تفتيش أم تطفيش ؟!

 

الاستفزاز لا يحشم صغيراً ولا كبيراً، لا عالماً ولا رجلا بسيطا من سائر المجتمع، ولكن لماذا لا تكن قبضاتنا يداً واحدة، وإرادتنا صارمة حينها فقط سيهزم الجمع ويولون الدبر !!

نقاط التفتيش المتخمة بالمركبات العسكرية أمست وشمة عار غير مستحبة في جبين مجتمعنا العزيز، فلماذا لا نقتلع هذا الاستفزاز قبل أن تقع الكارثة لا سمح الله، الطوابير تتجاوز الحد المعقول، والعرقلة واضحة تسبب الغليان في ضمائر الناس، البعض يحطم سيارته في طرق وعرة ليتفادى نقاط الاستفزاز، والبعض يغلي على أحر من الجمر، ينتظر تحرك السيارة التي أمامه وعيناه مثبته على ساعته تراقب إهدار الوقت دون فائدة، البعض يخرج عن طوره بإصدار المنبهات المرتفعة حتى يبح صوتها، والبعض يقف جانباً لكونه استنكر على رجل الأمن سوء معاملته الفاحشة !!

رجل الأمن من وظيفته التهدئة وحراسة الآمنين، ولكن ما يشهده الجميع أنهم هم من يرعبون الآمنين ويشهرون السلاح لأبسط الأحوال، كنسيان بطاقة الأحوال مثلاً، يروي لنا الصديق الإعلامي آل حمادة قصته من خلال تغريدته قائلاً : (نسيت بطاقة الأحوال المدنية، ففتح في وجهي السلاح، ولولا هدوئي؛ لسقطت شهيدا !!)، لم تنتهي حلقات الشهادة في منطقتنا، ولا نتعجب ولا نستغرب حينما نسمع أن شهيداً جديداً إلتحق بالركب، ظاهرة طبيعة أضحت نشاهدها بين لحظة وأخرى، وعلى أقل التقادير بعض الجرحى وبعض المتخمين بالرصاص، ما كنا نشاهده من أفعال إسرائيل بالأبرياء، أصبحنا نشاهده في أبنائنا وإخواننا، حادثة آل حمادة لم تكن جديدة حتى نتحدث عنها، ولكن المؤلم أن هؤلاء لا يقدرون أحوال أحد ولا يحترمون مكانة أي شخص، (مكانك الجيب !) هذا ما قاله الجندي حينما قال له : (أنا إعلامي وكاتب وسأدير أمسية ثقافية بعد لحظات!)..

إن هذا اللون من التصعيد لن يثني شباب الحراك عن مواصلة الطريق، فالإهانات التي يتلقاها المجتمع ستكون وبالاً على حملة السلاح، ولكن البعض من جلدتنا لا ينتبه ولا يعير لهذه القضية بالاً، حتى يقع الظلم والجور بشخصه الكريم حينها سيعلن بوقه بالتذمر، " إذا حلقت لحية جارك فاسكب الماء على لحيتك"، نقول : لو تكاتفنا لانتصرنا، وما يشجينا حقيقة أن بعض مواقعنا الإلكترونية ضعيفة المتابعة ومتأخرة في عرض الأخبار العاجلة، ففي أي لحظة قد يتعرض الإنسان للخطر، وإن هذه المواقع الشريفة هي سلاحنا بعد الله، لأنها ميداننا الذي به نتحرك، فغيرنا يحمل سلاح الرصاص ونحن نحمل رصاص الكلمة، وسنرى من سيفوز يا أصحاب البنادق المحشوة بالقطن ؟!