بناء القصيدة والثقافة الشعرية أبرز أهدافها مؤسسة اعلامية تتكفل بإصدارات صوتية للشعراء
ثقافة الدمام تختتم أول دورة تدريبية للشعر في المملكة
عندما تبدأ الموهبة بطريقها الصحيح وتتغنى في بلدها المعطاء، متذكرة فضل الوطن وشعور المواطن تجاه وطنه، بهذه المشاعر بدأ الشعراء الشباب بوصف وطنهم، خلال الدورة الشعرية الأولى على مستوى المملكة والتي نظمتها لجنة التراث والفنون الشعبية بجمعية الثقافة والفنون في الدمام، معلنين أن تكون خطواتهم الثابتة على أساس علمي أن تكون عبر حب الوطن، مساء أمس الأثنين.
أحد المواهب الشابة المتدرب سلمان السويلم، لم ينسى أحد القامات الوطنية التي خدمت بقوله:
ياغازي ماغزيت إلا على شي حصله صيت
غزيت بقدرة اللي ملهمك شيٍ سطى نوره
رحمك الله ياغازي رحمك الله عدد ماجيت
ف بال الشعر وف بال المواطن لأنصف شعوره
كما أعلن محاضر الدورة الأولى في الشعر الشعبي الشاعر والناقد عبدالرحمن البجيدي عن نجاح الدورة التدريبية في الشعر والتي هدفت إلى التوسع بالمجالات الشعرية والثقافية والارتقاء بالموهبة، جاء ذلك بكلمته عن محاضري الدورة في حفل الاختتام، منوها أن الفكرة ولدت ونوقشت بقدر من الاهتمام ومدى الأهداف المراد تحقيقها على أساس علمي، مضيفا أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة مشتملة على علم العروض والقافية والابتكار والفنون وشعر التفعيلة والموال والشعر الغنائي مستمرة ستة أسابيع إلى الولوج إلى عالم الشعر بخطى ثابتة وواثقة.
وقد قدم البجيدي مادة أساسيات الشعر الشعبي وما يتعلق بالعروض وطواريق الشعر الشعبي، مشيدا في مستوى المتدربين و تفاعلهم مع المادة بشكل مذهل .
كما اعتبر مدير فرع جمعية الثقافة والفنون راشد الورثان هذه الخطوة التي قدمت من خلال لجنة التراث والفنون الشعبية التي خطت خطوات قوية في مجال الشعر والتراث، بأنها شهادة ميلاد لمواهب شعرية قادمة لخدمة الشعر.
وتأتي الدورة هي إحدى برامج لجنة التراث والفنون الشعبية التي يرأسها الشاعر فالح الدهمان، الذي يشير إلى أن هذه الدورة هي الأولى على مستوى مناطق المملكة كافّه، والتي تأتي ضمن أهداف اللجنة المرجوة تجاه أفراد المجتمع، في الاهتمام بالمواهب الشعرية، واتجاههم إلى الطريق الصحيح وتثقيفهم ثقافة أدبيه بحيث ينهى الدارس هذه الدورة وهو مستفيدا دروس في أساسيات الشعر والتعرف على الفنون التي يشملها .
ويضيف الدهمان قائلا : أن اللجنة تبدا السبت المقبل بتسجيل الراغبين في الدورة التدريبية الثانية، شاكرا ومقدرا جهود مدير الفرع السابق عيد الناصر الذي دعم الفكرة وسهلها وكذلك مدير الفرع الحالي راشد الورثان ومدير الأنشطة جبران الجبران على دعمهم وثقتهم التي نستمد منها حافزا قويا لمواصلة العمل من أجل الارتقاء إلى المستوى المطلوب بالمهام التي أوكلت إلينا ونسأل الله دائما التوفيق والنجاح .
شارك في الاحتفال الشعراء ببعض قصائدهم وهم: راكان سياف العتيبى، علوش المطيري، مؤيد السويكت، محمد الربع، سلطان القحطاني، سالم الدريهم، منور العونى، على المحسن وسلمان السويلم.
اشتملت الدورة التدريبية على "أساسيات الشعر، العروض، البحور، الوزن، القافية، وكتابة النص الغنائي، والاوبريت، والشعر الحر، التفعيلة، والصورة، والفكرة، والإبداع، والابتكار".
تناوب على تقديم هذه الدورة المحاضرين "عبدالرحمن البجيدي، محمد عيضه، علي الدرورة، ومحمد عيسى".
