حضرها عشرات الأدباء والشعراء
"الوكر الثقافي" يحتفي بديوان "المَحو" بإحياء أمسية شعرية
أقام "ملتقى الوكر الثقافي" أمسية شعرية مساء الأربعاء الماضي في مدينة القطيف، والأمسية التي أحياها الشاعر ثامر مهدي تأتي احتفاء بديوانه الثاني "المَحو" الذي ألقى الشاعر منه قصائد عدة، مثل قصيدة "العتمة والحقيقة"، وقصيدة "جثمان".
وقدم الأمسية الشاعر محسن الزاهر الذي استعرض بداية سيرة الشاعر الذاتية، وجزء من مسيرته الأدبية، وقال: "إن الشاعر أصدر ديوانين، الأول لولا النهر والمرايا، والثاني المَحو". وليس بعيدا عن النصوص الشعرية النثرية التي حملها ديوان "المَحو" ألقى الشاعر قصيدة عمودية يتيمة عن بلدته "التوبي"، وعنها قال الشاعر: "إن القصيدة تأتي على نمط قصيدة للشاعر أحمد شوقي، كتبها في دمشق".
ومن النصوص التي ألقاها قصيدة "جثمان":
اليوم ألطف مما هو متوقع
أظنه بداية الخريف
يا من تتوجهون بي إلى حيث سلامي الأبدي، لماذا العجل؟
أمامكم ثلاث ساعات قبل انقضاء النهار
تمتعوا بمنظر الغروب
لا يحدث أجمل منه في الخريف
يا من ترددون صيحات مخيفة، ما يفيد هذا الصخب؟
لقد شبعت منه في حياتي
تأملوا فقط
ألستم متفوقون بما فيه الكفاية
أتمنى أن أدفع لكل واحد فيكم أجرة حملي
وأنتم يا من تحزنون، لا تحملونني مزيدا من العناء
قد تمنيت أن أبقى معكم وقتاً أطول
لكن الأمر ليس بيدي
وستتعودون
ستأخذكم الأيام سريعاً إلى النسيان
لا تسألوا أحداً كيف يحدث النسيان
إنه مثل النوم تماماً
أظنه بداية الخريف
اليوم .. ألطف مما هو متوقع
من جهته أكد الشاعر منير النمر في قراءة لديوان المحو قرأها في الأمسية على أن الشاعر ثامر مهدي تمكن من تقديم رؤية مختلفة عن ديوانه الأول "لولا النهر والمرايا"، وأضاف "بين دفتي ديوان "المَحو" أجد الشاعر ثامر مهدي مرسخا شاعريته عبر ديوانه الثاني، يقول في قصيدة "الطريق الخاوي": "الحدَّاد نافخ الكير كما يُدَّعي، يروي نكاتٍ لزبائنه اللطفاء، سمعتهُ يصيح: وااااااااااهٍ، ممثِّلا دور الوردة التي قصفها منجلٌ يُصلحه". وتابع " عادة ما يمزج الشاعر في لغته الشعرية بين النقيضين محولا كلماته المبعثرة إلى صيغ شعرية مقبولة، بل ومختلفة عن ما يدور التراكيب الشعرية التقليدية التي ألفها قارئ الشعر، كما أن الشاعر يعطي أمثلة واضحة على ما يريد من رسائل، ولو تأملنا المقطع السابق "ممثِّلا دور الوردة التي قصفها منجل يُصلحه". فسندرك بأن النص الشعري القائم على السرد القصصي (الحكاية) يضع نافخ الكير بين نقيضين، أوهما (الوردة) التي تمثل كل ما هو رقيق وجميل، وثانيهما (المنجل) الذي يعبر عن كل ما هو شديد وقاتل، وكأن الشاعر أراد إيصال رسالة مفتوحة على كل الاحتمالات من ناحية التأويل، وكما هوَ لا أريد التوقف عند تأويلي تاركا المجال لمخيلة القارئ الذي قد يصل لمعانٍ تختلف جذريا عما وصلت له".