حسن آل حمادة: أحداث الربيع العربي تكشف مبدئية المثقف من عدمها!
يقول الكاتب حسن آل حمادة «إذا قلنا إن المثقف بمثابة ضمير الأمة، فهذا يستلزم حضوره في محطاتها الساخنة، ولا يخفى أن أحداث الربيع العربي وتداعياتها، هي الامتحان الذي يكشف مبدئية المثقف من عدمها! فلطالما تغنى المثقف بكرامة الإنسان وحقوقه وحريته، وها نحن نعيش ساعة العزف العملي على إيقاع هذه السيمفونية، فلا يصح أن يحضر المثقف حين تهدأ العاصفة، لتصدق عليه حينئذ مقولة الشاعر:
«لا ألفينك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادي»!
فالجماهير في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ الأمة، بأشد الحاجة لصوت المثقف، وإن غاب، عد في حزب من يقولون ما لا يفعلون، وبجدارة!
ولعل من الصعوبة بمكان أن نفصل بين العمل الثقافي والسياسي في الكثير من الأوقات، فكل منهما يتداخل مع الآخر، تأثيرا وتأثرا».
ويضيف آل حمادة «لا يخفى أن جماهير الأمة تتساءل: لماذا يغيب بعض المثقفين عن الساحة وهي تموج وتضطرب؟! كما تساءل ذات يوم فرانك فوريدي في كتابه: «أين ذهب كل المثقفين»؟
وبخصوص انشغال المثقف بالسياسي على حساب الثقافي، خاصة في المواقع التفاعلية والاجتماعية، فأقول: من الطبيعي أن ينشغل المثقف بأحداث الأمة وهي تعيش حالة من الغليان، وهو هنا كمن يقف على الجمر، ونحن نطالبه بأن يمتنع عن الصراخ! وأنى له ذلك؟ وأتصور أن المثقف يطبق في مثل هذه الحالة مقولة: «لكل مقام مقال»! لذا نجده يكتب - في الفيس بوك أو تويتر-، عبارات ومقولات تعكس تفاعله مع يجري من ظلم على الشعوب التي تئن وتستغيث، من قمع جلاديها! وتفاعل المثقف بهذه الكيفية يحسب له لا عليه، والصحيح ألا يتعلل بعض المثقفين عن التفاعل مع قضايا الأمة بذريعة الانشغال بالثقافة، فلا خير في الثقافة، إن لم تنهض بنا وبواقعنا».