جزيرة تاروت تشيع "طفلة الحافلة" إلى مثواها الأخير
في مشهد درامي حزين شيع أهالي جزيرة تاروت بمحافظة القطيف الطفلة خولة أحمد آل محمد حسين «7 سنوات» التي توفيت السبت الماضي بعد إن نسيها سائق الحافلة التي تستأجرها إدارة المدرسة وقت دخول الطالبات في الصباح ولم يكتشفها السائق إلا وقت خروج الطالبات في الظهر.
وشارك في الجنازة أعداد كبيرة من المواطنين من جزيرة تاروت والبلدات المجاورة وسيطرت حالة من الحزن الشديد على المشيعين وتم دفن جثمان الطفلة في مقبرة المصلى المركزية، ووضعت أكاليل الورد على قبرها، وسط مشاعر حزن وأسى. وكان أهل الطفلة قد استلموا جثة ابنتهم أمس من الطب الشرعي في مستشفى القطيف المركزي بعد انتهاء الإجراءات الرسمية لاستلامها ودفنها في مسقط رأسها بجزيرة تاروت.
وقال والد الطفلة احمد آل محمد حسين الذي يعيش في حالة ذهول مستمرة حزنا على فراق ابنته الوحيدة، ابنته نامت داخل الحافلة ولم تنزل الى المدرسة في مدينة سيهات مع زميلاتها وظلت في الحافلة بينما توجه السائق بها ليوقفها بالقرب من منزله في حي الدخل المحدود بجزيرة تاروت، وعندما عاد السائق بعد خمس ساعات وجدها مسجاة داخل الحافلة جراء تعرضها للاختناق وتم إعلان وفاتها في المستشفى لتبدأ المأساة في منزل الأسرة.
وطالب عدد من الأهالي بإجراء تحقيق عاجل مع المدرسة والسائق لكشف ملابسات وقوع الحادث الأليم الذي راحت ضحيته طفلة بريئة، والوقوف على مدى التزام المدرسة بالعمل على توافر الإجراءات والتي من شأنها العمل على ضمان أمن وسلامة طلابها.
وذكر مالك المدرسة الأهلية تيسير الخنيزي إن الطفلة قد تم نسيانها من قبل السائق في الحافلة منذ الصباح بالرغم من انه قام بتفتيش الحافلة الا انه لم يجد الطفلة.
وأوضح أن إدارة المدرسة تعاملت على أساس أن الطفلة متغيبة عن المدرسة .
لافتا الى انه تم اكتشاف وجود الطفلة في الحافلة في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف ظهرا، وذلك فور خروج الطلبة للعودة بهم للمنازل، مما تسبب في انهيار السائق ، مشيرا إلى أنه تابع الحادثة شخصيا منذ اكتشافها.
فيما واتهم والد الطفلة إدارة المدرسة والسائق بالإهمال والتقصير اثر تركها بحافلة المدرسة حتى الموت ونفى أن تكون المدرسة قد اتصلت بالأرقام الخمسة التي تركها لديها للاتصال في حالة الطوارئ أو تعرض الطفلة لأي مكروه، بما في ذلك رقم هاتفه الجوال، مشيرا إلى انه يحمل إدارة المدرسة وسائق الحافلة المسئولية كاملة، نافيا في الوقت نفسه مزاعم مالك المدرسة بقيام إدارة المدرسة بالاتصال بأهل الطفلة للإبلاغ عن غيابها وان أحدا لم يرد على الهاتف، لافتاً إلى أن سائق الحافلة كان يفترض أن يكون لديه كشف بأسماء الطالبات عند الركوب أو الخروج وتفتيش الحافلة بشكل دقيق جداً، مؤكدًا أن التقرير الطبي أثبت أن ابنته توفيت نتيجة بقائها في مكان حار للغاية لمدة طويلة وفارقت الحياة قبل وصولها المستشفى بساعتين.
وفتحت شرطة المنطقة الشرقية التحقيق في وفاة الطفلة وقال مساعد الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية الملازم أول محمد بن شار الشهري انه لم يتبين لجهة التحقيق وجود شبهة جنائية في الوفاة وجرى عمل اللازم ولا يزال التحقيق جاريا.
وأكد مدير إدارة الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية فهد العنزي على إن إدارة التربية والتعليم بالشرقية بدأت التحقيق في القضية، مشيرا الى أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة بمثل هذه القضايا.