مدن «حاضرة الدمام» تدشّن فعاليات العيد ... اليوم
تنطلق مساء اليوم، احتفالات عيد الأضحى المبارك، في مدن حاضرة الدمام. وتستضيف الواجهة البحرية في الدمام فعاليات منوعة، تستمر لمدة أربعة أيام، منها مسرح أطفال، وألعاب هوائية، ومسابقات. كما سيقام مسرح مجهز للمهرجان يضم ثلاثة آلاف كرسي، للرجال والنساء، ومدينة هوائية، إضافةً إلى مشاركة شخصيات كرتونية، وفرق إنشادية وشعبية لأداء الفولكلور الشعبي، وفرقة ترفيهية، تقدم فقرات منوعة، وكذلك عروض الألعاب البهلوانية وألعاب الخفة، والرسم على الوجه والنقش بالحناء.
كما تشمل الفعاليات التي تنظمها أمانة الشرقية ومجلس التنمية السياحية في المنطقة، وصندوق المفاجآت، وعروض التحدي والإثارة، وبيت شعر يحاكي الجانب التراثي والشعبي، يشارك فيها صقارون. كما تقام جلسات شعبية للزوار، الذين ستقدم لهم القهوة وحلويات المعايدة بطابع تراثي. وقال الناطق الإعلامي في أمانة الشرقية محمد الصفيان: «إن فعاليات مماثلة ستقام في كل الخبر والظهران، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، التي ستتولى تنظيم حركة السير، وضبط الأمن أثناء الاحتفالات».
إلى ذلك، على أنغام «الهول اليامال»، تمايل مبارك بن عيسى (74 سنة)، يميناً ويساراً، لكنه لم يكن يعيش فرحة العيد بقدر النشوة التي كان يعيشها بالعودة إلى ذكرياته العفوية البسيطة، والانتصار على العادات التي جلبتها العولمة، والتي باعدت أجيال اليوم عن ماضيهم. بعد ان كان مبارك ورفقاء العمر من كبار السن، يعيشون «خوفاً» من اندثار المعالم والعادات التراثية، التي كانت تتربع في كل زاويا «فرجان» بلدة دارين (محافظة القطيف). لكن هذه البلدة استعادت أمس، جزءاً من تاريخها، بإقامة احتفال عيد الأضحى المبارك. ليكون باكورة لاحتفالات مقبلة، تساهم في المحافظة على العادات والتقاليد والموروثات والبحرية.
ونظم أهالي دارين على مدار اليومين الماضيين (الثلثاء والأربعاء)، احتفالاً بمناسبة العيد، «لاستعادة عادات تراثية وبحرية، كانت حاضرة في البلدة، بل كانت سمة بارزة فيها». وشهد المهرجان مشاركة مئة متطوع من أهالي البلدة. واستقطب المهرجان في يومه الأول ثلاثة آلاف زائر. وتضمن عددا من الأركان التراثية. فيما أقيمت حفلات غنائية شعبية، والعرضة السعودية، وسط تفاعل ملحوظ من أبناء دارين، وبخاصة ممن هجروا البلدة، إلى مدن أخرى، مثل الدمام والخبر ورأس تنوره وغيرها. كما تم تكريم ثلاثة من كبار السن، اثنان منهم تخطيا المئة عام. فيما شارف الثالث عليها.
وغابت الفعاليات النسائية عن المهرجان، على رغم الحشد النسائي الذي تواجد منذ ساعات مبكرة. ولكنهن غادرن مع نهاية المهرجان. وعزا المنظمون هذا الغياب، إلى «عدم كفاية الوقت والاستعدادات، إذ تحتاج الفعاليات النسائية التي تختص بالماضي وعلاقة المرأة في البيئة البحرية والتراثية، إلى جهد كبير، لتدريب المشاركات على المهارات المطلوبة، مثل حلب الأبقار، وصناعة الهريس، والمرقوق وغيرها».
وقال نائب رئيس اللجنة المنظمة للاحتفال عيسى الحمدان: «فكرة المهرجان الذي يسعى إلى إحياء تراث دارين، قدمتها مجموعة من الشبان، للحيلولة دون نسيان تاريخنا»، مؤكداً أن الاحتفال سيكون «باكورة لعدد من الاحتفالات المقبلة». وعزا أسباب غياب دارين عن الفعاليات التراثية خلال السنوات الماضية، إلى «عدم وجود أشخاص حفظوا التراث واستطاعوا توريثه للأبناء، بسبب قلة الوعي، وانشغال الناس بكسب الرزق، وانصرافهم إلى مشاغل الحياة اليومية. ولم يكن هناك توثيق أو اهتمام في هذا الأمر»، مضيفاً «بدأنا الآن في محاولة لإعادة إحياء التراث، وتقديمه بصياغة جديدة، تتناسب مع متطلبات الجيل الحالي، بهدف التفاعل معه، وتقبله كجزء من تاريخهم».
وأوضــــح الحمدان، ان فعاليات المهرجان تتضمن «العرضة السعودية، والفنون الخليجية المختلفة، مثل الليوه والعاشوري، إضافة إلى الفنون الحديثة التي تم صوغها في شكل جديد، إضافة إلى عرض التراث البحري، مثل صناعة القرقير وحظائر الصيد، وصناعة السفن، وكذلك أركان تراثية أخرى، مثل صناعة الخبز والمقهى الشعبي. كما تضمن المهرجان تكريم المعمرين، الذين تستضئ دارين في سيرتهم العطرة، وهم يحملون أرثاً خالداً، نحاول ان نجدده للأجيال المقبلة». وحول غياب الفعاليات النسائية، قال: «هي مطلوبة ومهمة بالنسبة لنا. ولكننا لم نستطع ان نقيمها، لأنها تحتاج إلى الوقت لإعداد المشاركات على العادات والمهن التي كانت تقوم بها المرأة سابقاً، والتي لا تعرفها بنات اليوم. ونتمنى ان توجد مشاركات في المهرجانات المقبلة».
موقع الحفلة في الواجهة البحرية ... وفي الإطار عرض تراثي. (علي العنبدي)