصيدة بعض أبياتها بُغية الاهتمام بأحوال المسلمين وألا نبطر ونبذر بالنعم. القصيدة بعنوان

*العالم نصفان*للشاعر أنس عبد الرحمان

نصفُ العالم تثقله التخمة ***** والنصف الآخر يحلُم باللقمة

نصف العالمِ يسبح في وهج ***** والنِّصف الآخر يسبح في الظلمة

نصفُ العالم لا يرجو إلَّا أن يُطعم ولده ***** والنصف الآخرُ لا يلقَى في الشِّدة جلده

فتفكرْ من قبل الليل ومن قبل البَين

وبأي مكان دوْرك مِن ذين الضربينِ!

*ونعود لبقية الرسائل

3 - الأولاد: يا أولادي يا أخواني لا تأذُّوا الأم أو الأخت في المطبخ، بس شغلة لصبيان، نبغى هذا، سووا هذا، هذا ما نبغاه، حتى تطفش منهم وتقوم الهوشة، لكن لو الأم أو الأخت تقول للولد روح البقالة تجده يتأفف أف أف أف أف حتى يمديه ينفخ أربعة كفرات من الضجر!!، ساعدوا البنات أو ادخلوا أي دورة مفيدة خط تفسير تمشية، أو اقعدوا في الصالة أحسن أو غسلوا السيارة بدل ما نُأجِّر عاملاً كأننا بطارنة فلوس، أو معاقين عن هذي الشغلة المُسلية والبسيطة والتي يحث عليها الإسلام «النظافة».

4 - ولدي متْزوج: أقول للشباب الذين يسكنون مع آبائهم إن من اللطيف بل من الواجب الأدبي أن يمر على والديه ويقرأ كل يوم ولو صفحتين من القرآن الكريم +صحن قيمات +فِنْيال قهوةبركة من الوالدة + «يمَّاه: تامري شِي، يباه: بتروح تسَّمَّع، ودي أروح وياك». وهذا أخي القارئ من شأنه أن يكسب رضا والديه ويحظى بالتوفيقات الإلاهية. طبعا لا يجب على الولد كل يوم أن يلزم زوجته تفطر مع الوالدة، ولا يجوز للأم أن اتشوش الولد على زوجته: «و يش فيها مرتك ما تمر، الله يخلف عليك من هالمرة»!! «تلكَ حُدودٌ اللهِ فلَا تَعْتَدُوْهَا»، «ويُحَذِّرُكم اللهُ نفسَه».

5 - تهادي الإفطار: كم هي جميلة هذه العادة المتوارثة، بين الأهل والجيران لما تحمل من عناوين معتبرة في الشريعة المطهرة من: صلةٌ للأرحام - إكرامٌ الجار - سرورٌ المؤمن - تعظيمٌ شهر الله تعالى.

6 - نحتاج للفقراء والأيتام!!

كل منا يحتاج لعمل ينجيه من نار ذنوبه يوم القيامة ومن أفضل السُّبل التي حثَّت عليها الرِّوايات الشَّريفة هي التَّصدق على الفقراء وكفالة الأيتام، وذلك عبر أي طريق شرعي الجمعية الخيرية - إفطار صائم - شيخ عامل - بيدك الكريمة مباشرةً. اقتراح: لتحصل على دافع أكبر لمساعدة المحتاجين اتصل بأحد العاملين في إيصال هذه الخدمة الشريفة لتقف بنفسك على مستوى الفقر والحاجة عند العوائل المحتاجة.

7 - بوابات الفرح بالمواليد:

كم هو جميل أن شبابنا الخيِّر العامل الذي يتسابق في نشر البهجة في أفراح أهل البيت ، وكم هو جميل أن تظهر اللافتات وتعلق اللمبات الملونة والعصائر والحلاوة ولكن هنا وقفة:

*كلمة لأخواني المنظمين: يا شباب إذا كانت أكثر شوارعنا مهمة في تسيير الحركة المرورية، وأكثرها مصاب بالاختناق المروري، شارع العريش مثلا إلى مدرسة ابن بطوطة يحمل 180 سيارة لساكنيه، وفي المواليد والناصفة تخيل أخي القارئ أنك تسكن هذا الشارع ولديك حالة طارئة أو مشوار خاص فكم تحتاج من الوقت والصبر والحلم وفن القيادة؟؟؟؟، وهنا بعض الاقتراحات:

* الوقت: تحديد وقت لتوزيع البركة ساعتين فقط من 8 إلى 10، وهذا حتى لا نضغط على ساكني الطريق، ولتسهل حركة الناس في البلد، وليتسنى للشباب المنظمين - وفقهم الله - ترفيه زوجاتهم أو صلة أرحامهم أو القيام بالأعمال المستحبة في آخر الليل.

*حركة التوزيع: بوابات كثيرة توزع بشكل القطارة، واحد يوزع عصير، واحد حلاوة، واحد ربيان. ليش ما تُوزع كل هذه في كيس كسبا للوقت وتجنبا للزحام والحرج بالنسبة للمستعجل.

