أسوار
انتبه من نومه مرهقا أنفاسه متلاحقة وعرقه يتصبب سألته زوجته عما به أجابها بتذمر لا شيء ، حاول أن يعود للنوم لكن ذاك الحلم يشغل باله، انتظر الصباح بفارغ الصبر وحاول أن يجد من يفسر له حلمه ، أشار عليه أحدهم بأن يذهب لشخص معين معروف بتفسير الأحلام .
ذهب إلى ذلك الشخص وحكى حلمه قال له " رأيت كأني أمام حديقة جميلة مليئة بأنواع الزهور ويزيد جمالها نغمات الطيور التي تحلق في سمائها ولكنها محاطة بأسوار عالية وكلما حاولت تجاوز سورا منها واجهني آخر إلى أن أنهكني التعب وصحوت من النوم وأنا متعب متأثرا بحلمي "
صمت المفسر لحظات ثم قال له إن حلمك يشير إلى أن حياتك مليئة بأشياء جميلة كثيرة ولكنك تحيط نفسك بحواجز تمنعك من التمتع بهذه الأشياء، حاول أن تطلق العنان لنفسك لكي تستمتع بجمال الحياة من حولك .
رفع حاجبيه مستغربا هذا التفسير شكر المفسر وخرج من عنده وحالما أغلق الباب وراءه بدأ يتمتم ( ياله من جاهل حياة جميلة وحواجز من أين جاء بهذا الكلام ) .
عزم قي قرارة نفسه أن يحاول نسيان هذا الحلم إلا أن الحلم تكرر أثناء نومه في الليلة التالية .
استيقظ من نومه بنفس حالته في الليلة السابقة ولم يستطع معاودة النوم من جديد شغل تفكيره بين الحلم والتفسير الذي قيل له .
أسئلة عديدة تمر بذهنه ما هي تلك الحواجز التي تكلم عنها المفسر وما علاقتها بالأسوار في الحلم ربط بين الحياة الجميلة في كلام المفسر والحديقة الغناء في حلمه .
خرج من المنزل يريد ان يتمشى قليلا عله ينسى ذالك الحلم , أخذ يراقب العالم من حوله متسائلا أين جمال هذا الكون ؟ لا أرى إلا فوضى عارمة وضحك وصراخ ولعب !
لفت انتباهه تجمهر الناس في حديقة الحي حول فرقة استعراضية تستعرض للناس فنونها . ابتعد عنهم بعد أن نظر إليهم نظرة اشمئزاز وهو يتمتم بسخرية .