الضيف خفيف الظل يعود لمنازلنا
ها هو الضيف الغير مرغوب فيه يطرق علينا الأبواب ليزعجنا بأسئلته واستفساراته ويقلق راحتنا، يجعلنا في حالة استنفار، جالسي البيوت لمدة تقارب الأسبوعين، يحرمنا من الخروج والتجمعات العائلية، حيث توضع القوانين وقوائم الممنوعات ويحظر التجول والخروج إلا للضرورة مع كما هائلا من الأوامر والنواهي.
فمن طلب العلا سهر الليالي طبقها ابناءنا كأول قانون في فترة الاختبارات. بعدها العزلة الاختيارية مع الكتاب والمراقبة المستمرة من اجل الحصول على النجاح والتفوق.
أما الجديد الذي يحمله ضيفنا هذا العام هو إضافة مرحلة المرح والطفولة في قائمة الاختبارات بعد غياب ما يقارب الخمسة عشر عاما مما اضفى على اختبارات هذا العام المتعة والمرح وحولها إلى تجربة تحدي ومغامرة ممتعة يخوضها المربون من معلمين ومعلمات وأولياء أمور، فأصبحت الاختبارات لها مذاق خاص حيث امتزج فيها الجد واللعب وتحولت الأساليب الصارمة في المذاكرة والتي كانت بمثابة أوامر عسكرية يعاقب عليها من يخالفها إلى اسلوب ممتع ومرح، فقد اختلف اسلوب التعامل مع الكتاب والمادة المراد الاختبار فيها، فأصبح اللعب مع الأرقام الشقية، فكر وامرح مع العلوم تذوق وابدع مع لغتي وخمن واسأل مع الفقه والتوحيد، هذا الأسلوب غير من الجو العام لفترة الاختبار.
فضيفنا هذا العام خفيف الظل يتسم بالأريحية التي أزالت التوتر والعصبية والقلق الذي كان يسيطر على الكثير في فترة الاختبارات.
تزامنا مع فترة الاختبارات التي سوف يخوضها الطلاب والطالبات لجميع المراحل الدراسية للفصل الدراسي الأول، فقد تنوعت الرسائل التي قدمها المربون إلى أولياء الأمور والطلبة والتي اتصفت بروح المرح والحب فأصبحت أكثر تعاطفا خاصة مع المرحلة الابتدائية فقد تغيرت من كونها أوامر ونواهي وارشادات إلى رسائل تحمل التحفيز والايجابية من أجل الوصول إلى التفوق كخطوة أولى للنجاح والاحتواء كخطوة ثانية من اجل نجاح التجربة، بكل الحب نتمنى لبراعمنا الصغار أن تكون مغامرتهم شائقة وممتعة، ولطلابنا وطالبات التوفيق والسداد وتحياتنا لضيفنا خفيف الظل ونتمنى له طيب الإقامة في منازلنا، وان يغادرنا بكل حفاوة وتكريم، وان تكون النواتج التعليمية لهذا العام مرضية وترفع الرأس فهي حصيلة جهود المربون وأولياء الأمور والمسؤولون فجميع هذه الجهود تضافرت من أجل انتاج تعليمي أفضل.