8 - أمهاتي وأخواتي النساء: في ليلة النصف أو المواليد الشريفة أقول لابد أن تتجنبن مخالطة ومزاحمة الرجال، والمُصبنة وأصحاب الدبابات الذين يروعون المرضى في البيوت والنساء في الطرقات بسبب البطالة وغياب الهيبة الأمنية وضعف التربية وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا مشيتن فلتمشي على جنب مو وسط الشارع والعطر تارس خشوم الرجال والهنود والخربانين تالي: هالرياييل ما يستحوا إطلعوا في الوحدة إذا مشت في الطريق!!!، مُو تَالي: هذا ما يستحي بفى يدوسني بالدباب، وذاك داناني وسوى رُوحه ما يدري!!! ينبغي للفتاة المحتشمة: عدم الخروج في وقت متأخر+ عدم المشي في الطرق المزدحمة. يجب أن تتكون القدوة بعفاف وستر وحجاب الزهراء ع بالفعل، مو شعارات مو كتافي مو براقع مو هدهد مو زخارف طول العباية. من خَلف وعلى الصَّدر، تقول للناس: طلعوا فيني!!! نسأل الله البصيرة والعفاف. يا رجال فلنكن قوامين على نسائنا بالحق بالغيرة بالتفهيم بالتعليم للمسائل الفقهية، يا أخواتي الكريمات ترى مو بالكلام: أني أقلد السَّيد فلان!! سيحاسبنا أهل البيت ع يوم القيامة على ترك أحكامهم والتأدب بآدابهم!! والمرأة كالقارورة أقل انحراف أو تعدٍ قد يصيبها في الشارع قد يخدش نفسيتها أو سُمعتها، حفظنا الله وإياكم من كل سوء.

9 - صلاة التراويح: أحيانا ننظر لهذه الجموع من المسلمين في صلاة التراويح بعين الشفقة أو الاستغراب؛ لأنها صلاة مبتدعة محرفة!! أصلها في مذهب أهل البيت ع صلاة الليل، والتي لا يجوز أن تصلى جماعة ولكنها حُرفت في عهد الثاني!!! ولكن كم منا يصلي صلاة الليل تشبُّهاً بسيرة نبينا الأعظم ص وآله الأطهار، انظر مفاتيح الجنان والكتب المعتبرة في هذا الشأن، يكفي أن فيها 25فائدة. وقد أوصى رسول الله عليا أمير المؤمنين بها قائلا: «يا علي عليكَ بصلاة الليل، عليكَ بصلاة الليل. عليكَ بصلاة الليل»!!!

10 - حِكَمُ عَلِيٍّ قُرْآنٌ مَهْجُوْرٌ: كنتُ أستمع لأحد شيوخ أهل السنة والجماعة في التلفزيون، يقرأ كلاما لابن الجوزي ثم يشرع في شرحه، فشعرت بالأسى على شيبته التي تفتقر إلى حِكَم عليٍّ ع النورانية وتراث أئمة الهدى . لذا أقترح أن تُعلن مسابقة لحفظ حِكَم أمير المؤمنين ع في الدورات الصيفية والمدارس. وقد قمت شخصيا مع أحد المعلمين بنشر بعض حكم الإمام علي ع عند كل باب في المدرسة، مما لاقى الإعجاب من بعض الموجهين وعناية طلبة المدرسة ومدرسي الدِّين. «لو سمعوا محاسن كلامنا لاتبعونا».

وبمناسبة استشهاد أمير المؤمنين ووصيه وأخيه علي ع، أخطُّ هذه اللفتات الموجزة طلبا لخدمة القارئ المحترم:

10 - «السلام عليك يا أمير المؤمنين» ذكر العلامة ميرزا أبي الفضل الطهراني في كتابه شفاء الصُّدور في شرح زيارة عاشوراء، أن لكلمة أمير ثلاث معانٍ هي:

أ - «المُعلم والمُطعِم» فكلمة أمير هي بصيغة فعل المضارع كما تقول: أنا أكتبُ الشعرَ وأقرأ الكتابَ، كذلك علي ع يقول: أنا أمير المؤمنين علماً، وهو ع يُميرُ المؤمنين علمًا وكما في قصة النبي العظيم يوسف ع «ونَميرُ أهلِنا»، وقد سُئل الإمام الكاظم ع عن سبب تلقيب الإمام علي ع بهذا اللقب فقال ع: «لأنهُ يَميرُهم بالعِلم». أي أنه ع يغذي عقول أتباعه بالعلم الصافي وربما في هذا إشارة لتلقيب النبي ص لعلي ع بيعسوب المؤمنين تشبيها له ع برئيس النحل الذي يغذي النحل بالعسل المُصفى. وأختصر المعنيين الآخرين:

ب - «أمير المؤمنين» بصيغة المضاف والمضاف إليه، أي أنه ع قائدُ المؤمنين ورئيسهم ومولاهم وناصرهم، لقول النبي ص «عليٌّ قائدُ البررة، قاتلُ الفَجرةِ» وهذا ما تشهد به بيعة الغدير من قول شَيْخَيْهم: بخٍ بخٍ لك يا عليُّ أصبحتَ مولايَ ومولى كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ.

