بمناسبة ارتحال الشاب المؤمن شكري إلى ذمة الله السيد مرتضى السادة : تعزية .... وتذكير شبكة أم الحمام 11 / 1 / 2010م - 1:14 ص اقرأ أيضاً جمعية أم الحمام الخيرية تنتخب مجلس إدارتها الجديد من بين 10 مرشحين للدورة 2028 - 2025 أكثر من «نصف مليون ريال» مصروفات جمعية أم الحمام الخيرية خلال شهر مارس 2025م نص البيانأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى :﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ َالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ - صدق الله العلي العظيم – بسمِ الله ، والحمدُ لله ، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين ، حبيبِ إله العالمينَ أبي القاسمِ محمدٍ وعلى آلهِ الطيبينَ الطاهرين . والسلامُ على الحسينِ ، وعلى عليِّ بنِ الحسينِ ، وعلى أولادِ الحسينِ ، وعلى أصحابِ الحسينِ ، والسلامُ عليكم أيُّها الأخوةُ المؤمنونَ ورحمةُ الله وبركاته ، أما بعد :- فلقدْ فاجَأنا – ونحنُ في ديارِ الغُربة – نبأٌ أرجفَ القلبَ ، وأطاشَ اللُّبَّ ، ونازلةٌ أرعشتِ الأيدي ، وزَلْزَلتِ الأقدامَ ، ورزيةٌ طارتْ لها النفوسُ ، وارتجفتْ لهولِها القلوبُ ، وكيف لا ؟! وقدِ ارتُكِبَتْ هذهِ الفاجعةُ في الشهرِ الذي هوَ مِنَ الأشهرِ الحُرُمِ ، حيثُ حُرِّمَ فيه القتلُ والقِتالُ ، فإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون . الأسرةُ الكريمةُ - أسرةَ آلِ رضوان - ، أحسنُ اللهُ لكمُ العزاءَ ، وأدام لكمُ البقاء ، وربطَ على قلوبِكم بالصبرِ والسِّلوانِ ، فلكم برسولِ الله أُسوةٌ حسنةٌ إذْ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ إبراهيمَ فبكى (صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ) وقالَ : (( تدمعُ العينُ ، ويحزَنُ القلبُ ، ولا نقولُ ما يُغْضِبُ الربَّ ، وإنّا عليكَ يا إبراهيمُ لمَحْزُونونَ )) . ونحنُ نقولُ : إنّا عليكَ يا أبا أحمدَ لَمَحْزُونون . الأسرةُ الكريمةُ : كونوا مطمئنينَ إلى قَدَرِ الله ، راضينَ بقضائهِ ، صابرينَ عندَ نزولِ بلائه ، شاكرينَ لفواضِلِ نَعْمائهِ ، أنِ ارتَحلَ هذا الفقيدُ الغالي مظلوماً لا ظالماً .قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ - صدق الله العلي العظيم – ، فالمصيبةُ وإنْ جَلَّتْ ، والرَّزيةُ وإنْ عَظُمَتْ ، ولكنْ مكانُ الصبرِ منها أجملُ ، والرَّجاءُ والتسليمُ لقضاءِ اللهِ أوسعُ وأفضلُ . وختاماً؛ أتقدَّمُ بتعازيَّ الصادقةِ إلى سائرِ أهلِ الفقيدِ ، وعندَ اللهِ نحتسبُهُ ، وإليه – عزَّ وجلّ – نشكو مَسَّنا وحُزْنَنا ، ونسألُهُ أنْ يربطَ على القلوبِ الحَرّى بالصبْرِ والسِّلوانِ ، فرُحماكَ ياربِّي بأرضِكَ وسمائك ، ولُطْفَكَ بعبيدِكَ وإمائك ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاّ بك . ولا يفوتني في الأخير – وليسَ المجالُ مجالَ إطالةٍ – إلاّ أن أدعوَ نفسي ، وأدعوكُم – أيُّها الأخوةُ المؤمنون من الخَيِّرينَ والوجهاءِ والمُصْلِحينَ وطلبةِ العلومِ الدينيةِ- للاهتمامِ والوقوفِ بالموقفِ المسؤولِ اتجاهَ هذا الحادثِ الجلَلِ ، وعدمِ دسِّ رؤوسِنا في التُّرابِ ، وعدمِ الفَرارِ مِنَ المشكلةِ ، وكلُّنا راعٍ ، وكلُّنا مسؤولٌ عن رعيِّتِه ، فلقدْ دُقَّتِِ السَّاعةُ لإزاحةِ شَبَحِ هذهِ الفَوضى الاجتماعيةِ ، ولِعلاجِ هذا المرضِ المُعْضِلِ ، مِن خلالِ التفافِ أهلِ الوَعيِ والمسؤوليةِ والعقلاءِ ، وليسَ العلاجُ مُنحصِراً بالمواقفِ السلبيةِ اتجاهَ هذهِ الشرائحِ الشبابيةِ ، بلْ بشمولِ واستيعابِ هذهِ الشرائحِ ضمنَ المؤسَّساتِ الدينيةِ والاجتماعيةِ والأسرية ، فإنَّ آخرَ الدَّواءِ الكَي ، وإلا فالمستقبلُ خطيرٌ ، والوَضعُ مريرٌ ، وكما تكونوا يُوَلَّى عليكم . أيُّها الأخوةُ المؤمنون : ماذا تنتظرون بعدَ هذهِ المصيبة ؟! هل نَنتَظِرُ مصيبةً أخرى ، وفاجعةً كبرى ، من هَتْكِ الأعراضِ والحُرُمات ؟! أو ترويعِ الآمنينَ من الناسِ ؟! أم نَنتظرُ التغييرَ مِن غَيرِنا ؟! واللهُ سبحانَهُ وتعالى يقول – على قاعدةٍ وقانونٍ سُنَنِيٍّ إلهيٍّ - : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ - صدق الله العلي العظيم – ، فَعُوا أيُّها الأخوةُ المؤمنون ، وتدبروا هذهِ السُّنةَ الإلهيةَ ، وإلاّ كُنّا مصداقَ حديثِ رسولِ اللهِ حيث قال : (( كيفَ بكمْ إذا فَسَدتْ نساؤكم ، وفسَقَ شبابُكم ، ولم تأمروا بالمعروفِ ، ولم تنهَوا عنِ المنكر ؟ فقيلَ له : ويكونُ ذلكَ يا رسولَ الله ؟! قال : نعم ، فقالَ : كيفَ بكم إذا أمرتُم بالمنكرِ ، ونهيتُمْ عنِ المعروفِ ؟ فقيلَ له : يا رسولَ الله ويكون ذلك ؟! فقال : نعم ، وشرٌّ من ذلك ، كيفَ بكم إذا رأيتمُ المعروفَ منكراً ، والمنكرَ معروفاً )) . هذا والسلامُ عليكم أخوتي المؤمنينَ ورحمة الله وبركاته . ابنكم الأقلّ / مرتضى السادة قم المقدسة الجمعة 22 / 1 / 1431هـ