سعيد عبدالله أكبر حرفيي الجنادرية يكشف أسرار صناعة السلال
يجلس سعيد عبدالله صانع السلال الأكبر سناً بين حرفيي الجنادرية «85 عاماً»، في الركن المخصص له في «بيت الخير» في قرية المنطقة الشرقية بالمهرجان، متحدثاً بفخر وعفوية أهل القطيف إلى الزوار عن مهنة صناعة السلال المتوارثة في عائلته، وكيف تعلم المهنة من والده وعلمها بدوره لابنه.
ويروي عبدالله بشغف وعلامات الفخر ترتسم على محياه، عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتراث السعودي والحرف اليدوية، ودعمه للحرفيين ويقول: «تفاجأت قبل عدة سنوات عندما أخبرني المسؤولين عن المهرجان بالاستعداد مع عدد من الحرفيين للذهاب للقاء الملك سلمان، وفعلاً ذهبنا وتشرفنا بالسلام عليه، وقدمنا له ولضيوفه الكرام شرحاً عن الحرف اليدوية السعودية، وهذا خير دليل على اهتمام وحرص القيادة في المملكة على التراث والثقافة والموروث الأصيل ودعمهم لأصحاب الحرف».
يقول عبدالله: «صناعة السلال هي مهنة متوارثة في العائلة، تعلمت أصولها من والدي وامتهنت العمل فيها بعد وفاته منذ أكثر من 20 عاماً، وعلمتها بدوري لأحد أبنائي الذي أصبح يجيد المهنة بشكل محترف، لكنه يعمل حالياً في شركة لأن صناعة السلال يدوياً بالطرق التقليدية لم تعد تدر دخلاً كافياً في ظل تطور الصناعة وكثرة المنتوجات، وزيادة متطلبات الحياة».
ويضيف: «وقت صناعة السلة يعتمد على حجمها، فالسلة الكبيرة يستغرق صناعتها يدوياً حوالي يوم تقريباً، وتحتاج إلى جهد كبير، في حين يمكنني صناعة سلتيْن من الحجم الصغير يومياً».
وأكد عبدالله أن صناعة السلال تحتاج إلى مهارة ودقة لتخرج بشكل متقن وجميل، ويستخدم في صناعتها مواد طبيعية من لحاء الأشجار وعذق النخيل التي يجمعها من مزارع قريته الواقعة في محافظة القطيف ولا يحتاج إلى شراء مكونات أخرى.
وأشار إلى أنه شارك في عدد من المهرجانات الوطنية المعنية بالتراث، وعلى رأسها مهرجان الجنادرية، الذي يشارك في منذ سنوات طويلة، وأنه يشعر بسعادة كبيرة لمساهمته في التعريف عن التراث السعودي في مثل هذه المحافل.
وتابع: «يتوقف كثير من زوار المهرجان من مختلف الجنسيات للسؤال عن صناعة السلال ويسعدني دائماً أن أُعرِّف بهذه المهنة الجميلة للزائرين، الذين يحرص معظمهم على الحصول على منتجاته، التي صنعها بيديه من مكونات تفوح منها رائحة أشجار ونخيل القطيف».