ج - «أمير المؤمنين» بحذف لام الاختصاص من كلمة المؤمنين، أي أن عليا ع هو علامة ودليل خاص للمؤمنين يميزهم عن المنافقين، فهو ع أمارة وعلامة ودليل على إيمان وطهارة محبيه لقول النبي الأعظم ص «يا عليُّ لا يُحبك إلا مُؤمن ولا يَبغضك إلا منافق» وقد نُقِل أنَّ ابن عباس رضوان الله عليه قال: كُنَّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم لعلي ع.

11 - المساجد: كيف يا شباب في وقت الصلاة، نذهب للمسجد طلبا للثواب ثم انسكُّر على سيارات الناس؟! أو نقف عكس السير؟!، أوْتَالي نتْفشَّل مع هذا وذاك؟! جزاك الله خير، نفسُك غالية وكريمة لا تدع أحدا يهينها يحرجها.

*من فقه المساجد: يستحب السَّبقُ في دخول المسجد. والتأخر في الخروج منه، وأن يُقدم رجله اليمنى عند الدخول، واليسرى عند الخروج.

· وأنت داخل المسجد للصلاة ترى جبلا من الأحذية، وبعدين قولي، كيف تبغ الناس يخرجون من المسجد بهدوء وكل واحد نعاله مو ضايع؟! هل هذا منظر وثقافة الصلاة وصفوف الجماعة؟!، استخدم الدولاب رعاك الله. إن من فلسفة الصلاة تعليمنا النظام والتفكير والتنظيم في كل أمور حياتنا.

· في وين إنْلزق هالاعلان؟ كثيٌر من مساجدنا يفتقر إلى سبورة مخملية لوضع الإعلانات عوضا عن منظر التيب القديم والعشوائي، وأفضل من تشويه جدار المسجد، من المساجد الناجحة في هذا الجانب مسجد المصطفى ص. وفق الله القائمين على خدمة بيوت الله.

12 - باشر العيد ولا لا؟ - المنشقون!!: في كل عام تكون شوشرة واختلاف في تثبيت الهلال أتمنى أن لا تكون في هذا العام، ولكن لو حدث اختلاف فحافظ على صيام شهرك وتقواك ولا تسقط في أبسط الأحداث بالفتن والغيبة والبهتان والنفاق، وجماعة فلان ما يفهموا وشيخ افلان شايف نفسه وهذا ضد التيار!!!!! أقول بلا تيار بلا طيار بلا نفاق، سوف يحاسبنا الله فرادى وحتى المراجع حفظهم الله سيتبرؤون من حماقات ونفاق من يخالفون الشرع وإن ادعوا الإخلاص والتقوى فهم كاذبون حتى لو لبسوا في كل إصبع خمسَ خواتمِ، وحتى لو قالوا عنهم مثقفون لا تصدق. يقول السيد محمد تقي المدرسي «دام ظله»: إن العصبيات الجاهلية والتهم والغيبة، و... و... إنها تمزق المجتمعات المتماسكة وتعرضها لخطر الانهيار» - «إن المجتمع المسلم مجتمع ناقد، وكل مجتمع يتحمل مسؤولية ما يدور فيه من كلام، فإذا كان حقا أذاعه وإلا منعه ورده» ولذا علينا أن نفكر فيما نسمع وقبل أن نتكلم، فعن الإمام علي ع أنه قال «لا دين لمن لا عقل له»!!!

جنبنا الله وإياكم شرار الفتن وصحبة الجُهَّال وكل عام وانتم بخير.

وصلى الله على نبينا محمد وآله الأنوار.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
الباسل
[ um al hamam ]: 7 / 9 / 2010م - 4:55 ص
الله يجزاك خير يا أستاذ مقال جدا طريف ولطيف وجميل وأيضا صريح
أعجبتني (((نفخ الكفرات من ال تأفف)))
والطرح ألى الأن جدا منطقي وأيضا عقلاني رغم بساطة الحديث والأسلوب
أذا ما نحتاجه فعلا الآن نقطه هامه وهي :
التفعيل العملي لما قلت...
وأنا اشاطرك الرأي وأنا حاضر لما تقبل علية لاحقا
تحياتي لك أخي
2
أحمد المرهون
[ أم الحمام ]: 8 / 9 / 2010م - 4:06 ص
سلمت يمناك أخي الكريم
ها أنت كما عهدناك
الصراحة بكلماتك والابتسامة تملأ محياك

كلماتك البسيطة المعبرة تدغدغ الجراح التي تملأ جسدنا فعندها نشعر بالألم

وهذا الألم لا بد منه للعلاج

أشكرك وأشكر طرحك الهادف

تحياتي
أحمد المرهون