العلماء الفقهاء تحصين وعطاء
ورد في كتاب الغَيْبَة للشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه..
أخبرنا جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام قال: كان الشريعي يكنى بأبي محمد قال هارون: وأظن اسمه كان الحسن، وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمد ثم الحسن بن علي بعده ، وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه، ولم يكن أهلا له، وكذب على الله وعلى حججه ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء، فلعنته الشيعة وتبرأت منه، وخرج توقيع الإمام بلعنه والبراءة منه. قال هارون: ثم ظهر منه القول بالكفر والالحاد.
قال: وكل هؤلاء المدعين إنما يكون كذبهم أولا على الامام وأنهم وكلاؤه، فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم، ثم يترقى «الامر» بهم إلى قول الحلاجية، كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعا لعائن الله تترى.
ومنهم محمد بن نصير النميري. انتهى
لعلي أجرؤ في محاولة - قاصرة مقصرة - لفهم النص فأقول..
هنا ملاحظة من الجيد الإلتفات إليها، وهي..
جاء في رواية الأحداث المنقولة بالتسلسل [فلعنته الشيعة وتبرأت منه، وخرج توقيع الإمام بلعنه والبراءة منه].
ظاهر الأمر أن أي متتبع يظن أن الشيعة وخصوصاً من حرضهم من العلماء والفقهاء وعلى رأسهم السفراء - رضوان الله تعالى عليهم - على اللعن والتبري من هذا المنحرف، استباقاً لأمر الإمام عجل الله تعالى فرجه وصلوات ربي عليه، والحال أنهم - رضوان الله تعالى عليهم - كانوا مغمورين بألطافه صلوات ربي عليه، فضلاً عن من خلف فيهم فيأنسوا بهم ويرجعوا إليهم في ملماتهم - أعني السفراء -، وكانت لديهم التعبئة والمناعة الإيمانية ضد أي فكر منحرف أضف إلى ذلك الخطوط العريضة التي انطلقوا من خلالها بثبات كما ”المطمر“ بين الحق والباطل..
فقد روى الشيخ الصدوق - رضوان الله تعالى عليه - في معاني الأخبار بسنده حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حمزة، ومحمد ابني حمران، قالا: اجتمعنا عند أبي عبد الله في جماعة من أجلة مواليه وفينا حمران بن أعين فخضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال له أبو عبد الله : مالك لا تتكلم يا حمران. فقال: يا سيدي آليت على نفسي أني لا أتكلم في مجلس تكون فيه. فقال أبو عبد الله : إني قد
أذنت لك في الكلام فتكلم. فقال حمران: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، خارج من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه، وأن الحق القول بين القولين لا جبر ولا تفويض، وأن محمدا عبد ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأشهد أن عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله، وأن حسنا بعده وأن الحسين من بعده، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا سيدي من بعدهم. فقال أبو عبد الله : الترتر حمران. ثم قال: يا حمران مد المطمر بينك وبين العالم، قلت: يا سيدي وما المطمر؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البناء، فمن خالفك على هذا الامر فهو زنديق. فقال حمران: وإن كان علويا فاطميا؟ فقال أبو عبد الله : وإن كان محمديا علويا فاطميا.
ولعل السؤال فما فائدة أن يخرج التوقيع بعدها..
ولعلي كذلك استحضر اجابة عابرة..
[يزداد الذين آمنوا إيمانا] في سفراء إمامهم وفقهائهم خدام الشريعة الغراء، ولترد من في قلبه مرض ويتربص للحيلولة دون التفاف الشيعة بعلمائهم.
إلا أن بعض حال اقراننا انصرف عن الإيمان فضلاً الإرتياب، بدعوى وحدة أو فلسفة و[عرفان] أو تقية مغلوطة وتمييع عقائدي، ووجد أبواقاً واعلاماً وعتاداً وعدة..
رغم أن الخلاص والمُأمّل هو بالثبات لا بالإنحلال، أورد صاحب الإحتجاج - رضوان الله تعالى عليه في كتابه توقيع الإمام الحجة - - إلى الشيخ المفيد - رضوان الله تعالى عليه - وفيه [ولو أن أشياعنا وفقهم اللَّه لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، واللَّه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل]*