المرأة شريكة وليست مكملة!
أنصف الله دور المرأة وسنه وشرعه بتعاليم القرآن قبل البشر أنفسهم، وضمن الدين الإسلامي للرجل والمرأة حقوقهما كاملة دون نقصان أو ظلم طرفاً على آخر، وحسب ما تقضيه المصلحة الأسرية وتوزيع الأدوار والمهام لكلاً منهما.. وظهر هذا منذ بزوغ فجر الإسلام ونزول الكتاب المشرع.. لذا أهتم الإسلام بإظهار وإبراز دور المرأة كإنسانة لها قدرات كالرجل! وأوصى وحفظ وأحترم مكانتها لها ولشريكها الرجل، كشريكان متساويان بالخلق ومكملان لبعضهما البعض في مسيرة الحياة.. فأعطى نصف دور للرجل والنصف الآخر للمرأة، وبما يتلائم ويتناسق مع تركيبة كل شريك، الجسمانية والنفسية والظروف المحيطة، ووضع خطوطاً واضحة لحقوقهما! كي لا يحيدا عن دورهما، ولكي لا يقصي أحدهما حق الأخر أو يسرقه، وخاصة الرجل! ولكي يقدماه بأكمل وجه وحسب الشريعة السمجاء. ولهذا تشير الآية الكريمة إليهما معاً بدور الخليفة في الأرض، بسم الله الرحمن الرحيم: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، آي الإنسان بجنسيه رجل وامرأة والجعل هو بسط اليد والملكية والقدرة على التحكم بالأرض، كالسكنى والعمل والتعمير والتزاوج والتكيف والنماء والتطوير.
ولقد عزز الدين الحنيف حقوق المرأة بعد أن هضمت وسلبت منها بالأمم والأديان التي سبقت الإسلام، كحقوق الإرث وحرية التجارة والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من النفقة حتى ولو كانت غنية، أو حقوقها المعنوية بالنسبة لذاك العهد، ومستوى نظرته إلى الحريات بشكل عام وحرية المرأة بشكل خاص.
ولا يقتصر أو ينحصر دور المرأة في الإسلام كما كان سائداً! على كونها امتدادا للرجل ومكملة له ولحياته ونعيمه الإكسسواري! وكما يختزله السابقون من العلماء والمؤرخين انتسابها للرجل « بصفة الملكية والتبعية » بقولهم: فهي إما أمه أو أخته أو زوجته أو جدته، أما واقع الحال أن المرأة حالها حال الرجل، كقدرتنا أن نقول هو الزوج أيضاً: أما أباها أو زوجها أو أخيها أو جدها! فالمرأة تتمتع بكيان وشخصية مثل الرجل، ولها أدوارها المؤثرة في صناعة التاريخ الإسلامي بمنأى عن الرجل. فنرى المرأة صانعة السلام وصانعة الرجال، فهي أما تاجرة أو محاربة أو مطببة أو شاعرة كما أخبرنا التاريخ.