المدرب محمد عيضه، أوضح أن تقديمه في هذه الدورة تأتي مساهمة منه في الحراك الذي تتبناه جمعية الثقافة والفنون بالدمام وهي بعنوان (محاولة لفهم الإبداع والابتكار) وفلسفة الحالة الإبداعية ومحاولة تبرير صفة الإبداع، وأنها حالات إبداعية مدعمة بشواهد شعرية منتقاة بعناية، وهي محاولة كان التفكير والتمحيص فيها بصوت عال مع المجموعة، لأن من أهم أهدافها تعزيز أو تحفيز استقلالية الذائقة والشخصية الأدبية للمتلقي من خلال تفهم اختلافاتنا واستيعابها قبل ائتلافاتنا.
ويضيف أن الجدية والالتزام هي السمة الغالبة على المشاركين في هذه الدورة, وكان تفاعلهم ونقاشهم الدائم إثراء كبير لنا كمجموعة.
كما قدم الباحث علي الدرورة، الموال أساسه وبداياته واشهر مؤديه، بالإضافة إلى الدوبيت والأبودية والميمر والعتابا، وهي من الفنون الشعبية، بالإضافة إلى تقديمه النص الغنائي وكيفية كتابته وطرح العديد من القصائد المغناة وكيفية كتابة الاوبريت والقوالب الشعرية.
الشاعر المتدرب علوش المطيري، شارك لأجل معرفة بحور الشعر وكيفية وزن القصيدة، مستفيدا من هذه المشاركة التي وجد فروقا في كيفية التعامل مع البحور.
الشاعر علي المحسن، الذي يكتب الموال وبعض النصوص الغنائية، يشيد بما قدم من مادة أكاديمية شعرية لما يتمتع به المدربين من روح عالية لتفهم أراء الدارسين وتوجيههم بالطرق الصحيحة لما يخدم مسيرتهم الشعرية، بالإضافة إلى الاستفادة من حيث تنوعها في تعلم البحور الشعرية والتفعيلات وحالات الإبداع، ملاحظا التغير في كتاباته وثقافته الشعرية من حيث بناء القصيدة على الأوزان العلمية وليس كما في السابق الكتابة بالسليقة، متمنيا أن تعقد مثل هذه الدورات مستقبلا، لكلا الجنسين مع التوسع في تقديم مواد الدورة وبالتالي زيادة وقت الدورة.
الشاعر سلطان بن عبدالله آل مرزوق، يقول عن مشاركته في هذه الدورة كون هذه الدورة تعقد لأول مرة بهذا الشكل والمستوى والمضمون على مستوى المملكة العربية السعودية والخليج هذا بحد ذاته دافع للالتحاق بمثل هذه
الدورة للتعرف على مضامينها، أما من الناحية الشعرية فأنا شخصياً وكثير جدا من الشعراء كان الشعر لدينا بمثابة موهبة ولدت مع الشاعر وخلال السنوات التي مضت كنت أقول الشعر، واكتبه بالفطرة وبشكل يتوافق مع اللحن مما يعني سلامة القصيدة في الوزن والقافية، إلا انه ينقصه كالكثير من الشعراء الإلمام ببعض النواحي الفنية وكذلك بحور الشعر كاملة وتفعيلاته، وتعليم القالب الشعري وكذلك العديد من النواحي الفنية الخاصة ببناء القصيدة، ومطورا لثقافته الشعرية، ومشيدا آل مرزوق بالمحاضرين وحضورهم القوي في الساحة الشعرية الأمر الذي يزيد من ثقة الملتحق بالدورة.
الشاعر علي سالم عيسى الدريهم، يرى أن الأسباب التي دفعته للالتحاق بالدورة هي حب الشعر الفصيح والنبطي وكذلك كتابة الشعر باحتراف ومعرفة البحور الشعرية ونقد القصائد من خلال وزن القصيدة والقافية، وان المادة المقدمة تحقق أهداف طلاب الدورة من وجهة نظره ويعتقد أنه وجهة نظر الجميع من خلال حديثه معهم، وان ماقدم من قبل المحاضرين الذين تميزوا من الإبداع والإتقان والأخلاق والمستوى العالي، مستفيدا الكثير الكثير في أساسيات الشعر وعلم العروض والقافية والتفاعيل وأمور كثيرة جدا
وكذلك الإبداع في الشعر ومحفزاته وقد وجد فرق كبيرا قبل الالتحاق بالدورة في تطوير ثقافته الشعرية ومعرفة أمور كثيرة كان جاهلها في الشعر .
جاء الحفل برعاية مؤسسة ستار ميديا للإعلام التي تكفلت بألبوم صوتي لكل شاعر في الدورة الأولى والدورة الشعرية القادمة، دعما لما قدمته اللجنة للشعر والشعراء ورعاية للمواهب الشعرية التي من خلالها سيكون انطلاقهم مبني على معرفة وثقافة شعرية مدروسة.
لمتابعة التغطية المصورة على فيس بوك أخبار أم الحمام facebook