تقرير اجتماعي

الفتاة المسترجلة ظاهرة بدأت تنتشر !!

 

( انتبهي.. لا تعبري من هنا .. فهناك ثمة : فتيات مسترجلات !! )، هذه العبارة وغيرها تتناقل على الشفاه كلما شوهدت تلك الفتاة الرجل !!

رغم التحفظات التي تستهويها مجتمعاتنا إلا أن العدسات التقطت بعض الصور.

هل السكوت عن المشاكل يساهم في حلها ؟ أم أن عرض المشكلة بداية العلاج ؟!

كل له رأي، وبين هذين الفريقين تضيع الكثير من الأجيال، وفي خضم هذا الجوع والانحباس الذي تعانيه بعض الفتيات سارت قافلة الحروف نحو عرض المشكلة .. 

كل من يعيش الحرمان يسعى للتعويض، بشتى الطرق حتى يصل إلى حالة التوازن والاستقرار النفسي، ولعل الهرمون العاطفي لدى الكثير من الفتيات لا يقف عند حد، خصوصاً في بيئة بدأت سهام مغرضة في رشق ما تبقى من نزاهتها عبر مدفع التقانات التكنولوجية المفتوحة (24 ساعة)، الجوع العاطفي مؤلم، ويكاد يعتصر الكثير، البعض يتمالك، والبعض يحاول التوازن إلا أن الصبر يتضائل عند بعضهن فيولد من رحم اليأس مارد خطير مستسبع وشره يسمى : الاسترجال ..

الفتاتان الزوجتان.. أنه ضرب من ضروب التعطش الجنسي والعاطفي الذي يعصف بالكثير من أؤلئك الفتيات، إنه أفيون يعصف بما تبقى من أوراق الأنوثة، حالة من الأسى يدفع الكثير من أؤلئك لاتخاذ العشيقة، (فتاة رجل، وأخرى بنت) والحب بينهما يسعى لإيجاد الحل .. هذه باذرة صغير وخطوة خجولة من ذلك التطور المؤلم والوحش المارد المستفحل، ما يسمى ب : ظاهرة الاسترجال المخيف !!

** من هن هؤلاء النسوة ؟


قد يتباذر لذهن القارئ صورة معينة لتلك الفتاة، لكن الصورة التي سنعرضها ستكشف بعض الملامح، ولعلنا نضيف لما رسمته المخيلة بعضاً من الملامح الاضافية ليكون " زوم " التقريب بدقة متناهية قدر الامكان، وهذا ما أفصحته أحداهن، إذ تقول (ز.ت) واصفة أشكال أولئك الفتيات : ( شعر قصير للرقبة، ملابسهن.. شنطهن خاصة بالأولاد ..

ملابس رياضية  تتبع منتخبات  كرة القدم يرتدينها ...

 منافسة كل واحدة تحاول أن تكون أكثر تميزا في قدرتها لتقليد الرجال ..)، ونقترب من الوصف أكثر مع (ذ..) إذ تقول ومخيلة تفكيرها ترسم لنا تلك المشاهد التي لا تزال ماثلة أمامها : ( قصات رجالية تتفن في تحديدها وقد تصل لحد أستخدام شفرة الحلاقة لتغضي على الأنثى في داخلها، تحمل ملامح بسيطة أنثوية تكاد لا تلاحظ عتمتها دخان السجارة بين أنامل مسح المانيكير من عالمها، قميص رجالي مفتوح الأزرة  مرفوع الأكمام بلا مبالاة أو تيشيرت فراري،بولو،...

 وساعة رياضية تكسب اليد التي أن كانت تحمل أسوارة ناعمة لأكسبتها سحراً، وهناك في اليد الأخرى سلسلة أو طوق رجالي، وعطر رجالي نفاث، حركات خشنة وصوت مثل ذلك، خطوات كتلك التي للرجال..)، ويُضاف: (أصبح بعض الفتيات يشاركون الشباب في التحرش بالبنات ويضايقونهم، وتجد أن كل بنت مسترجلة لها صديقة ((قيرل فرند)) مثل ما يقولون, وهذه البنت المسترجلة مسيطرة على هذه البنت العادية وتفرض رأيها عليها وأوامرها, مثلا تقول لا تخرجي مع فلانة لأي مكان أو لا تذهبي للسوق لوحدك أو ....الخ.

لا والامر اشد من ما تتصورون حتى أن البنت المسترجلة تصرف على صديقتها وترفض ان يوصلها احد الى الجامعة او غيرها من الاماكن وكأنهما رجل وزوجته !! ).


** ماذا يصنعن ؟


وحتى لا تمتد أسورة الظنون كثيراً، نشير إلى أن هناك أنواع وأشكال من هذه الظاهرة التي تشاع تسميتها باسم (البويات)، ومن ملاحظة تقول (ز.ت) : ( بالنسبة للمسترجلات هناك نوعان : مسترجلات شاذات ..

