بين الحمائم والصقور..!
في الوسط الشيعي هناك تيارات عديدة .. وكلامي سوف يكون حول تيارين هما الأقوى في البيت الشيعي و لأكون منصفاً سوف أُسمي كل تيار بما يحب كُلاً منهم أن يطلق عليه
وهما ( الخط المقاوم , الخط الولائي )
كل تيار .. فيه إيجابيات وفيه سلبيات .. وفيه عقلاء ومتعصبين
ولو سألتني أنت تميل إلى أي خط سأقول الاثنين .. ولكنني مؤمن بأنه لا عصمة إلا إلى الأنبياء ولآل محمد لذلك من الطبيعي أن يكون هناك أخطاء وسلبيات في كل تيار ..
العاقل من يحاول أن يبتعد عن التعصب ويأخذ من كل تيار إيجابياته ويترك السلبيات
هو صقر ضد اليهود ولكنه يأخذ موقع الحمائم في الوسط الاسلامي ويدعو للوحدة ضد العدو المشترك وما يفعلونه يتفق عليه عموم الشيعة وهو أمر حسن
خط يظهر الحقائق في الداخل الإسلامي ويعلن البراءة من أعداء آل محمد ويرون أن تكليفهم الشرعي هو إظهار الحقائق وإعلان البراءة فزمن التقية انتهى .. وهذا الخط يأخذ موقع الصقور في الوسط الإسلامي
لو رجعنا إلى حياة الإئمة المعصومين .. الذين أمرنا الله بالتأسي بهم .. سنجد أن في عصر كل إمام هناك طريقة مختلفة في التعامل مع الأوضاع فتارة ستجد المهادنة وتارة ستجد التقية وتارة ستجد الثورة وفي بعض الاوقات ستجد الخطان معاً مثلما حصل في زمن الإمام علي الإمام وزع الادوار
فجعل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه يجهر بالحق أمام الظالمين (صقر )
وجعل سلمان الفارسي رضي الله عنه يصالحهم ( الحمامة )
كان هناك تنسيق فيما بينهم و الاتجاهين لهُ ثمراته
نحن في زماننا نحتاج إلى وجود ( الصقور ) و ( الحمائم )
ولكــن أين المشكلة؟
المشكلة ليست في الخطين بل في من يتبنى ذلك
فالذي يتبنى خط لا يريد أن يتبنى الآخر خط يخالفه وكأنه إمام معصوم !
مع العلم أن كلا الخطين يخدم المذهب ولكن نحتاج فقط للتنسيق واحترام التوجهات .. فمثلما أنت تتمسك بالوحدة التي تفتقر إلى وجود أرضية تسمح بها .. اسمح لي أن أتمسك بمعتقداتي وأبينها للناس بشكل علني !
فليس صحيحاً أنه عندما تعلن البراءة بهذا أنت تفرق المسلمين !
الذي يؤمن بخط وبفكر المقاومة حقاً سيتوحد معك ضد العدو المشترك ولن ينظر لعقيدتك وسيقدم الأهم على المهم إذا كان عاقلاً
أما إذا لم يكن كذلك فلا خير فيه ..!
ومن لا يريد أن يتحد معك سوف يأتي بــ 1000 حجة
أولها كتب الشيعة المليئة بالطعن في رموزه .. وإن استغنيت عن عقيدتك لأجل الوحدة .. سوف يأتي بحجج أخرى
الجهلة يطبقون مبدأ ( إن لم تكن معي فأنت ضدي )
مهما تعمل وأنت مختلف معه في العقيدة لن يتوحد معك
وأعطي مثال على كلامي .. كثير من الشيعة خرجوا ودافعوا عن رموز المخالفين من أجل الوحدة
فسمعنا الرد .. بأن هؤلاء كذابين يستخدمون التقية وهذا موجود في كتب الشيعة ولم يأتوا به من فراغ و...الخ , في كل الاحوال أنت محارب من الجهلة .. فلماذا الإنبطاح؟
طالما أن خطك لا يتعرض لرموز الآخر .. فالعقلاء منهم لن يقطعوا جسور العلاقة وسيقدمون الأهم على المهم لأنهم كما أسلفت عقلاء ..!
أيضاً من الجانب الآخر .. هناك من ينتمي إلى الخط الولائي ويعمل على هدم الوحدة الشيعية من حيث لا يشعر بحجة التكليف !
وجهوا سهامكم نحو النواصب ليس لدينا مشكلة .. وانتقد في البيت الشيعي فليس هناك أحد أرفع من النقد
ولكن بدون تجريح .. إذا لم يكن للأشخاص أنفسهم قيمة لديكم فلتحسبوا حساباً لكونهم رموزاً للخط الآخر والخط يتبعه شريحة كبيرة من الشيعة .. وإن تهجموا عليكم فأما ان تترفعوا عنهم وأما أن ترد عليهم بشكل يليق بالخط وبالمدرسة التي تنتمي إليها وواثق الخطوة يمشي ملكاً .. كونوا حكماء وانظروا لحكماء هذا الخط كيف يتعاملون وتعلموا منهم .. فهم ايضاً مكلفون
في النهاية أقول إنني متابع لرموز الخطين بشكل دائم .. ومحب لما يقدموه من إيجابيات وأرى أن جهود الخطين تأتي ثمارها
وأنا عندما أنتقد موقف أو تصرف من فئة معينة .. لا يعني هذا أنني أكره هذه الفئة .. فالانتقاد البناء والذين يكون بدون تجريح هو أمر حسن ودليل على المحبة
نعم أمدحك في أمر وأنتقدك في آخر وتستمر الحياة .