المرأة ليست قائدة للفساد

 

في معرض الأيام المنصرمة تطالعنا قفزة من التغييرات التي قد تولد في الأيام المقبلة في المسرح الخليجي، ولكن تغفو عيوننا عن جوانب أخرى، فمثلاً نجد السعي نحو توحيد العملة، وفتح الأطر الجمركية بين دول الخليج بالبطاقة الذكية، وغيرها، ولكن تبقى النظرة السعودية التشائمية قائمة على قدم وساق فيما يتصل بالجانب النسوي، حينما نضع نون الإناث تحت المجهر، سنلاحظ أن الأجواء مزكومة بعوالق "مسبقة التفكير" لا يمكننا أن نتجاوزها، الحديث ليس عن سياقة المرأة للسيارة، ولا عن جزئيات بسيطة محظورة على النساء في السعودية، الحديث حول : الهوس من المواضيع التي ترتبط بالمرأة، نظرتنا السعودية للمرأة مشوبة بأشياء كثيرة، منها : المرأة قطعة حلوى.. يجب أن تحفظ بعيداً عن الذباب !!، المرأة كائن ضعيف.. يجب أن تحاط بالجلاوزة والحراس، المرأة ذات عقل مشوب بالعاطفة وقراراتها غير ناضجة.. فلا سبيل لأن تقود ذاتها فضلا عن قيادة الجماهير.. ولا غنى لها عن رجل قائد، فالحصافة لا تولد إلا في أدمغة الرجال وحسب !!

كثيرة هي الأفكار السعودية  التي في عقولنا حول المرأة ، وقد تلبس التقاليد ثوب الدين مراراً، وإذا تشبثنا بنص ديني بفهم مغلوط فإن الكارثة هي التي تقع وهذه القناعة الزوبعة محال أن تتحرك قيد أنملة، العقلية المحافظة قد تكون مضحكة أحياناً لكونها بسيطة التفكير في بعض شؤونها وتقبل بالتلقين كثيراً  دون تمحيص، والنص الديني يؤثر فيها أيما تأثير، والبارعون في اقتناص النصوص يوظفون لثقافتهم جيداً، لهذا نجد أن هذا التيار في صراع دامٍ مع الآخر المختلف، ومقاطع الفيديو مليئة بالساخن منها..

الدوامة المرتبطة بالإناث مؤلمة، والتغيير يجتاح الأمة والمنطقة، وبعض النساء ترى أن التخلف صفة ملازمة لها، وفي ذاتها مطلب التغير مدوياً وملحاً، لذا نجد أن البعض ممن يقفزن في الهواء طلباً للحرية يُخطئن الطريق، وقد تُسقطهن الرياح في مكان سحيق، التمرد على التقاليد قد يلتهم تمرداً على الله والقيم، ولا يغني القول يوم الحساب : " إن البقر تشابه علينا " !!

فقد يُطلب من عالم الشريعة " الرجل" أن يتحرك حثيثاً لإنقاذ هذا الفتيل الذي يوشك أن ينفجر، فالعباءات المخصرة والأخرى المزركشة والخصلات المتمردات والأصباغ والألوان تتمزق من خدورها، وقد تتفاعل الغيرة على نساء المجتمع  فلا تحمد العاقبة عند المتعجلين..

ولكن النداء المتعقل هو نداء الفطرة، المرأة ليست شيطاناً وقائداً للفساد كما يعتقد البعض غير مصرح، المرأة إنسان ولد على الفطرة كالرجل تماماً، والسحب لجذور الفطرة السليمة هو المرتكز والحل، المرأة الواعية اليوم تعرف كيف تقود المجتمع؟! فضلاً عن قيادة ذاتها، والعلم ليس منحصراً على ميم الذكور، إذ أن لتاء التأنيث نصيب.