تفضلوا عليّ بالضيافة!!
يقول صديقي: " ربما نلتقي ذات مساء في زنزانة واحدة، حينها سيكون للشاي مذاق آخر! ".. لا شك أننا كتبنا سوياً حول الشاي، إلا أنني اخترته مغربياً فيما سبق.. واليوم أختاره محلياً ولي رشفة معتقة يحلو لي الحديث بعدها عن وطني.. إذ أرتشف وسكره يدغدغ مشاعري لتخرج من الصميم باقة زهرية يشمها كل من يعشق الحرية ويتسلق قمة الكرامة وإن كان ثمنها باهظا..
في وطني كل ما تقوم به محرماً لأنك خرجت ليس على القانون، بل على كتاب الله ودين محمد .. فأنت مرتد وكافر وزنديق وتطول الألقاب المتألقة «...» لكونك طالبت بالإفراج عن من لا ذنب لهم!!
في وطني أنت مباح الدم، لكونك رفعت صورة الشيخ العامر البطل الصنديد المغوار وتضامنت مع قضيته..
في وطني أنت بلا كرامة.. لكونك رفضت فتوى علماء البلاط.. ممن يلعقون أحذية الملوك ويلمعونها جيداً..
في وطني أنت مزبلة ولا مكان لك إلا في النفايات.. والسجن مكان راقي قد تدنسه، لكونك خرجت عما يرتئيه ولي الأمر.. أولم تقرأ قوله تبارك وتعالى: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، والله قرأناها وحفظناها، إلا أنه «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»!!
في وطني.. في وطني.. يكفي أنها بلاد الحرمين.. بلا حرمة فيها لأحد..
فمتى تضرب النساء علناً؟!.. ومتى يعتقل العالم الرباني الشريف؟!.. ومتى يسجن الرجل المسالم العفيف؟!
نقولها صرخة مدوية ليسمعها كل ذي ضمير يعتنق الإسلام: «يا للمسلمين.. يا للمسلمين..»
متى تقف هذه المهزلة..؟! متى يقف هذا التخبط؟!.. رجل يطالب بالإصلاح، فيودع السجن!!
ورجل آخر يطالب بالإفراج عنه فيودع السجن كذلك؟!
ولربما رجل آخر يطالب بالإفراج عن كل أولئك فيودع السجن معهماً أيضاً؟
حينها ستكون أمسية جميلة.. نحتسي فيها الشاي معا ً!!