ومسترجلات شكلا فقط، جاءت هذه الظاهرة لدينا تقليداً للغرب ..

 أو من المذيعات و الممثلات التي يحاكون هذه الظاهرة مثل : "......" برأي الخاص كثير من الفتيات تقليدا لها ..

البعض الله يكفينا شرهم .. مسترجلات وشاذات في نفس الوقت ..هذا اللي شاهدته في حياتي من المسترجلات ..) وتضيف (ز.ت) أيضاً : (البعض منهم شكلا مسترجلات .. ولكن بداخلهم أنوثة كبيرة ..

 مثلا وحدة منهن مسترجلة بشكل كبير في تصرفاتها و وشكلها لكنها في نفس الوقت مخطوبة و زواجها بعد شهر !! ) وخلف الكواليس أشياء لا تذكر، إلا بمقدار الإشارة السريعة التي يفهم القارئ منها المغزى والمراد، تقول (أ.ي) : ( حصل كثير أمام عيوننا بالجامعة انو تصادق بنات ويبادلونها الإعجاب والحب وأشياء أخرى غير لائقة معاملتها للبنت مثل معاملة الرجل للمرأة( ، أما (ذ...) فتضيف : (هناك فتيات تنصاع لهذه الظاهرة، ولإشباع رغبات ...

 فتجد الأهتمام من فتاة مثلها تشكلت وغطتها تصرفات ذكوري، فتنصاع لها وتشكو لها، وهي بالمثل تبادلها الأهتمام الذي تفقده في البيت فلا تجد المأمن إلا هنا، وقد تتواصل اللقاءات في بيوت الأثنتان  من دون أي مشاكل او أي شك ، قد تصل للخلوة  !! وهذا ما تفضله بعض الفتيات حتى لا تثار الشكوك حولها "على لسان مسترجلة  تائبة" ).

ندرك أن هذه الأنوثة غائبة لدى بعضهن، ولهذا يعتقد البعض أن هذا التصرف نتيجة تمرد لجوع عاطفي، أو اعتراض لبيئة ذكورية، أو حرية مزعومة تتمناها البعض، أو شذوذاً يتدخل الشيطان وسائل الإعلام في حياكتها، ولهذا تروي لنا مغامرة طائشة لبعضهن تقول (ز.ت) مستدركة : (على فكرة اليوم في الكلية صارت (هوشة) كبيرة بين مجموعة مسترجلات !! زي الأولاد اذا تهاوشوا بالضبط !!!)، إذا كان هذا بين المسترجلات أنفسهم، فماذا عن الضحايا من الفتيات السويات ؟!

** الخوف يعتلي الفتيات منهن !!


في وسط المجتمع النسائي المحافظ تنصدم الفتاة بوجود رجل يمسك يدها أو يضع أصابعه على كتفها، فتصرخ أو ينتابها الخوف من هذه الصدمة لدرجة الإغماء والذعر، يتبين أن هذا الرجل المتسلل ما هو إلا فتاة مسترجلة، هذا الخوف لا يحدث مجرداً لهول المفاجأة والصدمة بل النظرة المرعبة لهن يفرغ حالة من الخوف والاضطراب، تقول (هـ .ح) : ( ...وفي الجامعة بشوف اشكال عجيبة بجد، يعني للاسف بعض البنات نخاف نكلمها او نقترب منها حتى ما نمر من جنبها لانهم بجد اولاد !! )، إذا كان هذا في الجامعات فهل سلمت المدارس من هذا الشبح المخيف، إنهن يعاني ذلك، ويخشين العبور لقضاء الحاجة إذا تراءى لهن ذلك الشبح الحقيقي، تقول (ذ...)  : ( على لسان فتيات المدارس حدثتني فتاة عن مدرستها قائلة : فعلاً نشعر بالخوف ..ونشعر بأننا فعلاً بين أولاد، ونشعر بالنفور، وحتي نتجنب أماكن الخلوة أو-  أكرمكم الله - دورات المياه، خوفاً من أي تصرف سئ )، وتضيف مشيرة لإرتفاع النسبة في المدارس وتصاعد حالة الخوف إذ تقول (ذ...) : (وهناك حديث جرى بيني وبين صديقتي لدى زيارتها لمدرسة ابنتها، أستغربت من وجود البويات بصورة كبيرة، مما جعلها تسأل ابنتها فردت قائلة هناك الكثير، مما جعل صديقتي تضع نسبة لهم ثلاث أرباع المدرسة من هذه الفئة مما يجعل الأهل والفتيات يشعرن بالخوف من التصرف براحة وأمان في المدرسة)، أما فتاة أخرى تروي لنا حكاية عاشتها بنفسها مع فتاة مسترجلة، وتصف لنا أنهن يصنع عصابات كعصابات الشر التي تعرضها لنا شاشات الغرب، إذ تقول (أ.ي) : (هذي الحكاية حصلت العام الماضي ..

