قناع
أرتضى لي الاختباء خلف جلبابه،ساحقاً شخصيتي،منحياً رغباتي .وحدها قراراته هي التي يجب أن تنفذ دون اعتبار لأي كائن فالقريب والبعيد سيان لديه..
آه كم كنت في قمة سذاجتي حين غلفت بداياتي معه بالرضوخ والإذعان بتبريرات واهية للحب فيها نصيب الأسد.
الآن أدركت أن الحب يسمو بالنفوس ويستحيل معه إلغاء من نهوى.،لكن ما فائدة هذا بعد انصرام تلك السنون بمرارتها ولوعتها!!
أي زوج هذا الذي لا يقيم وزناً لمن تشاركه تفاصيل حياته ولايولي التفاتة عطف لاحتياجات وأفكار أولاده!!
لا زلت أذكر أعز صديقاتي " ريم " والدهشة التي أنتابتها وكيف استقبلت كلامي ساعة بثثتها شكواي وتذمري من الأوضاع المتردية التي اكابد ويلاتها.:
ـ أيعقل أن يكون " خالد " بهذه الكيفية وهذا السوء وهو المعروف بين الناس بتقبله أفكار الآخرين!!
من يقترب منكم يلمس مدى التناغم والانسجام الذي يحيط علاقتكم.وهنا قاطعتها :
ـ ذاك مظهر زائف أمام الناس فحسب،لتزداد صورته لمعاناً وبريقاً يخطف أبصار من يتعامل معهم.
ـ وهل لدخوله في الانتخابات البلدية شأن في تلك البهرجة والخداع ؟
ـ بكل تأكيد.
ـ ناقشيه واستفسري منه عن إزدواجيته في التعامل قمة الديمقراطيه خارج البيت ورمز للديكتاتورية المخيفة داخله!!
ـ قد حدثته وأرعد وأزبد وكالمعتاد أنهى الحوار( عفواً الهيجان) قائلاً:الرجل هو سيد البيت .الآمر الناهي.وحياتنا أمر خاص بنا لا شأن للآخرين به.كما أن السلوك مع الغرباء تحكمه ظروف خاصة والفطن من يجيد ترتيب أوراقه وكسب المزيد من الأشخاص وتوظيفهم لتحقيق أهدافه.
ـ جحيم لا يطاق يشل حركتي ويبتر أعضائي ويصيرني فاقدة لإنسانيتي ، أبحث عن كيان لا أمل لي في استرجاعه مع وحش كاسر ،خداع الناس مطيته التي يتوهم أنها ستقوده إلى النجاح..