لكي تطالب بإصلاحات، يجب أن لا تكون شيعياً

 


نعم، لأنك إن كنت كذلك.. فسوف يترتب على مطالبتك أمور عدة:
1) ولاؤك لإيران.
2) تحمل أجندة خارجية.
3) تابع لحزب الله الشيعي.
4) الإصلاحات ما هي إلا غطاء لقلب النظام.

تتصفح المواقع العامة لتجد العديد يتكلم عن الثورة المصرية والتونسية بنوع من العدل، وكيف أن الشعب طالب بإسقاط نظام تربع على صدورهم سنين عدة وكتم أفواههم عدة عقود، وتسمع كيف أن خطباء المساجد بدؤوا يدعون إلى الثوار بالتوفيق والى ثورتهم بالنصر، والكل كان قلبه متعلق بالشعبين المصري والتونسي وحتى بالليبي واليمني في الوقت الحالي.
وعندما نصل الى البحرين تتغير المفاهيم والرؤى لتجد أن هذا الشعب الذي لا يريد تغيير النظام وإنما يريد عدة إصلاحات قد أصبح عميلاً لدولة شرقية، مجوسية، تكره السنة وتضيق الخناق عليهم.
وتجد الموضوع انقلب بقدرة قادر الى أوضاع السنة في إيران وحالتهم الصعبة جداً جداً.
تسمع بعض من ينتسبون الى التيار الديني وكيف أنهم يتكلمون بكل وقاحة عن الوضع في البحرين وكأن أهلنا هناك قد عاثوا في الأرض فساداً وخربوا الممتلكات العامة والخاصة من أجل إرضاء "أسيادهم" الإيرانيين!! 
حتى "الشيخ" القرضاوي توقعت شخصياً أن يصدر بياناً يدين فيه المجازر التي ترتكب ضد الشعب الأعزل في البحرين مثلما فعل تجاه مصر وتونس وليبيا، ولكنه هذا اليوم قد ظهر في خطبة الجمعة ليقول للمصلين إن المتظاهرين في البحرين هم طائفيون يحملون صوراً لرموز خارجية!!
وأنا بدوري أقول: ماذا تريدون أن يفعل الشعب البحريني لكي لا يكون طائفياً؟
لآخر لحظة من كتابتي لهذه السطور والمتظاهرون يهتفون بصوت واحد "سلمية... سلمية"، "لا سنية لا شيعية.. وحدة وحدة إسلامية"... كلها شعارات تنادي بالوحدة وتثبت أن التظاهرات التي قاموا بها ما هي إلا مظاهرات سلمية للمطالبة بعدة إصلاحات فقط لا غير، والجيش يرد بالرصاص الحي على من يهتفون!!
بل إن البعض ممن يعتبر نفسه "غيوراً" على دينه قد حرّف بعض الشعارات الموجودة في الصور من أجل أن تثبت كلامه مثل عبارة "لا للعربي الخوان... تحيا تحيا إيران"!!
يقول أمير المؤمنين عليه السلام "حدث العاقل بما لا يليق. فإن صدق فلا عقل له".
هل يعقل عربي مسلم يسب العرب من أجل إيران!! وهو عربي.
أمور كثيرة تحتاج الى تعقل قبل أن تُقال من قِبل بعض من ينتمون الى التيار الديني لأنهم يكيلون بمكيالين ولا يرون الأمور إلا من منظار واحد وهو المنظار الطائفي الذي نخر الأمة الإسلامية وجعلها ممزقة بالفتنة البغيضة .
الشيعي البحريني هو مواطن مسلم شيعي له حقوق المواطنة كاملة ومتساوية مع المواطن المسلم السني لأنهم لا يختلفون إلا في بعض الفروع البسيطة ضمن المذهب فقط ولكن المواطنة لا تحمل أي نوع من الكراهية على الانتماء المذهبي أياً كان.
لم ينظر المسلمون الشيعة الى ما يحدث في مصر وتونس وليبيا واليمن على أنه ثورة سنية بل وقفوا معها في محنها، ولم يفرقوا بين هذا وذاك، بين مسلم ومسيحي، بين سني وشيعي. بل كانت الثورة واحدة وتجلياتها ومطالبها واحدة، ففي مصر مثلاً رأينا المسلم مع القبطي يداً واحدة ضد الظلم، وكذلك في اليمن حالياَ.
ولكن، في البحرين هناك من سيتضررون مما يحدث من مطالبات شعبية واسعة، وأفضل طريق لوأد هذه المطالبات هي بث سموم الطائفية البغيضة إعلامياً؛ لنجد المتعطشين للفتن وبعض المنتسبين للتيار السلفي المتشدد يتلقفونها بروح سوداء تريد الفساد للعباد.
ومهما فعلت فأنت "رافضي" ولاؤك لإيران، لأنك لا تستطيع إثبات عكس ذلك، ومهما حاولت ذلك فإنهم لن يرضوا عنك، يقول الباري عز وجل: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة :120].

ولكن، ماذا لو كان المعتصمين هم من إخواننا أهل السنة؟
ستجد القنوات تعمل ليل نهار من أجل أن "تظهر" الحقيقة التي يعاني منها المعتصمين، ستجد خطب المساجد قد ألهبت الأئمة من أجل نصرة الإخوة في البحرين، تسجد أن مطالبهم شرعية، حتى ولو طالبوا بإسقاط النظام، ستجد أن المنتديات تغص بالمعلقين حول الظلم الذي يتعرض له المعتصمين.
ستجد خطوط الإمداد تتوافد على المعتصمين من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، وقد تجد من ينادي بأن سبب تأزم الأوضاع هم الشيعة الرافضة!!

لذلك، فإذا أردت أن تطالب بإصلاحات.. يفترض أن لا تكون شيعياً.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد العبد العال _أبو جواد
[ أم الحمام ]: 23 / 3 / 2011م - 6:32 م
جاء في الرواية هن علي ع

(زإن أحدكم ليُعير بولايتنا كما تعير الزانية بزناها!!!!)

وهكذا لأننا وإيران تجمعنا الولاية لعلي ع تجد التعيير الإعلامي والاجتماعي والثقافي وال....هاي هي القصة