«التاتو» يغزو مشاغل نسائية بالأحساء
في ظاهرة غريبة عن عادات وتقاليد المجتمع المحافظ ومرفوضة دينيا قوم مشاغل نسائية بمحافظة الأحساء بتقديم خدمة جديدة لزبائنها من السيدات والفتيات تتمثل في «التاتو» باعتباره تقليعة جديدة في عالم الجمال، مثل رسم الحواجب وتلوين الشفاه ورسم أشكال وزخارف غريبة أو كتابة عبارات بعينها.
واللافت للنظر ان المراهقات هن الأكثر إقبالا على موجة غريبة تحاكي «الموضة» العصرية وتقليد مجتمعات غربية. وحمل أشخاص أمانة الاحساء مسؤولية ما يحدث داخل تلك المشاغل لعدم قيامها بفرض رقابة عليها، منوهين الى رصد العديد من المخالفات لها مساس مباشر بالصحة العامة وعادات وتقاليد المجتمع المحافظ. ولفتوا الى قيام مشاغل نسائية باستقطاب عمالة وافدة من النساء غير مؤهلات يتقن فقط هذا العمل دون مراعاة للصحة ونقل الأمراض المعدية جراء استخدام إبر في الرسم عادة تكون غير معقمة، وقد تستخدم لأكثر من مرة.
وأكدت وفاء بخش صاحبة مشغل نسائي في المحافظة تفشي ظاهرة التاتو بصورة كبيرة بين أوساط النساء، منوهة الى قيام مشاغل نسائية بتقديم هذه الخدمة بأقل الأسعار دون الالتفات للأضرار الجسيمة التي قد تلحق بالذين يلهثون وراءها.
ركض وراء الموضة
وأوضحت أن «التاتو» عبارة عن إدخال إبرة مليئة بأصباغ كيماوية في طبقة الجلد السطحية بمنطقة الحاجب وهي أكثر منطقة بالجسم حساسية . وأضافت أن ما يحدث في المشاغل النسائية من اعمال التاتو فيه مخاطر على الصحة العامة وهذا مرفوض على جميع الاتجاهات الإنسانية والدينية والطبية محملة الفتيات اللاتي يرتدن تلك المشاغل جزءا من مسؤولية ما يحدث جراء ركضهن وراء الموضة دون الالتفات لمخاطر قد تصيبهن. وأبدت مريم عبد الله رفضها للتاتو لحرمته شرعاً ولأنه يعتبر تشويها للبشرة مبينة انه التاتو في البداية جميل وبعد فترة يتغير لونه إلى الأخضر ولابد من تكراره ما يزيد المخاطر الصحية.
وبينت الأخصائية النفسية نوال محمد أن الدراسات الحديثة تقول : إن غالبية الذين يقدمون على التاتو مصابون باضطرابات سلوكية وانحرافات ومشكلات نفسية، منوهة الى أن سبب لجوء فتيات إلى التاتو هو الفراغ وعدم إحساسهن بالثقة والأمان ممن حولهن، بالإضافة إلى عدم وجود توعية دينية ومسؤولية ذلك تقع على أولياء أمورهن. وقالت «نورة» : انها تضع وتاتو على كتفها عبارة عن فراشة وحروف صغيرة لزوم الموضة، منوهة الى تأثرها بما يعرض على الفضائيات خاصة ما يتعلق بالموضة.
وقالت «فاطمة» : إنها تمارس هذه المهنة منذ 4 سنوات في منزلها ويقصدها كثير من الفتيات، مشيرة الى أنها اكتسبت المهنة خلال سفرها إلى دولة عربية. وأضافت بقولها : نقوم برسم بعض الأشكال والزخارف والحروف على مناطق متفرقة من الجسم، منوهة الى انها تعمل في مشغل نسائي يقوم بعمل جميع رسوم ( التاتو ) ولم يتم منعه من أي جهة رقابية مع علمهن بما نفعل. وبين الدكتور مصطفى سامي أخصائي جلدية وتجميل ان الوشم من أخطر التقليعات التي يؤذي بها الإنسان نفسه، وأن أغلب المواد المستخدمةكيميائية سواء في الحبر أو الصبغات الصناعية، وهي صنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابة محذرا من تلوث دم الإنسان عند ثقب الجلد واختلاط الدم بالتراب والملوثات خاصة باستخدام الإبر الملوثة في رسم الوشم لعدة أشخاص، وبالتالي نقل ميكروبات وفيروسات كفيروس التهاب الكبد الفيروسي والايدز والتهابات الجلد البكتيرية، وبالتالي قد تؤدي الى التحسس الجلدي والاكزيما وحتى الصدفية من الأصباغ المستعملة في الوشم، وكذلك الإصابة بسرطانات الجلد مثل سرطان الجلد القاعدي وغيرها من الأمراض.
سرطان الجلد
وأكد إجماع العلماء بفتواهم في حكم الوشم ( التاتو ) بأنه لا يجوز ، وهو محرم بإجماع العلماء. من جانبه أكد وكيل أمانة الأحساء للخدمات المهندس عبد الله بن محمد العرفج أن استخدام التاتو عن طريق الحفر بالإبر واستخدام الألوان الصبغية غير الطبية، ممنوع والامانة تحارب هذه الظاهرة.
وأضاف تعتزم الأمانة ضمن إستراتيجيتها زيادة عدد المراقبات لفرض رقابة صارمة على التجاوزات خاصة لدى مشاغل نسائية تتعامل مع التجميل، منوها الى ان الأمانة تحرص على صحة الخدمات المقدمة للمواطن وانها لن تتباطأ بفرض غرامات ومنع هذه الخدمة.