احنا تعايشنا معاهم بالمدارس والجامعات وتحملنا الكثير، فتاة اقل ما أقول عنها شاذة تميل للرجولة في تعاملها ولبسها وشكلها الخارجي، يعني مظهرها مظهر رجولي ما تشعر انها بنت ابد...

 حصل انو في نفس المدرج اللي انا فيه بويه - يعني بنت مسترجلة - كنت أخاف من نظراتها وحركاتها الغير لائقة بالمرة، وأنا وصديقاتي نحاول انو نتفاداها لكن كانت تلاحقنا بنظراتها وين ما نروح، مرة كنا بالكفتيريا نفطر مع بعض الصديقات وكان بأيدي (مكس كوفي) حسيت بحركتها الكريهة فما كان بأيدي غير الكوفي رميته بوجها وعلى ملابسها - وهذي أول مرة اسويها بحياتي - بس من الشيء الي حصل منها بدون وعي صار الي صار وعلا صراخ البنات فطلبتنا العميدة وامتثلنا امامها قلت لها كل شيء كانت تسويه معي ومع البنات الي يخافون منها ومن المافيا الي وراها من البنات صاحباتها، سوو لها تعهد انها ما تقرب لنا لا من بعيد ولا من قريب ...)

** الظهور العلني للظاهرة ..

هذه الحالة تناقلتها وسائل الاعلام بشكل مستفيض في دول الخليج العربي، وعكست ردود الفعل السلبية تجاهها، وصاحب كتاب "المسترجلات" الصحفي علي القحيض يصرح أن : " الامارات هي الدولة الوحيدة بالخليج التي اعترفت بالظاهرة وقررت مواجهتها باطلاق حملات شاركت فيها وزارتا الشئون الاجتماعية والتربية والتعليم والشرطة "، فمتى سنعترف بهذه الظاهرة ونسعى لحلها؟!، لننظر ما حولنا لنجد الظاهرة تزكم الأنوف، تحكي الأخت (ز.ت) معربة عن استيائها لتفشي هذه الظاهرة في مجتمعاتنا المحلية إذ تقول : ( حضرت زواج في القطيف .. لأول مرة أشاهد المسترجلات في مجتمعنا و بشكل واضح جدا ، 5 أو 7 مسترجلات تقريبا مع فتيات بكامل أنوثتهن .. بالنسبة لي تساءلت أي جرأة تمتلكها بنت لتظهر مسترجلة في مناسبة نسائية كزواج ؟!! )، ومع كل هذا الظهور الفاحش، نجد التستر والعلن، تقول (أ.ي) : (...وترى كثير نسمع عن بلاويهم بالمدارس المتوسطة والثانوية وبعض المدارس تسكت عنهم عشان ما يذاع انو المدرسة هذي فيها بويات ويخسرون الطالبات !!).

** اسباب تفشي الظاهرة ..


يعتقد البعض أن هذه الحالة تظهر في مرحلة مبكرة من العمر، وتستمر هذه العادات شيئاً فشيئاً حتى تسيطر على كيان المرأة فتصبح هذه الشخصية "الذكورية " ملازمة لها، إلا أن البعض يشدد على خطورة مرحلة الإعدادية ( مرحلة المراهقة) لكونها المنطلق الحقيقي لها تقول (ز.ت) : ( لاحظت أن المسترجلات الأغلب تكون في فترة مراهقتهن.. ) ثم تضيف متحدثة عن الدافع النفسي لذلك بقول : ( يحاولن إثبات وجودهن بتصرفاتهن الذكورية و لفت الإنتباه.. وأعتقد أن الأسباب متعددة لهذه الظاهرة و إن كانت متشابه !! )، إلا أن أخريات يأكدن أن هذه الحالة تتكون نتيجة لتربع الجوع العاطفي في المنزل خصوصاً، إذ تقول (ذ...) متحدثة أن أحداهن أعترفت  : (بأن للأهل يد في هذا، وأن فقدان الرعاية والأهتمام والحب في البيت هو السبب !! )، ثم يمتد بها الحديث معلقة عن الدواعي لحدوث الظاهرة إذ تقول (ذ...) : ( قد تكون ضحية انفصال أو طلاق، قد تكون ضحية رفاق السوء، والانخراط في بيئة سيئة، أو تكون عن طريق التربية، أو الأندماج بكثرة في مجتمع الذكور،ونمط التربية الذكورية، التي قد تكون فيه الفتاة  وحيدة وتربية الأولاد في طريقة اللعب، اللباس والتصرف والتفكير عدم التوجيه من قبل الأهل في حال ملاحظة اي تغيرات غير سوية على الفتاة ومساعدتها  في إثبات قدرات أو أفكار و توجهات غير طبيعية كنوع من التشجيع أو كنوع من عدم المبالاة أوعدم تدارك  مدى خطورة الأمر، وقد يكون حالة نفسية ، أو غير طبيعية لا يتم  علاجها ، او التهاون في علاجها، او الشعور بأنها عبارة عن مرحلة وستزول دون تدارك مدى الخطر، قد تحتاج لمد العون ، قد تحتاج لمساعدة، قد تحتاج لدعم حتى تنتشل من هذا الطريق)، أما (أ.ي) فترى أن الانشغال عن الأولاد والتربية هو السبب إذ تقول : ( ...والسبب التربية وانشغال الوالدين عنهم ونسيانهم ورميهم من قاموس التربية الصالحة في زمن الضياع !! )..


