مجمع قلوب الوافدين (الشيخ العمري)
في وقت نتجلبب بجلباب السواد وهو أمارة الحزن في شهري المصائب والاحزان التي مر بها الآل الكرام وفي اربعين الحسين ع والمواكب تزحف للزيارة ولاتخشى من السلبيات التي تعترض طريقها،وفي مجلس كساه السواد وتوشح به جلاسه يفاجأون بالنعي المؤلم لأب حمل في طياته الحنان لكل من يرد عليه وينسيه همومه وهو يشعره بالرعاية التي ترسم الدفء على قلبه والأبوة الحانية وهي التي عودها رجال العلم المخلصين لأجيالهم اللذين يعيشون في أوساطهم من أجل أن يرسموا البسمة على شفاههم ونقل المعلومات من الرسالة السامية التي جاء بها سيدالانبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله ﴿ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك﴾، فكانت دماثة الأخلاق التي يحملها هي المطيبة للنفوس الوافدة إليه.
وفقده اليوم خسارة كبرى على المدينة وأهلها في الشخص الموحد للكلمة المحافظ على الشعائر والراعي لرواد العلم والمنتشر ذكره في كل الآفاق فلا يحط أحد رحله في المدينة إلا وهو يؤم هذا البيت الزاخر بهذا العلم الذي جذب القلوب إليه بل أصبح ثقة المراجع العظام على مدى ستين عاما منذ حط رحله في المدينة راجعا من حوزة العلم الأم النجف الأشرف فبيته موئل لاستقبال العلماء في كل عام وحتى،وهو في حالة الإرهاق والتعب لم يمتنع من استقبال الوافدين إليه ولم تتوقف عطاياه الكريمة لذوي النفوس المحتاجة من الفقراء والمساكين والأيتام وطلاب العلم ولم يجعل من التباهي والشهرة والإعلام طريقا لمسلكه ودافعا لرفعته بل نهض بأعباء المسئولية وتحمل الصعاب في الحفاظ على المدينة وأهلها وقدم الغالي والرخيص ممالا نتحمله مما مر به وسلم أهل المدينة مفتاح باب سلامها ليحصل لهم العيش الرغيدبها فكانت كلمته المضمدة للجراح والسفينة التى تحملهم الى شاطئ الأمان فرحم الله العلم الحجة "الشيخ محمد علي العمري" رحمة الأبرار وحشره مع محمد وآله الأطهار.