قول عظيم
خرج من بيته متوجها إلى سيارته، ذاهباً إلى عمله..
وقف بإشارة مرورية ، طرقت النافذة ، التفت ليرى خمار اسود تمد منه يد ، أنزل النافذة وأقتطع جزء من ماله وأعطاها ، انطلق في طريقه .
رأى صديقه فسلم عليه ، سأله صديقه عما يحصل في المنطقة فالمتسولات يتواجدون في كل أشارة ! فأجابه بأنه قبل قليل قد اعطى امرأة عند الإشارة و لم يلاحظ بوجود أخريات ، قال : له صديقه ، أنظر في التقاطع القادم ستراهم .
وصل إلى التقاطع، رآهم و سرح بتفكيره ، يحدث نفسه: الأمر غير عادي، من أين يأتون كل هؤلاء ؟
قرر اليوم التالي إن يخرج للعمل في وقت مبكر قبل طلوع الشمس ، كي يعرف مصدر كل هؤلاء النسوة ، وصل إلى التقاطع وقف في انتظار ، توقف في مكان قريب و أطفئ السيارة ، جلس ينظر للتقاطع ، فجأة صوت قادم و حافلة تظهر من بعيد .
نزلت النسوة ، تفرقن ناحية اشارات المرور، عرفهن فأخذ يقول في حيرة : لربما مؤسسة تسول، و لكن لولا أنهن محتاجات لم يمددن يدهن للناس .
قاد سيارته عله يصل في موعده للعمل ، فاخذت الخواطر و الافكار تجول في فكره و تشغل باله ، ممن السبب ؟ من الجمعيات ام نحن السبب ؟ ام هو امر اكبر من ذلك لتصل المشكلة كمأمر عالمي يستعصي الحل و العلاج ، وصل و ازاح الار من فكره فكل مسؤول عن رعيته و عائلته بخير متناسيا ما يعنيه هذا القول العظيم .