** هل هناك أعذار ؟

البعض يعتقد أن هذه المشكلة ليست ظاهرة اجتماعية صرفة أو موضة متمردة على الواقع بامتياز، بل أنها حالة مرضية كما تقول في العيادة النفسية الأخصائية (.....) لأحد المستشفيات : (هي حالة مرضية فيسيولوجية لها آثارها الاجتماعية والنفسية، إذ يعيش الفرد حالة من الاضطراب النفسي والسلوكي نتيجة للأزمة النفسية...)، ثم تضيف : (هذه الميول والاضطرابات السلوكية التي يمر بها الفرد، ليست بإرادته بل نتيجة لعزوفه عن هويته التي ظهر بها في المجتمع، وهروبه منها إلى هوية أخرى، ويأتي هذا نتيجة الخلل الفسيولوجي والخلقي الذي يعيشه)، وفي الأخير أضافت قائلة : ( إن الفتاة التي تختلط منذ الصغار بالرجال وتجالسهم وتتصرف كالشباب وتتحرك مثلهم بشكل مستمر وترتدي ملابس الرجال وتحلق كالرجال، فإن غددها ستفرز هرمونات ذكرية مثل ''لتسترون''، ما يؤدي بالتالي إلى تغيرات فيزيولوجية، تظهر على الصوت والجسم والشكل العام للفتاة، وهذه التغيرات يمكن ملاحظتها من خلال الصوت الخشن والأكتاف العريضة، وحتى بروز الشعر في الوجه والبدن عموما)، وفي العيادات الطبية  يقول الدكتور "....." - مختص في التوليد وجراحة وتشخيص الأعضاء التناسلية – : (هناك حالات التباس نوعية وجنسية طبية نادرة صادفتها، والتي يولد بها مولود لا هو بالذكر ولا هو بالأنثى، ولكنه يحمل الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى معا...)، ومن ناحية الخلل الهرموني يقول : (أما في عملية خلل الهرمونات فشيء آخر، فقد يكون هو ولد وبه جميع الأعضاء التناسلية الذكرية، ولكن يظهر أن صوته مثل صوت البنات، والعكس تكون أنثى ويكون صوتها صوت رجل، ولها حركات الأولاد، وفي هذه الحالة بعد الفحص يتم البحث عن علاج أولا. وقد يكون هناك اضطراب في الهرمونات، وهذا يمكن علاجه عن طريق تقوية الهرمون الذي يتناسب مع نوع العضو التناسلي في جسم المريض، ولابد ان يتم الاكتشاف في كل الحالات قبل السن ال 12 حتى ينشأ كل نوع وهو يعرف نفسه، ولا يتعرض لمشكلات نفسية فيما بعد).


** وفي الختام قد يتسائل البعض عن ما هي الخطوات العلاجية لهذه الظاهرة؟!، وفي نظرنا أننا يجب أن نعترف بوجود المشكلة أولاً؛ فالتستر عليها يفاقم الداء، وعليه يتوجب علينا مناقشتها بشفافية، لنضع الحلول المناسبة لاجتثاثها من الأصل .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد العبد العال _أبو جواد
[ أم الحمام ]: 7 / 1 / 2011م - 3:08 م
أشكر أخي الكاتب لأنه تطرق إلى ظاهرة خطيرة يجب علاجها ومحاصرتها والتي هي نتاج التربية الخاطئة والتأثر بالفساد الغربي ونتاج عدم الوعي من الوالدين ونتاج انعدام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الديني والثقافي والإعلامي والمدرسي ونتاج عدم تطبيق القوانين في المدارس وغياب الأمهات عن متابعة المدارس وكذا عدم تلاقي الجمعيات بالمدارس . دامت توفيقاتك .