حب فوق العادة

 

 

 

 

مما رواه الفريقان أن النبي قال لعلي : لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.

رواه أحمد في مسنده، والترمذي والنسائي في سننهما، والطبراني في الأوسط، وأضاف الأخير: من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، وحبيبي حبيب الله، وبغيضي بغيض الله، ويل لمن أبغضك بعدي.

نحن اليوم أمام رواية/ بشارة لكل محب لأمير المؤمنين تتحدث عن عبد أسود مملوك لبني النجار، توفي فانكشفت مكانته، وظهرت للناس قيمته، وأعلن النبي سبب نيله المكانة الرفيعة بقوله لعلي : والله ما نال ذلك إلا بحبك يا علي.

لقد كان الرجل يعلن حبه لعلي عليه السلام، كلما رآه، حيث أنبأ علي عن ذلك بقوله: وَ اللَّهِ مَا رَآنِي قَطُّ إِلَّا وَ حُجِلَ فِي قُيُودِهِ وَ قَالَ يَا عَلِيُّ إِنِّي أُحِبُّكَ.

والحجلُ هو المشي في القيد. قال الأزهري كما في لسان العرب: الإِنسان إِذا رفع رِجْلاً وتَرَيَّث في مشيه على رِجْل فقد حَجَل. إذن هي مشية خاصة تدل على الاحترام والتوقير. لنقرأ الرواية كاملة بتمعن وتأمل:

 "رَوَى الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فِي مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ إِذَا أَسْوَدُ تَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الزُّنُوجِ مَلْفُوفٌ فِي كِسَاءٍ يَمْضُونَ بِهِ إِلَى قَبْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيَّ بِالْأَسْوَدِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَكُشِفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ ع يَا عَلِيُّ هَذَا رَبَاحٌ غُلَامُ آلِ النَّجَّارِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع وَ اللَّهِ مَا رَآنِي قَطُّ إِلَّا وَ حُجِلَ فِي قُيُودِهِ وَ قَالَ يَا عَلِيُّ إِنِّي أُحِبُّكَ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِغُسْلِهِ وَ كَفَّنَهُ فِي ثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِهِ وَ صَلَّى عَلَيْهِ وَ شَيَّعَهُ وَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى قَبْرِهِ وَ سَمِعَ النَّاسُ دَوِيّاً شَدِيداً فِي السَّمَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّهُ قَدْ شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَبِيْلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كُلُّ قَبِيلٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ اللَّهِ مَا نَالَ ذَلِكَ إِلَّا بِحُبِّكَ يَا عَلِيُّ قَالَ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي لَحْدِهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَوَّى عَلَيْهِ اللَّبِنَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ قَدْ أَعْرَضْتَ عَنِ الْأَسْوَدِ سَاعَةَ سَوَّيْتَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ وَلِيَّ اللَّهِ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا عَطْشَاناً فَتَبَادَرَ إِلَيْهِ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِشَرَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ وَلِيُّ اللَّهِ غَيُورٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أَحْزُنَهُ بِالنَّظَرِ إِلَى أَزْوَاجِهِ فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ."

هذا ما ناله هذا الرجل بحب علي ، فاستبشروا بحبكم له.

أحبكم جميعا.. جمعة مباركة..

شاعر وأديب