معرفة الإمام الحسين (ع)
#ويبقى_الحسين
إن الإمام المعصوم هو قطب الرحى في عالم الوجود بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمسلمون مكلفون بتوليه والسير على نهجه والائتمار بأمره؛ كما ذكرت آية الولاية: «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنو الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون».
و متابعة الإمام تقتضي معرفته، من هنا كان الحديث عن النبي : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»، لأن الذي لم يعرف إمامه سيضيع عن الحق ففي الدعاء: «اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني»، وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى».
لأجل ذلك كان تنصيب الإمام جعل إلهي بالنص لا علاقة للبشر في إختياره بالإنتخاب أو الشورى؛ فهم معروفين بالنص إمام بعد إمام حتى الثاني عشر منهم، الإمام محمد بن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف.
ولذا علينا ونحن في هذه الأيام الحسينية التوجه نحو تحصيل معرفة الإمام الحسين والتي يمكن عرضها من جهتين، معرفة من الجانب التاريخي وهذا مهم، والأهم هو المعرفة من الجانب العقدي اي معرفة المقامات الحسينية العظيمة التي أختصه الله بها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إن الحسين بن علي في السماوات أعظم مما هو في الأرض واسمه مكتوب عن يمين العرش إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة».
ومن أهمية المعرفة الحسينية ما جاء عن الإمام الكاظم : «أدنى ما يثاب به زائر الحسين بشط الفرات إذا عرف بحقه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر» لقد أشترط الإمام الكاظم في الرواية للحصول على ثواب الزيارة أن يكون الزائر عارفا بحق وحرمة وولاية الإمام الحسين فشرط الثواب هوىالمعرفة!
و الروايات بهذا المعنى كثيرة عن الأئمة فبقدر معرفتنا بالحسين تكون تلبيتنا أصدق وعبرتنا على مصابه أسرع وأجر زيارتنا له أرفع...؛ كما في الحديث عن الرسول الاعظم وسلم إن زيارة الحسين تعدل حجة وعمرة ثم ضاعف حتى يصل إلى الف حجة وعمرة إن هذا التفاوت هو بقدر المعرفة بالحسين فمن كانت معرفته الحسينية بمقدار معين كان ثوابه بقدر تلك المعرفة؛ وهذا ما يوجه به علمائنا الأجلاء هذا الحديث.
وهذه الأيام العاشورائية فرصة للبحث والمطالعة في المقامات الحسينية وسيرته العظمى؛ خصوصا الشباب الذين يملكون أدوات البحث العلمي والمعرفي من خلال ما أكتسبوه في دراستهم الأكاديمية فعلينا توظيف هذه المعرفة والقدرة في الجانب الحسيني.
كما إننا إذا أردنا ان نفهم النهضة الحسينية بأبعادها المختلفة ليس لنا سبيل لذلك إلا بالمعرفة الحسينية من خلال المطالعة؛ ولهذه المعرفة ثمرة كبرى هي معرفة الله عز وجل كما عن أمير المؤمنين : «نحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا». بالتأكيد ليس لنا استطاعة لمعرفة الحسين حق معرفته فصاحب النقص لا يحيط بالكمال حتما.
ختاما؛ جاء في زيارة الناحية المقدسة: «السلام عليك سلام عارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك»، فنلاحظ أن الإمام الحجة عجل الله فرجه قدم المعرفة على الولاية والمحبة؛ وكأنه يشير إلى أن المعرفة هي مقدمة ومفتاح للولاية والمحبة، «اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني»