بلطجية ابن زياد
بلطجية ؟
هذه الكلمة دخلت معجم حياتنا السياسية والاجتماعية والأدبية بسبب رياح *الربيع العربي*التي جابت المنطقة العربية بنزع الملك والسلطة من ملوك العراق ومصر وتونس وليبيا وما سيأتي به زمن العجائب .
تكوينها اللغوي ؟
*بلط+جية*هي صيغة لغوية مكونة من( الاسم المصدر + ياء النسبة ) كما نقول هنا (صهوني+ة) نسبة للحركة والجماعة اليهودية ثقافة وعملا ، طبعاً هذه اللفظة مصرية الجغرافيا استخدمها الأتراك في العهد العثماني.
*بلطجية*من بلطجي نسبة العامل إلى حرفته ك: القهوجي و البنشري و المكوجي .وإضافة التاء ينقل المقصود من المفرد إلى الجمع فتقول: هؤلاء بلطجية أي مجموعة تنتمي لهذه الثقافة كالعلمانية و البعثية والرأسمالية والفاشية ووو .
معانيها اللغوية؟
بعد البحث والتحري في (المعجم الوسيط) وجدت أبرز معاني* البلطجي * كالتالي:
- الذي يفرش الأرض بالبلاط وهو من يمتهن هذا العمل عندنا في مؤسسات البناء والعمارة.
- المفلس ،الذي لا يملك شيئاً.
- البلطجية هم حاشية الحاكم وأعوانه.
- البلطة هي الحديدة التي يقطع بها الفأس الخشب.
- البلطي أحد أنواع السمك الذي يعيش في بحر مصر.
معالجة* من هذه المعاني نقول :إن البلطجي هو رجل مفلس فقير لا يملك شيئاً من المال أو الوعي والكفاءة العلمية كما يسميهم البعض (حوش- بجم - غجر-علوج)، يستغلهم الطغات في الأزمات من أجل تقطيع وحدة المجتمع من خلال تخريب الشباب و بيع السلاح والمخدرات وإثارة الفوضى في المظاهرات،وذلك لتمهد وتبلط إلى جنود الطغاة الضرب واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا وتوسيع الاعتقالات وقتل الأبرياء والقضاء على الثورات الشعبية الخالصة من العمالة والأجندة الخارجية ،والتي تطالب بحقوقها التي أقرها الإسلام وكل المنظمات الإنسانية في العالم.
البلطجية وأخواتها
:لدينا الكثير من المصطلحات التي جاءت في التاريخ والتي تعبر عن ثقافة البلطجية، أكانت من القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة أو الزيارات أو الأدعية المقدسة أو كتب التاريخ الإسلامي والتي أبرزها :
الشرذمة – الأراذل - الجلاوزة – العصبة - السفهاء – الصعاليك – أعوان الظلمة – أما في العصر الحديث ظهرت لها موديلات وأسماء منمقة معادة التصنيع منها: المرتزقة – المافيا – الإرهابيون –المتشددون – الخلايا النائمة – أذناب النظام – العملاء.
الألقاب
:وربما لقب هؤلاء البلطجية سادَتهم أو لقبهم سادتُهم بألقاب وأسماء توحي للمجتمع الإسلامي والعالمي بالخير والفخر للإسلام أو الشعب ،كالرشيد والمأمون والمعتصم بالله ووو ،وتستمر هذه الكذبة الشيطانية لسيف الإسلام وسيف العرب .
وفي الغرب نفس اللعبة تدعيها عصبة الأمم( الكفر ) المتحدة ومجلس الأمن( القمع )الدولي .فهي تستخدم كلمات تلبس على شعوبها الحق بالباطل :محور الشر- والإرهابيين - الفوضى الخلاقة -عملية السلام - التعايش مع إسرائيل - دولة ديمقراطية- الحرية- حقوق الإنسان!!!
وفي الدول العربية : مسميات بالمقلوب كقوات حفظ النظام والأمن العام ووو، فالمسميات لصالح وخدمة الشعب لكن الواقع عكسه!! فهم يمارسون عبر هذه المؤسسات الاضطهاد والإذلال والقمع ونهب الثروة وأموال الشعوب والمتاجرة بكرامتهم وحريتهم في فلسطين والعراق وأفغانستان والسودان ، والبحرين واليمن و و و .ولا ننسى تلك الجماعات الدينية التي تقتل الأبرياء بعنوان الجهاد والإصلاح حتى شوهوا صورة الإسلام في الغرب وأعطوهم الذريعة لاضطهاد إخواننا الأفغان وغيرهم من الشعوب المسلمة .
قصة من تراث البلطجية 60ه
:ذكر الشيخ عباس القمي _عطر الله تربته_في كتابه (نفس المهموم) أن من ألاعيب ابن زياد اللعين على أهل الكوفة ،أنه أخذ يبعث إلى كل قبيلة برجلين منتحلين شخصية رسل من الإمام الحسين !!
فإن أعطتهم القبيلة البيعة للحسين بلغوا ابن زياد باسم القبيلة حتى يمنع عنها بيت المال (الرواتب) ثم يقتل أعيانهم ويروع أمنهم كما يسمى الآن حرب إبادة أو تطهيرعرقي!!!
وإن رفضت القبيلة البيعة وكانت من أعداء علي ع ومن النواصب، الذين حاربوا عليا في صفين و الجمل و النهروان, باتوا ليلا ثم يقتلون من القبيلة رجلا أو رجلين بالغدر ثم يهربون !! حتى يزيد عداؤهم للحسين ونهضته وليشوهوا صورة نهضته عند بقية القبائل .
تماما كما تفعل الحكومات الظالمة حيث تدس بين الثوار من أتباعها من يخرب ويحرق ويقتل ثم يذيعون في الإعلام أن هذا من فعل الثوار المخربين والخارجين على القانون التابعين للأجندة الخارجية!!! وحقيقة هم بهذا الدور خدم للاستعمار علموا أم لم يعلموا .
من تاريخ البلطجية الحديث 2011م:
نفس الأسلوب يستخدمه الطغاة اليوم في القنوات الإعلامية التي تقلب الحقائق فتجعل الضحية هي القاتلة وهي الظالمة والمخربة وهي التابعة للأجندة الخارجية و و و وقد رأيتم كيف نشروا صورة المواطن الشهيد الذي دهسوه بالسيارة حتى أصبح كالثوب المقطع ثم ادعوا أنه رجل أمن !!! و ادعوا في إعلامهم أن المتظاهرين هم الذين قاموا بهذا العمل الوحشي !!! وهنا أتذكر قول النبي لعلي ( يا علي : لا يبغضك إلا منافق) ومن صفات المنافق إذا حدث كذب في الإعلام وغيره / وإذا خاصم فجر ورَوَّع وهجَّر وهتك وهدَّم ودمَّر وأحرق القرآن وقتل أبناء الرسل واستخدم الأسلحة المحرمة !!وكله باسم الجهاد و حفظ الوطن و وأد الفتنة!!!
قد تختلف المسميات في فكرة الملك ، من رئيس الجمهورية أو أمير البلاد - أو ملك أو شيخ أو غيرها من المصطلحات في معجم السياسة ، لكن الحقيقة تبقى واحدة وهي الملك والقهر والبطش والاستبداد بالسلطة والقرار السياسي وتوهين أحكام الإسلام والتبعية لدول الكفر واللعب بمقدرات بيت مال المسلمين (خزينة الدولة) وتقييد الحريات التي أقرها القرآن والرسول الكريم ص ،وكل المنظمات الحقوقية في العالم والتي تتعارض ومصالح الشيطان الأكبر ودول الاستحمار.
التحليل النفسي في الآية (ينزع الملك ممن يشاء)
الآية الشريفة دقيقة في تعبير *ينزع* تنبئ هذه اللفظة عن حالة المتسلط وهي حالة الخوف من الزوال وحالة القلق والتمسك بالملك فهو يشعر بالقهر والفزع والصدمة النفسية إذا عارضه أحد لأنه يشعر أن الحكم ملك له وليس وظيفة متاحة لأي شخص من الشعب يمتلك الكفاءة في الحكم سيأتي بعده بالانتخابات الشعبية، وهذا ما يفسر البقاء على الكرسي المتحرك لبعضهم أكثر من 30 سنة حتى يشيخ ويشيخ شعبه وتشيب دولته.
تطبيق الطغات للآية بالمقلوب!!
يقول سبحانه ( ينزع الملك ممن يشاء ) قد ينزع الله الملك والسلطة بموت الحاكم كشارون اليهود أو انتهاء فترته أو إسقاطه كما حدث لمبارك وصدام العراق، المشكلة أن الطغات يطبقون الآية على المواطنين فتراهم يسرقون وينهبون ويتملكون الأراضي والشركات ووو بالقهر والغلبة من أي مواطن فقير أو غني كاسب أو تاجر بلا أي دراسة أو تورع، ممن يشاؤون و ياليتهم يعوضون المواطن وإن عُوض فإنه يعامل كالمتسول والمتكَرم عليه (كالطرار). ومن المناسب هنا قول الشاعر الراحل ألجواهري عندما يتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي :
لنا حقٌ يُؤخذ بالتماسِ **** وباطلهم يُؤخذ بالسلاحِ
لا تلوموني ! والمنظمات الحقوقية في العالم !
هكذا عندما تداس كرامة المواطن العربي مسلما أو مسيحيا شيعيا أو سنيا ،هكذا عندما يكون الظالم له هو الحاكم نفسه، وعندما يتوسل ويتضرع ويذوب من الاضطهاد
هكذا عندما يغصب حقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم ويرى المجنسين أو الأجانب يرفلون في النعيم وهو ابن الأرض يغرق في الفقر والعوز والبؤس والأزمات المالية والاجتماعية والأمنية والثقافية، فلا تلوموا إذا لجأ للمنظمات الحقوقية العالمية للتظلم وفضح الحاكم الظالم وهذا مصداق لكلمة حكيم الدهر علي بن أبي طالب ع (من ضيعه الأقرب أتيح له الأبعد)!!
*ختاما يقول الحديث الشريف (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)!!!
من قبل شعوبكم الجائعة أو من قبل شركات الاستعمار التي تعبد مصلحتها حتى لو كانت مصلحتها تستلزم إزاحة أو قتل هذا الحاكم فإنها ستبيعه بأرخص الأحذية!!!
دعاء شريف*لكرامة الإنسانية:
(اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة)
– يحصل الإنسان فيها على العيش الكريم والغنى عن الحرام ،ويجد الكرامة والحرية بالعبودية لله وحده وعدم الخضوع والحاجة إلى دول الكفر والطغيان.
– صفتها الأساسية ومهمتها الرئيسية-
تعز بها الإسلام وأهله – فلا يجتمع أن تعز الدولة الإسلام وفي نفس الوقت تذل أهله بالإهمال أو التآمر مع دول الكفر وتذل بها النفاق وأهله – الذين يمشون في الأرض مرحا بقتل شيعة علي وتشويه صورة الإسلام والمسلمين!!
ولكن هل لنا دور فيها ؟
هل ستهمش هذه الدولة شعوبها ورعاياها ؟
وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك – لن تكون هذه الدولة الإلاهية المهدوية في مؤخرة الدول ،بل هي الحاكمة والقائدة للعالم بيد إمامنا المهدي الموعود بالنصر الإلهي المؤزر.
وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة)
*والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الأنوار..