من أي البدايات تنشطر الأبعادُ
من أي البدايات تنشطر الأبعادُ
ولأيها تولد الخاتمة
ألمثلك يتوافد الرثاء، ويدار على فقدك الدمع؟!
تغريبة الزمن ووحشة المكان
أبطال الدراما التراجيدية في المشهد المعاد
صوت الديكة يؤثث الفراغ
أسراب النمل تؤدي مهامها بانتظام
*
تعال أكتب على صحيفة العزاء عزاءً يليق بنا.
صافحنا.. واحدا.. واحدا، مبتسما كعادتك
خفيفا تمر كرشة عطر، كنسمة برد، كما اللغة البكر تعجن صورها بترتيلة نص يقظ.
*
عند الأصيلِ أُمرر على أمك
... تلك التي عجنت فصلا من فصولك
أن تشرب الشاي، أن تحاكيها باليوميات المعتادة... أكنت بذلك تتفقد صبرها، تجس قدرتها على الوقوف بعدك؟!
النخلة النخلة... واقفة، رأسها شامخ
صوتها صدى صوتك ومزاجك.
*
في النص الصريح
- دون تقلبات الشعر وأمزجة الشعراء الحمقى
- بعيدا عن تحنط الخطب المكرورة بأفواه خطباء المزاد العاشورائي
- أكثر أناقة من قمصان المثقفين وبرنيطاتهم ومصطلحاتهم الممجوجة...
وحدك وقفت، صوتك يتم أمانته ويتبعك، يتبع خطاك الحثيثة ناحية الهدف
- دون اللعب بالصور وتراكيبها، دون مجاز وتورية وجناس وعروض وقافية
- بلا يا ليتنا كنا معكم، لمسوخ البغبغاوات وللدمى الخشبية التي تقطعت خيوطها فبالت على بعضها..
- متخففا من الطاولات المستديرة وتبغ وقهوة المثقفين وحديثهم الدارويني الطويل، وانفجاراتهم الكونية العقيمة...
« مطلبنا الحرية... »
وكيف لحر مثلك أن يعطى حرية؟!
أكنت تطلبها ل « من رضع ثدي الذل دهرا، رأى الحرية خرابا وشرا »؟
ولأستعر قولا آخر « لو أمطرت السماء حرية، لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات ».
ولئلا أكون قاسيا بجلد الذات
فالجلاد الأشر يستأنس بعويل القطيع، وشتاته.
أنا هنا أنتظرك أن تتكرر مرة أخرى
أن تلد اللبوة سرا من أسرارك
لئلا أخذلك، ولئلا أخونك
أو لأخذلك، ولأخونك
أو أهمل فصل الحياة فأدخل هامش الموت التقليدي، الوقف على تلة الوقت أمنية الجبان ليمعن النظر في العمر وهو يتلاشى ويتهرأ...
الحياد السمُ البطيء البارد، يفتت كبد الضحية بلثام الصمت وجحود العاطفة.
ولأعيد في اللاوعي النشيج الفلكلوري الحلزوني الأزلي منتحبا ومناديا من دخلوا عافية الخلود:
يا ليتني
كنت
معك.