التنافس

 

 

 

التنافس تفاعل في السعي بين نفسين أو أكثر لحيازة ما هو نفيس.

فقد يتنافس شخصان أو أكثر على الحصول على وظيفة محترمة أو تحقيق مركز مرموق أو الوصول إلى موقع متقدم في مجال من المجالات العلمية أو الأدبية أو غيرها.

فالتنافس لا يكون إلا فيما يظن المتنافسون أنه نفيس، أي يمثل قيمة عالية عندهم، فيسعى كل واحد منهم للظفر بذلك الشيء النفيس.

ولأن الإنسان قد يقع في الخطأ في تشخيص النفيس من غير النفيس، مما يسبب ضياع سعيه وخسرانه، لذا فقد وجه القرآن الكريم إلى ما ينبغي التنافس فيه، فقال تعالى:
﴿وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (26) سورة المطففين.

يقول صاحب تفسير الفرقان معلقا على هذه الآية: إن التنافس في نعيم الآخرة يرتفع بأرواح متنافسيها جميعا، بينما التنافس في أمر الدنيا ينحط بها جميعا، إلا أن يكون لدنيا الآخرة، فدنيا المتقين آخرة، ولأنها مزرعة الآخرة، لا يبصرون إليها فتعميهم، و إنما يبصرون بها فتبصّرهم وتقربهم إلى اللّه زلفى.

فعلى المؤمن التنافس في ذلك، تاركا تنافسات الهوى والردى.

ويقول الإمام علي: فلا تنافسوا في عز الدنيا وفخرها.

أما الإمام الصادق ، فيوجه لباب من أبواب التنافس الشريف إذ يقول:تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله، فإن للجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا.

المؤمنون في تنافس شريف دائم مع ذواتهم ومع غيرهم، ولذلك فإنهم في حالة رقي وتطور لا تقف عند حد أبدا.

المؤمنون يتنافسون بينهم في الحب، فكل واحد منهم يريد أن يتفوق في حبه للآخر. يريد أن يكون حبه لأخيه أكثر من حب أخيه له، لأن ذلك معيارا للتفاضل بينهم.

فعن الصادق : مَا التَقى مُؤمِنانِ قَطُّ إلّا كانَ أفضَلُهُما أشَدَّهُما حُبّاً لِأَخيهِ.

وعن عليّ بن جعفر : قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ : أيُّنا أشَدُّ حُبّاً لِدينِهِ ؟ قالَ : أشَدُّكُم حُبّاً لِصاحِبِهِ.

ما أجمل أن نجري اليوم مسابقة بين أعضاء حزب الحب لنرى من يحب الآخر أكثر.

دمتم في محبة.. جمعتكم مباركة.. أحبكم جميعا.

شاعر وأديب